دعيني يا صغيرتي أحزن…
فأنا و الحزن متلازمان…
دعيني يا مليكتي أبكي…
فأنا و البكاء توأمان…
أصبحنا أنا و هو…
في عالم النسيان…
وطن المقابر هذا…
لا يشبع موتا… و لا جنائز
لم يترك لنا الا الخونة…
و المتخاذلين و العجائز…
احتلال يسحق الكرامة
بكعب بندقيته…
ليصنع النيران و الرماد…
و الدسائس…
وطن المقابر هذا …
لم يترك لنا حصة…
لا في الموت…
و لا في الحياة…
و لا حتى في الهوامش…
رمزي حسن
تتكسر الأحلام و تجف الأقلام…
و يجلس الوقت وحيداً في زاوية النسيان…
تمر الدقائق بطيئة…
و يصبح الموت في كل مكان…
يتوقف كل شيء…
و انا اجلس هناك وحدي…
ارتشف قهوتي…
و أدخن سيجارتي…
منتظراً مطر السماء…
و ابقى هناك منتظراً…
مرور طرف شالك…
أو خصلة من شعرك…
أو حتى رائحة عطر قديم…
تركته حزيناً وحيداً خلفك…
رمزي حسن
زجاجتان من النبيذ… و أنا… و ضوء القمر… و حافة الوقت… و النشوة الأولى في ممارسة الحب…. و الانتظار… و الأمل… و التشظي… و الألم… و الشفاه المطبقات على سؤال فوضوي… و الصمت و الموسيقى… و الرقص و العبثية و الحياة… و القبلة الأولى على شفاه وردية… و الاحتراق في درب الحب و الثورة…. و الانصات الى موسيقى الصمت… و التماهي مع الذات… و الانعتاق من القيود الوهمية… و الليل…. و الادمان… و الوطن… و التشرد… عنوان من لا عنوان له…
ضربت معها موعداً عند غروب الشمس… على رائحة نسيم البحر… عند عودة الطيور المهاجرة الى أوطانها… عند عودة الموسيقى الى أوتارها… و عودة الحياة الى عينيها… و الحرية الى رئتيها… فلا تتنفس هذا الهواء الملوث بالاستعمار… و لا الثاريخ الملوث بالرأسمالية… ولا الشوارع المغطاة بالدماء… ولا الأرض المغظاة بالخيام…
كاحتراق الوقت… و ما زالت الأحلام تنمو…. نهزمهم بأن نحلم و نحلم و نحلم…. و ما زلنا نحلم أكثر و أكثر…
رمزي حسن
أجلس وحيداً في ليل هادئ الا من صوت الرياح الباردة… و هدير الطائرات التي تحمل الموت الى كل مكان تصل اليه… محملة بقنابل من الوزن الثقيل و كأنها صنعت خصيصاً لقتل الأطفال… عالم من الجنون و الدماء و الخيام المنتشرة على طول ساحل الليل الأسود… لجوء وراء لجوء وراء لجوء…. و كأن المطلوب أن تظل مشرداً مدى الحياة….. لا تعرف بيتاً أو وطناً و لا حتى صديق…. لم يبق من خيار أمام النازف الا أن يثأر لجسده المجروح و المحطم…. و لم يبق من خيار أمام المقتول الا أن يصرخ صرخته الأخيرة لعلها توقظ آخر ضمير في نعش الانسانية…. لم أعد أقبل بالسكوت حلاً و لا حتى بالرفض على استحياء… لم يعد هناك من مكان للخجلين أو الساكتين أو المعتدلين في عالم التطرف هذا… ان لم تكن رافضاً و بتطرف ستذبح على مذبح “الحرية الأمريكية” و ستحرق على مرأى من “العالم الحر” و ستصبح مشهداً في مسرحية لغسان كنفاني منسياً بين دفتي كتاب قديم يعتليه غبار الزمن الأخرق
رمزي حسن