انها افعى
احتار القدامى في تسميتها ووصفها .. لكنهم أجمعوا ..على حسن جمالها ..وشدة بأسها ..وسحر عيونها..
اعتادت أن تخرج من جحرها صبيحة كل يوم ..تستعرض جلدها الّلماع بألوان قوس قزح..
.. تلقي بنظارتها ..وزفيرها ..إلى الصخرة القريبة ..التي ما فتئ سكان البلدة ..يضعون عليها قرابينهم …
لتسمح لهم ..بورود عين الماء الوحيدة -المسماة برأس العين -حيث اتخذت من نبعها ..مسكنها ومجلس حكمها ..
لا شيء يعكر صفو هذه الرتابة اليومية ..سوى صراخ وأنين .صغار الطيور والحيوانات..وهي تُبتلع ..حية.
أراد (مصباح) الشاب المزهو بشبابه وعضلاته ..أن يريح الناس من إتاوتها ..ليحصل له على بعض مجد تليد ..
يسمح له للتقدم لخطبة ..ابنة الجيران .
وقف في ساحة المنارة .. دق طبول الحرب .. امتشق سيفه .. قلمه..وحَدوة حصانه :
- يا قوم ..يا معشر ..صلاح الدين ..اليوم أمر ..وغدا خمر ..واني والله لقاطف لكم رأسها ..
مضى ..يوم.. يومان .. شهر ..ودهر ..
ومازال الناس يُحدثون بقصة ذاك الشاب الذي قطع رأس الأفعى ..وما عاد ؟؟!!