سلاح ذو حدين ما بين وبين ((شبكات التواصل الاجتماعي ))!!؟؟
لم يعرف مصطلح التواصل الاجتماعي إلكترونيا إلا في وقتنا الحاضر، ولم يدرك العقل البشري أن هذه الثورة التكنولوجية ستجعل العالم ليس مجرد قرية صغيرة كما يقال، وإنما أقرب ما يكون إلى طاولة مستديرة للاجتماعات والنقاشات. وكم لاحظنا في الفترة التي سبقت ما يسمى «الربيع العربي»، التوظيف الجيد لهذه القنوات في توحيد صفوف الشعوب نحو انطلاقة الشرارة الأولى في حريق الثورات العربية التي أطاحت بحكومات مستبدة، واستطاعت أن تخترق سقف الحريات المتاحة في عالم الإعلام الرسمي، رغم الحظر الذي قامت به بعض الحكومات على هذه المواقع.
ومع نضج تجربة تداول الآراء والنقاشات في محيط هذه الشبكات، إلا أن الانفتاح في عالم التدوين والتواصل يحتاج دوما إلى عوامل مساعدة ترسخ لمفهوم التواصل نفسه، على أساس متين يعمق الأداء المعرفي ويطرح الثقافة الموسوعية البديلة، التي لا تعتمد على النقل وسياسة اتباع القطيع التي يعتمدها أغلب الموجودين على هذه المواقع. ففي عالمنا العربي لا نزال نفتقد لاستقرار كثير من مفاهيم حرية الرأي وقبول فكرة الاختلاف، واستيعاب التغريدات التي تأتي خارج السرب، من باب احترام الآخر وتثمين آرائه.
فهذه المواقع أوجدت للبعض مكانا مريحا مكنّه من طرح بعض إبداعاته، وحفزته على الاستمرار في العطاء وصقل تجاربه الذاتية في الكتابة ونحوها، بل استطاعت أن تقدم بدائل مفيدة في عالم الأخبار وسرعة وصول المعلومة وتعددها. ويمكننا الآن أن نترحم على إذاعة لندن، التي لعبت في فترة ما دوراً في الانفرادات الإخبارية، وكما يقال اليوم «حصريا»، ولعل هذا ما دفع البعض إلى استثمار هذه المواقع لطرح بعض المشكلات الاجتماعية وعرضها للنقاش، وتبني بعض القضايا والدفاع عنها.
وقد استطاع البعض أن ينفذ في مسام أفكار الآخرين بصورة غير مسبوقة، فإذا أردت أن تتعرف على هذه الشخصية أو تلك، ما عليك إلا الولوج إلى صفحته الخاصة وقراءة عناوين اهتماماته، لتفهم الجزء غير المرئي من شخصيته. ومن ناحية ثانية، قدمت هذه المواقع خدمة للمدونين لقياس نبض القارئ بصورة مباشرة وسريعة، وقد اعتمد كثير من الشبكات المتلفزة على هذه المواقع، لرصد ردود الأفعال في حينها وتمكين المشاهد من تقديم مداخلاته في بعض برامجها المباشرة.
ومؤخرا مكّنت هذه المواقع بعض المرشحين للمجلس الوطني الاتحادي، من الالتقاء مع الجمهور مباشرة، وكانت استثمارا جيدا لبعض الحملات الانتخابية التي رافقت فترة ما قبل الانتخاب، واستطاع البعض إجراء كثير من المداخلات وبنجاح، لتقريب المسافات، خاصة وأن بعض الشخصيات التي ترشحت، كانت مغمورة وغير معروفة لكثير من الناس، بل أوجدت مناخا صحيا للتأثير في الناخب دون وسيط أو مفاتيح انتخابية.
ولقد لمس بعض المنتسبين لهذه المواقع والمهتمين، ميزة الاستشعار أو القدرة على قياس نبض الشارع، من خلال الاطلاع على بعض الآراء العامة تجاه بعض القضايا التي يتم طرحها عبر وسائل الإعلام اليومية، بل وتفنيدها بناء على معايير الثقافة والبيئة والمستوى الاجتماعي للمدوّن. وربما يمكن القول إن التباين في الآراء يكاد يكون مفقوداً أحيانا، فالاختلاف مطلوب، لأنه يدل على تحرر العقل البشري من الانقياد خلف الآخرين، وتكوين وجهات نظر خاصة لها من القوة والرصانة ما يمكنها من عرضها، دون محاباة أو تزييف. وكم هي القضايا الاجتماعية التي تقتلها الأحادية المفرطة، والتبني العاطفي غير السوي.
وهذا المناخ الذي يسود بين فترة وأخرى يفرز تأجيجا للعواطف، بعيدا عن المنطق واعتماد أسلوب الأخذ والرد، وخلق أجواء موتورة يمكن أن تؤثر سلبا في الجهود المبذولة، وتحبط العزائم وتجهض تاريخ بعض الشخصيات، لمجرد هفوات قد تحدث دون تعمد. وإذا أردنا أن نكون على مستوى حدث ما، فلا بد أن نتيح لأنفسنا فرصة للاطلاع، ونمنح الآخر فرصة لأخذ حقه في الرد، وعدم التسرع في الكر والفر، وأن نحسن الظن في بعضنا البعض، حتى تكون لآرائنا مصداقية وبعد نظر، وتكون نتيجة وليست سببا. فالانفعالية التي يتميز بها كثير من البشر، لا تؤسس لمشروع ثقافي اجتماعي توعوي إنساني على المدى البعيد، بل تجعلنا نراوح في أماكننا.
ولعل لنا في بعض دول الخليج أسوة في مجال إجهاض المشروعات التنموية، نتيجة سياسة الصراخ والانفعال التي يعتمدها بعضهم، وتكون نتيجتها تعليق العمل وعرقلة دولاب الحياة الاقتصادية والاجتماعية.
الجميع يدرك أن المجتمع الفلسطيني مجتمع ناهض ونابض بالأفكار، ومتطلع نحو الآفاق، رغبة منه في إحداث فارق في هذه التجربة الوحدوية الناجحة، ولا بد أن نتوازى جميعنا مع هذه التطلعات دون تكسير مجاديف بعضنا البعض، والتعامل مع هذه المواقع من خلال الإحساس بالمسؤولية وتبني الطرح البناّء، وليس النقد من أجل النقد كما يحلو للبعض. والتمني الوحيد الذي يجمعنا نحن أبناء الوطن، هو العمل لمصلحة هذه الأرض الطيبة، لذا لا نبخس الآخرين حقهم في ذلك دون مزايدات على وطنيتهم .
في النهاية لقد تحول السلاح الحقيقي من الكلاشن كوف ومن المسدس الى الفيس بوك او التويتر من الشارع الى الحاسوب او الجوال المحمول تغير حقيقي رأينا حقيقتها وقوتها وفعاليتها ويكمن هاذا الشيء في الاستخدام الصحيح والمنضم او يمكن الحديث عن وجود من ينضم هذه الاسلحة ويوجهها في الوقت المناسب .
تاتي بعض الافكار من الواقع وتكون بعضها عفوية لاكن التوجه الحقيقي في هذه الايام والاهتمام الزائد في هذه القضايا وربط الانتخابات مع شبكات التواصل الاجتماعي والتعليم والمناضرة والمناصرة والتشهير وهذه القضاية المهمة المتعلقة بالافراد والاشخاص المهمين حسب اعتقادي فحاجتنا لها قوية لانها سلاح في يد الجميع ربما بعضنا لا يحسن استخدامه في الطريقة الصحيحة فيجب ان نكون على قدر الوعي التام بها واستخدامها صح ………… والحديث معها وبها ولها وعنها لا ينتهي .