جنين .. والاحلام المحرمة !!
( 30 )
يا دار العز نابيني تانا بيك اصحابك قوطروا ظليت انا فيك
انا عشت يادار لابنيك بشباب يكيدون العدا
كثيرا ما يشاع ان الفلسطيني قد فرط بارضه ووطنه، وتناسى اولئك، ان اوجاع الامس ” الانظمة “ هي نفسها اليوم، لكن عجلة التغيير تندفع باردة الجماهير الشريفة الصاخبة بآوان التغيير، وبانه لكن يكون هناك.. ” مزاد “ آخر تسلم فيه الاوطان، لنشقى في متاهة حدود الوهم/ والمؤامرة!!.
سادتي،،
عندما تسقط الانظمة، تصعد الاصوات الشريفة، ولن يكون هناك مكائد اخرى.. بعد ان اصبح ” القصر الجمهوري “ في هذا القطر او ذاك مجرد دبابة، ومدفع مكسور يتحدى مدن الغضب العربي.
الف تحية لميادين الكرامة والعز في ساحتنا العربية،،
الف تحية لشهداء التطهير،،
كانت الاوامر قاطعة، فهذا اوان الرحيل، هكذا صحا اهالي مدينة جنين على رهط القوات العراقية وقد احتشدت في وسط المدينة.
قيل ان الخطة اقتضت ذلك استعداداً لقدوم قوات الجيش العربي، ومع قدوم المساء، كانت القوات العراقية قد اكملت انسحابها.
وفي ذات الوقت دخلت مدرعات تحمل شارة الفيلق العربي، فيما بدا الجنود بزيهم المعروف يطلون من فوق المدرعات، ويوزعون تحايا المساء على الاهالي المحتشدين هناك، الذين هبوا لاستقبال القادمين، لكن القوة الوافدة ما ان وصلت وسط المدينة حتى خلعت قناعها باطلاق سيل نيران رشاشاتها على صدور الاهالي.
القوات العراقية المغادرة جذبها الصوت المعاكس، وعاد قائدها العربي ليقرر وأد الخديعة، اذ سرعان ما وجد نفسه امام تحدي ان يخوض معركته بالسلاح الاليض ، تجنباً لالحاق الاذى بالابرياء العزل، وكان له ان يسحق القوة المتخفية ويقتل نحو مئتي صهيوني.
ولان تاريخ الفرح يمر خاطفا ، فقد جاءت اوامر الحكومة العراقية في حينه بضرورة الحضور حالاً الى بغداد.
المفاجأة، ان محكمة عسكرية فورية كانت بانتظار القائد العربي، الذي تقرر اعدامه لخروجه على التعليمات!!.
مفارقات محسوبة.. وحرب المعنويات!!.
( 29)
هناك في الهند ما يربو على (400) مليون انسان يقدسون البقرة، وينحنون امامها اجلالا واكبارا.
اما في جنوب شرقي اسيا نجد عشرات الملايين يعبدون التماسيح والضفادع والسلاحف.
كل هذا يحدث في زمن وصل فيه الانسان الى سطح القمر، واستطاع ان يسخر العلم لخدمته في شؤون شتى.
على النقيض من كل ما سبق، لا يزال النظام العربي يتوهم ان الملايين من ابناء الشعب العربي يجب ان تنحني لكل الافاقين الذين يستبيحون كرامة شعوبهم لاجل كرسي حقير، لا يسوى ان تحرك الدبابات والمجنزرات المعبأة بالقتل والاجرام البادي في ليبيا واليمن وسوريا و…….. حتى انجاز الاستقلال الحقيقي.
في تونس ومصر العروبة حسمت المعادلة، وبدأت الاجواء الفلسطينية تكتسب نضوجا خاصا، بعد كل ما جرى وسيجري في قادم الايام.. حيث اثبتت التجربة ان الوضع الفلسطيني لا يحتمل القسمة، وقد آن الآوان ان يتطور النظام السياسي الفلسطيني بــ القفز عن مطب ” لعبة الفصائل “، اذا ما افترضنا ان فلسطين هي الغاية والمنى.