ما لليأس و لا للهزيمة من مكان بيننا… قالها و مضى الى حيث مضى…
للطفلة التي استشهد أهلها… و للحبيبة التي قتل قلبها… و للحبيب الذي فقد جسده و روحه… و للرفيق الذي لم يبق غيره أمام الاعصار… للجندي المرابط هنا أو هناك… لكل الصامدين… و المحطمين… و المهمشين… قالها و مضى… مضى الى حيث لا يمكنني اللحاق به…
..
..
هي لنا و ستبقى لنا… سيشاركنا فيها من يعرف قدرها… سيشاركنا فيها… من يعرف سرها الالهي… الأنثوي… هي أم النساء… هي أم العطاء… هي الحلم الذي كنت أحلم به كل ليلة… سفوح الجبال و السهول و التلال… و بحر عكا الهادر المنتفض الرافض للذل و الاحتلال…
سيكون لنا لقاء على غروب بحر عكا المنتفض أبداً… يومها فقط سيبدأ حنظلتي بالنمو مجدداً… و سيكبر حنظلتك… و حنظلته و حنظلتها… و كل الحناظل في مركز غروب الشمس… ستعم الثورة كل مكان… و لن يبقى قلب واحد الا و ينتفض في وجه الذل و العدوان…
فلسطين حملت من الأسى ما يفوق طاقتها و يزيد… فلسطين ذلك المذبح الالهي… في وجه الفاشية و الامبريالية…
يقف ذلك الطفل ذو الشعر الأشعث القنفذي حاملاً حجره بيده… متحدياً الدنيا في سبيل بقائه و حريته… “أينما وجد الظلم فهناك موطني”… “بالروح بالدم نفديك يا فلسطين”… “حتى النصر”… شعارات هنا و شعارات هناك… يلاحقونه و يقصفونه بالدبابات و الطائرات و المجنزرات… يطاردونه من بيت الى بيت… يعتقلونه و يقتلونه… و لكنه لا يموت… و يولد من جديد… و يثور من جديد… يسألونه: لماذا أنت ناقم؟؟؟ لماذا أنت ثائر؟؟؟ و غاضب؟؟؟ و لا تريد أن تهادن مع أن الكل هادن؟؟؟
يقول: الثورة قدري… و أنا من يصنع هذا القدر… ينتصر عليهم في كل مكان… ينتصر عليهم بذكائه.. و دمه… ينتصر عليهم و هم لا يدرون ما سر قوته… فهم لم يعلموهم في مدرسة العنصرية و الامبريالية أن الشعوب لا يمكن هزيمتها…
رمزي حسن