فبراير 15, 2012
إخواني/ رواد مسجد الرحمة
مـــراقبـــــة الله |
|
د. مهران ماهر عثمان |
|
إن إسقاط حق العلماء بريادة الجهاد وتأصيل مفاهيمه وفقهه بين العالمين يطمس هويتهم ويجعلهم غرباء عن المتتلمذين بين يديهم في الوقت الذي تُنتهك فيه حرمات الأمة وتتكالب عليها الخطوب وتتزاحم الهموم ينظر طلبة العلم وعامة الناس للعلماء كأصحاب دعوة تخدم الجهاد لتكشف عن النفوس غمّها وحزنها فتؤصّل لمعاني العزة والنصرة والقوة وتُصغّر من شأن الأعداء دون تخدير ولا عزل للذهن عن الواقع، فعندما يتنحى العالم عن دوره العظيم من أين يستقي الناس علمهم ؟ أمِن سراديب الضعيف والموضوع والتفاسير الشاذّة والفتاوى المتطرفة أو المفرّطة دون استدلال؟! وما هذا وذاك إلا بابتلائنا بفصل العلم عن الجهاد.
ولا يدور في خلد قارئ بأنها دعوة لكل عالم دين إسلامي بأن يكونَ جميعهم الدكتور.نزار ريّان أو الدكتور.عبد الله عزّام فإنّ ذلك اصطفاء و إن طُلب، إنّما نصح المحبين الفقراء إلى علماء الأمة الأسياد المخلصين أن يصدعوا بالحق ولا يكتموا علماً وعوه وأن يقفوا مع نبض أمتهم بالانتفاضة على أعدائها وأن يتّقوا علاّمَ الغيوب في أمانة عظيمة حملوها طوعا لا جبرا وألاّ يخشوا في الله لومة لائم، وعلى الأمة أن تحرص على التواصل مع علمائها قدر المستطاع وألا يتطاولوا عليهم بالتهجّم أو التسفيه وإن اختلفوا معهم أو احترقوا غيرةً عليهم من شدة صمتهم فلعلهم لهم عذرهم، فإن كانت نصرة البلاد والعباد بالجهاد فنصرة الجهاد بالعلم.
![]() |
بقلم :نبيل جلهوم
ما أعظم وأجمل قولك يا ربنا في كتابك: ﴿وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ﴾ (العنكبوت: 45)، وما أعظم وأجمل قولك يا حبيب الله يا محمد: “مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر كمثل الحي والميت“.
فالحمد لله الذي جعل للعباد منحة وهدية هي في حقيقتها حياة للقلوب وصلاح للنفوس وصفاء للأذهان ﴿ألا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُ القُلُوبُ﴾ (الرعد/ 28).
المهمة العظمى:
إن ذكر الله تعالى هو المهمة العظمى التي خَلَقَنا الله من أجلها ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنّ وَالإنسَ إلّا لِيَعْبُدُونِ﴾ (الذاريات: 56)، وهو الناموس الذي يسير الكون على نسقه ومقتضاه؛ ليكون العبد قانتًا خاشعًا لله مسلمًا مستسلمًا ساجدًا ومسبحًا.
ونوجز القول: إن ذكر الله ما هو في حقيقته إلا الطريق السوي الذي يصل بنا إلى الجنة، وما عداه فما هو إلا شذوذ وانحراف وخروج عن الجادة.
- توظيفها: وعباد الله مطالبون بالحتمية بتوظيف المهمة العظيمة للعبادة، فالذكر حياة الروح، وإنما تتربى الروح بحسن ذكرها لله وكثرته لله وتعبّدها له بتحقيق الإيمان والتوحيد والخوف والرجاء.
فالذكر يربي الروح فتصفو النفس ويرق القلب، ويتربّى في الإنسان الضمير الحي الذي يكون له دور كبير في توجيه حياة صاحبه.. فتكون الثمرة عبدًا ربانيًا راقيًا رحمانيًا.
ثمار ذكر الله: إنّ كثرة الذكر لله تعالى بشتى صوره من تسبيح وتحميد وثناء واستغفار وصلاة على الحبيب صلى الله عليه وسلم وقراءة القرآن.. وغير ذلك، لا بد أن تؤتي ثمارها في سائر الأمور والأحوال:
1- فهي تزيد الإيمان ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾ (الأنفال: 2). وإذا زاد الإيمان ظهرت بالتبعية آثاره الواضحة على النفس في: معتقدات صحيحة، وأفهام سليمة، وأخلاق سامية، ومواقف متزنة ربّانية معتدلة، ونشاط نافع، وعلم صالح، وصلاح عام.
فالإسلام دين عظيم يتمتع بشمول وجمال في كل جوانبه.
2- تجعل الإنسان يسعى دائمًا للبلوغ بنفسه إلى درجة ما من درجات الكمال الإنساني في العقول والقدرات والطاقات الجسمية والعلمية وغيرها؛ مما يجعله قادرًا على الارتفاع بنفسه والرقي بها.
3- حصول الأمن النفسي؛ فمن ثمار العبادة شعور المسلم بسعادة وأمن واطمئنان في نفسه، ولذة وجدانية عالية فيظهر ذلك جليًا واضحًا على نفسه وقسمات وجهه وجوارحه وأعضائه ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾ (الأنعام: 82).
4- يكفي أنّ ذكر الله طارد للشياطين.
5- ذكر الله يرضي الله والملائكة والنبي صلى الله عليه وسلم.
6- يزيل الهمّ والغمّ عن القلوب ويقوي الأبدان.
7- تشهد الأرض بشواهدها لذاكر الله كثيرًا لا تراه من كثرة الذكر ظمآن.
8- الذي يذكر ربّه كثيرًا على جنبه أو قاعدًا أو نائمًا يشهد كل ذلك له بالحب عند الرب الرحمن.
9- قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في الموت ولا في القبور ولا في النشوز، كأني أنظر إليهم عند الصيحة ينفضون رءوسهم يقولون: الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن“.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “ليس يتحسر أهل الجنة على شيء إلا على ساعة مرت بهم لم يذكروا الله عز وجل فيها“.
- قوله صلى الله عليه وسلم: “سبق المفردون، قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات“.
- قوله صلى الله عليه وسلم: “ما عمل آدمي عملاً أنجى له من العذاب من ذكر الله“.
- قوله صلى الله عليه وسلم: “ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والوَرِق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم، قالوا: بلى، قال: ذكر الله“.
أخرجه الترمذي (3/124 ، رقم 749) وقال : حسن . وابن ماجه (1/551 ، رقم 1730) ، وابن حبان (8/95 ، رقم 3632) ، والبيهقي فى شعب الإيمان (3/387 ، رقم 3844) . وأخرجه أيضًا : مسلم (2/818 ، رقم 1162) ، وأبو داود (2/321 ، رقم 2425).
كتب: رزق الغرابلي
يا لها من روعة.. حين يستيقظ المرء على ذكر الله تعالى في جوف الليل الآخر، يصدح بكلمات التوحيد الندية لتختلط بعبق الهواء الصباحي الجميل، ثم ينطلق إلى الماء الطهور يتوضأ ثم يقف بين يدي الله يناجيه ويسأله ويحاكيه ويستغفره ويستهديه ويتوب إليه.. تلك هي اللحظات الأجمل والأروع في حياة نغصتها المادية القاتلة والوضعية السامة.
كتب: رزق الغرابلي
يا لها من روعة.. حين يؤمن المرء بالله وحده لا شريك له، فيعبده حق عبادته، ويعمل بمقتضى أسمائه الحسنى وصفاته العلى، يحبه حبا لا يدانيه أي حب آخر، يقدسه ويسبحه ويمجده في الليل والنهار، في الغدو والآصال، لا يقارب ما يكره، ولا يداني ما يبغض، حينها تكون الراحة النفسية والعقلية والسمو الروحي والقلبي والسكينة والطمأنينة، والتوفيق والتيسير في الدنيا، والنعيم الأبدي في الآخرة.
كتب: رزق الغرابلي
من أعظم أخلاق الدين الإسلامي الحنيف، خلق الصدق الذي يتجلى في الأمانة والمعاملة الطيبة والإتقان والتفاني كما يتجلى في الإخلاص..
وإن كان الصدق شجرة باسقة الأغصان فإن الإخلاص أروع وأعلى وأجمل وأزكى فروعها، فبالإخلاص لله وحده تتحقق الطمأنينة والسكينة المنشودة، وبغيره تسكن النفس مخابئ الظلمة الموحشة والصحراء المقفرة والشوارع الملتوية الضيقة..
ولقد جرب كل واحد لحظة إخلاص ولحظة رياء، فكانت لحظة الرياء بسيطة ماضية لذتها غير دائمة، وكانت لحظة الإخلاص نورا في الوجه وراحة في القلب وانشراحا في الصدر، فيا روعة حاملي شعار “قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له” علما وعملا وأدبا وخلقا..
كتب: رزق الغرابلي
راحة الجسد مهمة، والحفاظ على صحته واجبة، والإلقاء به في التهلكة حرام، ذلك لأنه بالجسد يتاح للإنسان القيام بواجباته الشرعية والإنسانية، وبدونها يُعاق عن القيام بها أحسن قيام.
ولم يكن مبالغا القائل حين قال “الصحة تاج على رءوس الأصحاء”، وإنما دل الناس ليعرفوا حقيقة هذه الحقيقة على وجه عين الحقيقة، على أناس أنهكت أجسادهم الأمراض، فقولهم يقطع قول كل خطيب في تبيان نعمة الصحة على الإنسان.
أما الذهاب للكذابين والأنانيين والمرائين والحاقدين وسؤلهم عن راحة ضميرهم، فأحرى بكل ذي لب، إذ من خلال هذه الأشكال يمكن للمرء معرفة معنى راحة الضمير والوجدان، فالضد إنما يعرف بضده، ولا يعرف مقدار وأهمية النعمة إلا من فقدها.
النصيحة التي سيوجهها لك الأول، هي أن تحافظ على صحتك لتقوى بها على العبادة والبر والجهاد والدعوة، وسيوجه لك الثاني نصيحة مفادها أن راحة الضمير بالصدق مع الآخرين وحب الناس، والبساطة المشوبة بأخلاق رفيعة في التعامل، هي المنجى من ليال سوداء يعيشها الكذاب والمنافق والمرائي، حين ذاك طَبِّق، وستدرك، أن راحة الجسد أساس، وراحة الضمير نبراس.
كتب: رزق الغرابلي
إن من عظمة الرجل وسعة أفقه، وبعد نظره، وأصالة تربيته أن يقيم وزنا عظيما لوالديه، وأن يفكر في آليات إرضاءهما ليل نهار، وألا يعجز بأي حال عن ابتكار الوسائل الكفيلة بإدخال السرور عليهما، وإمتاعهما بشتى ألوان الانبساط والفرح والسرور. ذلك، أولا، أن بر الوالدين واجب شرعي على كل إنسان، أمره الله به من فوق سبع سموات، وجعله النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أفضل الأعمال الصالحة التي يتقرب الإنسان بها إلى ربه سبحانه وتعالى، وثانيها، أن بر الوالدين إنما يضفي إلى حياة البار ألوانا من راحة النفس والضمير والقلب، ويجعله في شعور دائم بالفرح والسعادة. وأعتقد هنا، أن سر هذا الفرح والانبساط كامن في حكمة يجليها الله سبحانه وتعالى للبار، ويسكنها قلبه، ليجعله في ساعة من عقوق يدرك حجم ما فقد من السعادة، فيعود مباشرة بحكمة قدَّرها رب العزة، إلى طلب راحة النفس والقلب بالبر، وهنا تبان حقيقة سعادة البار وحقيقة تعاسة العاق.