النهفه الثانية عشر
أبدا؛ في كل يوم. تفتح الجريدة و تقرأ مجموعة من الأخبار:
” رام الله: الوزيرة الفلانية تؤكد على ضرورة المساعدات الغذائية لأكثر من 20 ألف أسرة” وبجانب الخبر الوزيرة تلتقط صورة و تبتسم و بجانبها الأسر الفقيرة. فلان ينظم إفطارا جماعيا للأيتام في طوباس. صورة الفلان يبتسم للكاميرا و بجانبه أطفال فقراء. البلدية الفلانية تقيم مأدبة إفطار لموظفيها. صورة مدير البلدية بجانب عامل التنظيف”…
تفتح الراديو:
المسؤول الفلاني ينظم إفطارا جماعيا لأولاد الشهداء في و في و في. الرئيس يزور المستشفيات و يوَزع المساعدات على المرضى. صاحب شركات فلاني يتبرع بعشرات الهدايا للأطفال الأيتام في أريحا؟…
تذهب إلى التلفاز:
برنامج سؤال و جائزة. المقدمة حلوة و هذا يكفي للبرنامج كي ينجح!. الضيف في الشارع يجيب على السؤال و يربح. المقدمة تمسك ب50 دولار و تظهرها للمشاهدين على الكاميرا. و كأنها تريد أن تلصقها على شاشة الكاميرا كي نتأكد من أنها دولار حقيقي. المجيب يأخذ ال 50 دولار. الكاميرا مان: زوم إن على المبلغ. فوكس. و من ثم كلوز على وجه الرابح. المقدمة تسأل: الجائزة مقدمة من الشركة الفلانية. و من ثم تسأل الرابح: من مين الجائزة؟. في برنامج آخر: المقدم يحمل كاميرا و يتوجه للبيوت من اجل تقديم منح دراسية للفقراء. و بنفس الطريقة: يدخل و يحرج الرابح أو الرابحة و يصور المبلغ الذي سيستخدمونه الرابحون لدفع مواصلاتهم للذهاب و استلام الجائزة من السفارة الفلانية، لأنهم لا يملكون حتى أجرة التاكسي. هكذا ُيصور المشهد تماما. طبعا يذكَرون و يعيدون باسم المتبرع و الجهة الرسمية.
عيب عليكم، فالناس لهم كرامة أهم من نقودكم و برامجكم و ترويجكم لأنفسكم و شركاتكم و مناصبكم.. انتهى..
سائد كرزون
28/8/2010
يا عزيزي هم لا يأبهون بما اشرت اليه
فهؤلاء باعوا الكرامة في سوق النخاسة
وقبضوا الثمن
هذا الزمان الذي يدعى عولمة كل شيء فيه مهم جدا والانسان فقط اقل اهمية
وما يثير البغض اكثر أن الانسان العربي خصوصا هو ذلك الأقل اهمية في نظرهم
سوق المادة أصبح سائد
فسحقا
كلام صحيح للأسف
اشكرك على التعليق
i want it