العودة إلى البدايات..!!
( 8 )
ما بين المحال واليقين يتفاوت الخطاب، فلم يعد هناك متسع للصراخ و” العنتريات “، بقدر حاجتنا إلى خطاب هادئ، نستعيد فيه حميميتنا الأولى، أيام كنا بعيدين عن المصالح الطارئة، وشؤون حاشية الوهم المفرطة في اختراع أولويات جديدة قدمت على أهدافنا الأساس.
وفي البلاد الجديدة أيضا ترتفع وتيرة الاحتجاج، ويصير التسول حالة وطنية، يقودها أشباه الرجال، وأنصاف المثقفين، وأدعياء العلم، أولئك الذين تفوقوا في اختراع أدبيات التملق والابتذال!!.
وما بين الجرأة والمجازفة، نستطيع تحديد نقطة الابتداء، ولتحذروا جميعا أن تموتوا في زمن الزيف الجميل بلا ثمن!!
سيدتي،،
نعم.. أرضنا لم تكن بكرا، وإلا لما تعاقبت عليها الإطماع والغزوات وشتى صنوف الدموية، التي طالت كبيرنا وصغيرنا.
لكن اللافت أننا أخطأنا في وضع حجر البداية ” الأساس “، وتصورنا أن أفعال التخريف والتجزئة والتحايل، بالإمكان تمريرها وفق التقليد الدوري لــ.. “كرنفال القداسة”.
سيدتي،،
سيدة البدايات، كنا نتوقعك رصيدا مكنونا بالأفكار والمضامين والمعاني الخفية، لكنك خذلت صمتنا وتخليت عنا في اللحظات الحرجة.
كان التوقع أننا لن نكون بالمطلق خارج ” السرب “، لكن التحولات أسقطتنا في تشكيلات “القطيع “ ورفضنا الذي أصبح اقل احتراسا وتهورا إلى درجة الجموح!!.
سيدتي،،
ليست هكذا تختم النهايات، حتى لو زينت الشوارع بالرايات الزاهية المنصوبة باعتداد القمم الراسخة، وكأن مفهوم الاستقلال في منظومتنا العربية تعدى حدود المنطق، ليصير مقرونا بآفة ” الاجتثاث “ المفتعل بإرادة أدعياء الصحوة، الذين أضافوا لقطافنا تقليد موسمي مزعوم، تفاقم بليل ” البرامكة الجدد “ ليختزلوا بقايا رقعة الوطن في اتساع أفق الافخاخ والمكيدة!!.
سيدتي،،
لسنا ضد التطوير والتنمية أو أية مفردات تروجينها، لكننا لا نؤمن بالحروف الجامدة، الراكعة،…. والمبتذلة في أكثر من طريق اكتسب مدلولات رقمه:
واحد، اثنان، ثلاثة، ويختم المشوار بخطوط اتصال واهية لا تليق بوطن فقد مقومات البدايات وارث الرواد!!.
تقول العرافة:
أن طلائع ” التكسير “، و” التكفير “، ستأتي من الشرق، محمولة وراجلة، وقد تكون مصحوبة بأجواء خماسينية مدججة بالرمل الأصفر، تحمله ريح عاتية، فتغلق الشوارع والطرقات، وتصبحون على أضغاث وطن لم نحافظ عليه مثل الرجال!!.