الشَامِي والمغْرَبِي
أغسطس 12, 2011أَوقَفَ أبو الطَيبِ المتَنَبِي فَرَسَهُ أَمَامَ مَقَرِّ صَحِيفَةِ (المربَد). تَرَجَّلَ عَنْهَا، واتّجَهَ نَحْوَ البَابِ، وَكَانَتْ عَلامَاتُ الغَضَبِ تَرْتَسِمُ عَلى مُحَيَّاه. اعْتَرَضَ رَجُلُ الأمنِ طريِقَهُ، وَعِنْدَمَا طَلَبَ مِنْهُ بِطَاقَةَ هَوِيَّتِهِ، صَرخَ فِي وَجْهِهِ قَائِلاً: {{أنا الـذي نظـَرَ الأعمى إلى أدبــي … وأسْمَعَـتْ كلماتـي مَـنْ بـه صَمَـمُ }}. ألا تعرفُنِي، وأنا:{{الخَيْل واللّيْلُ والبَيْداءُ تَعْرفُني… والسّيْفُ والرّمْحُ والقرْطَاسُ والقَلَمُ}}، ثُم انْدَفَعَ إلى الدَاخِلِ، وَتَوَجَهَ غَاضِبَاً إلى مَكْتَبِ أبي الفَرَجِ الأصْفَهَانِي، وكَانَ آنَذَاكَ يَعْمَلُ مُحَرِّراَ ثَقَافِيَّاً فِي الصَحِيفَةْ.
احْتَجَّ أبُو الطَيبِ عَلَى أبِي الفَرَجِ لأنَّه لَمْ يَنْشُرْ قَصِيدَتَهُ فِي هِجَاءِ كَافُور الإخْشِيدي. عَبَثَاً حَاوَلَ إقْنَاعَهُ بِأنَّ نَشْرَهَا سَيُسِيء لَهُ بَعْدَ نَشْرِ قَصِيدَتِهِ فِي مَدْحِهْ.
لَمْ يَتَمَالَك أبو الطيبِ أعْصَابَهُ، وتَساءَل: مَاذا جَمَعَ الشَامِي على المغْرَبي، في إشارةٍ ضِمْنِيّةٍ إلى أصْفَهَان حيث وُلِدَ أبو الفرج، والحَبَشَةِ حيث وُلِدَ كافور.
أضف تعليقك