” يبلى الحبل وتبقى العبكة ” … !!
( 15 )
” يا شجرة بالدار حاميها أسد وانقطعت الغضان من كثر الحسد
وأنا زرعت الزرع أغيري حصد يا حسرتي غير التعب ما نالنا”
… وضاقت علينا/ عليهم الأرض بما رحبت، كأنهم يقتربون من ولوج هاوية سحيقة، ينزلقون في أدغالها الشائكة واهمين أنهم ماضون في استرجاع صورة وطن كانوا يتخيلونه كامل الأوصاف!!.
صار الدرس مملا، لكن الأستاذ أصر على إتمام مادة مساق التربية الوطنية، مبررا مغالطات الانكسار/ الانتصار وفق منظومة متتالية حسابية أو هندسية تغفل مسألة النوع، والتاريخ، والجغرافيا، فيصير للحدود منطق مغاير لا ينسجم بالمطلق مع درس الأمس، قريبا كان أم بعيدا.
سيدتي،،
في تلك البلاد البعيدة/ المتخيلة، والمفتوحة على حدود بيتنا الحالم بالحرية والبشاشة واللطف، بدأنا نكتشف مفارقات حرماننا، وطيشنا، وجشع أولئك الغرباء الذين أقحمونا في متاهة ” الدم “ وحواجز القتل والتنكيل والعنصرية!!.
حرية،،
صار، ورجع، و……. عاد الجيش منصورا. كان سقف توقعاتنا عاليا، مع يقيننا أن جحافل قواتنا الزاحفة عبر بوابات المراقبة المتفق عليها، لم تكن متمايزة في لغة عصر الأقوياء، ومع هذا تخيلنا أن الممكن الجديد سيفتح أمامنا أفقا آخرا سيتيح أمامنا فرصة لكسر حصارنا المقيت، الذي تراكم في مشاوير المنافي العربية على حدود نائية لا تليق ببشر مثلنا، واخترنا تجربة التورط في ” فنتازيا “ التهور اللذيذ للحالمين بمرحلة ما بعد التحررررررير!!
تحركت الحافلات، ومارسنا الصعود الى أعلى درجات الطيش والتخيل، كأننا نمتطي طائرا خرافيا يمضي بنا فوق الغمام، مبتعدا عن الصورة القاتمة لواقع مغلوط بالملاحقات المؤلمة لهذا النظام وذاك، وظل الجلاد الآخر مستمرا في نصب أفخاخه في أرضنا.
تجاوزنا لحظة الإقلاع وتشكيلات الوفود المثقلة بشروط العواصم واعتماداتها وفق معايير السياسة الدولية.
لا مناص.. وكان ألتوق أننا اقتربنا فعلا من أفق إنساني وجغرافي يدفعنا الى عمق بيتنا، لكن المفارقة أننا انتقلنا من ذهول الى آخر، ومن مناف الى أخرى، لم نكن نتخيلها بعد تجربة احتراق بيروت، أمام سمع وبصر مزاودي اليوم المهووسين بإبداعات المقاومة ” المحكية “ اللفظية، وفق اشتقاقات الممانعة واغداقات المدح والذم المتداولة في قاموس الردح العروبي!!.
وخبأنا الجرح/ الجراح، علنا نتجاوز لعنة الثقافات الخاطئة، التي استحكمت في مشهد يومنا ” الذبيح “ على أولويات أنانيات فصائل ودكاكين النحس التي بخست مشوارنا في تلوين الوقائع بلون خبزنا المرّ، ومرّمرّ ” السرايا ” وصولا الى سارية ” مرّمرّه ” الغارقة بدم يشبه دمنا!!.
سيدي شيخ البحر،،
هذا قاض، وتلك لجنة تحقيق لتقصي الحقائق، و….. عاد الوضع مستبدا!!، في تلك البلاد.. سميها سلوان الجديدة، غزة العتيدة، بيت المقدس، الناصرة، بحر البقر، قانا، البصرة الجريحة، …… وتذكر أن الكذبة تتجاوز خطايا ” فيل الملك “، فكل المزارع عامرة، والخضرة وفيرة بالثمرات اليانعة، وما قيل أو جرى لم يكن إلا مجرد اختلاق شيطاني يسيىْ الى لعنة الديمقراطية المنزهة عن جرائمها!!
سيدتي،،
الفيل اخذ وضعه، وامتلك تفاصيل حضوره الطاغي في جغرافيا المكان معززا صورته البهية، وكأن المشهد يعكس صورة هزلية لحياة تستقر باكتظاظ الأبراج والأسوار المعادية، ولا يعكر صفوها هذا الحضور الطاغي لجيش ” أبرهة الجديد “، الذي انسلخ عن زمانه السحيق ليهدم بيوت العباد وأمانهم،… لكن للبيت رب يحميه!!.
سيدتي المبجلة،،
تتغير الأزمنة، وخطوط المسار، و سرعة واتجاه الريح، ليظهر وعد مرسال ” السعد “ في تشكيلات احتيالية، تتغير فيها الوجوه، ولهجة التباكي على مصير ” خراف العيد “ التي آن لها أن تتحرر من دورات حقن ” الهرمون “ والتسمين، وقبضات التنافس المحموم في مزاد بيع اللحم ” المجروم “!!
وما بين الحب والموت،تنهار أبجديات المألوف لترسم صورة نقيضة لنهاية مفاجئة، نتجاوز فيها لعنة ارثنا الأول، منذ تكتلات ألقيس واليمن، التي يرجع تاريخ نشأتها الى العصر الأموي، عندما انقسم القوم فيها الى معسكرين متنازعين، واستمر ذلك وجعا عايشه أجدادنا حتى انخرطنا في ويلات أخرى تجاوزت حدود العصبية القبلية القديمة، لنقع ضحايا أجندات مغايرة للاعبين جدد تخاصموا على ” وهم “ التهديف في مرمى متخيل، سيفقدنا كل مبررات الاحترام!!.
سيدتي،،
يقولون أن دوام الحال من المحال، وان أجواءنا أصبحت مهيأة لتمرير تشكيلات الاختطاف والاختلاف والارتجال والظلامية. فهل نستعد للتفكير بــ .. ” عذر أقبح من ذنب “؟!!
قد لا نود أن نخدش الحياء العام في التطرق لما أقدم عليه الشاعر العباسي الحسن بن هاني ( أبو نواس ) مع الخليفة العباسي هارون الرشيد في ترجمات ما ورد أعلاه.
” النهفة “ أننا أصبحنا بلا خطة، ودون بدائل تحفظ ماء وجهنا في ” مونديال “ العصر، واستمر الصخب مشمولا بغموض البحر، وأساطيل ” فرجتنا “ تجر علينا صدقات ” اللقم “ من دون أن تدفع عنا ويلات ” نقم “ الشقاق والنفاق الذي استفحل في بيتنا!!
سيدتي،،
الهدية مسمومة، وطائر ” الوقوق “ خالف العرف كعادته، فهو لا يحضن بيضه، ولا تعود أن يفقص في عش يخصه، لكنه يصر على وضع بيضه في عش طائر آخر،…. فصرنا كما لو قدر لنا أن نكون أهل بلاد ألواق واق، تلك البلاد المهجورة جراء توزع وانقسام أهلها.
من يكتب السيناريو؟!!
” الوطنجية “ جاهزون على مدار الساعة، ليدافعوا عن إنسانيات مغلوطة، …. وعن طفيل الاعراس العائد من استنساخ ” الكوفة “ الأخرى في زمن ولائم سماسرة مرحلتنا، الذين اشتروا زمنا جديدا يليق بــ … ” الحاشية “ المطلوبة لشؤون التطبيل والتزمير، …. وإقامة الموالد!!
الكاتب المأجور، والمجرور، ومخصي القصر، كلهم تطوعوا لرسم صورة إبداعية لحالة احتضارنا.
من السهل التراجع دوما عن المواجهة بالتملص، والتذاكي، وربما المساومة في انجاز وهم الحالة ” المتخيل “ بان المسيرة بخيرررر!!
وقد يستمر الجدل فيما يخص ترجمات الحلم، والدولة المتخيلة، والولاء للسيد/ الشيخ المبجل الحاكم وفق ادعاء شرع الله، وسراب الكراسي، والجنة، ومحاكم التفتيش، وربما إبداعات أخرى تتفوق في صياغة ” صكوك غفران “ تليق بوطن لم يتحرر بعد!!.
سادتي أصحاب المعالي،،
” يبلى الحبل وتبقى العبكة “، فالشعب هو بيت القصيد، ” شاء من شاء وأبى من أبى “وهو مصدر السلطات والتشريعات والصلاحيات. ولعله خطأ فادح أن نبتذل مسيرة الرواد بكراس ” مستوردة ” قد لا تليق بتاريخ شعب عانى مثل شعبنا.
انتباه:
• العبكة: هي العقدة في الحبل
• العجرة: هي العقدة في الخيط
• الحبل أنواع: حبل من مسد، ومن كتان، وبلاستيك
• الخيط أنواع: حرير، صوف، بلاستيك
البريد الالكتروني: ms.jaber@yahoo.com