عاد ابني طالب التوجيهي من مدرسته مذهولا من وقوع حادثة محاولةانتحار زميله أمام عينيه، كان تعسا وهو يروي القصة ، وكيف أن صديقه خسر حبيبة عمره بزواجها، وبأنه أقدم على الانتحار وبيده رسائلها إليه.
كان ابني يمزح ويحزن ويختلف بمشاعره، ولكني سخرت من الموقف كثيرا ، وتذكرت أن صديقة لي كانت تخفي رسائل حبيبها لها بداخل ” برميل الطحين” وأن أمها الأمية عثرت عليها واعتقدت أنها ” عملا سفليا” وحملتها وتوجهت بها لعراف القرية لكي يفك السحر عن عائلتها.
تذكرت وضحكت وتحدثنا أنا واولادي الذين تجمعوا حولي عن الاساليب التكنولوجية الحديثة في الحب.
المسجات والرنات والفيس بوك وتويتر والماسنجر والشات وكل الوسائل التي لم اتعرف عليها واسمع بها فققط.
الأمر كله ذكرني بأني حلم يوما بأن أخفي رسائل حبييي السرية داخل برميل الطحين ………
ولكني كبرت ولم أخفيها
ربما لأني لم تصلني رسائل حب
وربما لأننا لم نكن نملك برميل طحين في كرار مطبخنا………….