حبيبتي… يا جرحاً ترعرع في ثنايا الذاكرة… يا عنوان التمزق الجذوري… يا من تجذرتِ في قاع أغنيتي الحزينة.. حالة فقد ما أعيشه الآن… حالة نسيان للنسيان… استيقظت هذا الصباح على صوت فيروز الملائكي… و هي تغني “حبيتك بالصيف حبيتك بالشتي”… و استيقظت العصافير الجميلة معلنة بدء يوم جديد من الحياة… و استرسال الشمس الذهبية…
على بوابة مدينتي الحجرية… أسدلت ستائرها المدينة… و انتظرت الليل الدامي في العيون الغجرية… و بدأت معه سنة جديدة من الحزن و القهر و القتل… و حالة من الفوضى و اللامركزية… في زمن التشظي و الانحسار… في زمن التصحر و الانتشار… شظايانا تعيش داخلنا كحالة احتضار…. و في القلب غصة من طول المشوار…. و يمتد الحصار كأخطبوط طويل الأذرع يحاول التهام كل ما حوله… على الحافة الأولى للزمن استيقظت الأزهار… و نشرت رائحتها الزكية في المكان… أعادتني رائحتها الى المربع الأول للحياة… و كأني أعود طفلاً يكتشف الأشياء من جديد… و يدهش من جديد… و يعشق كأنه يعشق لأول مرة… يرى ما يخيف ولا يخاف… و كأن الأطفال ببراءتهم يمتلكون سر الحياة الأبدية… و سر الخلود الذي لطالما بحثت عنه البشرية… أكان ذلك في الحضارات القديمة أم في زمننا الحالي.. بحث مستمر عن الألوهية و الاستمرارية… و حالة ضياع ما بين الذات و المحيط… كالتماهي ما بين جسدين و روحين و نفسين… و التضحية بكل ما نملك من أجل أن نملك… ذلك ما أطلقت عليه محاولة لايجاد البوصلة… بوصلتي نحو الذات و نحو الحياة… و نحو ما أريد أن أكون… أسئلة بسيطة و لكنها وجودية… من أنا و أين أنا… اعتقدت في كثير من الأحيان سهولة الاجابة على هكذا تساؤلات و لكني على يقين الآن من صعوبة هكذا أسئلة…
رمزي حسن