سياسيه
يقال أنه بعد كل عاصفة يأتي الهدوء… \”اسرائيل\” بوقاحتها الغريبة العجيبة الضاربة بعرض الحائط كل القيم الإنسانية , وبحقدها وكراهيتها وعدوانيتها المتعطشه لدماء العزل الابرياء ، وبهذه الدماء التي تسري وتروي مشروعها الاستعماري … وهو ما لا يخفى على احد فهذه هي النفسية الصهيونية الموغلة والمتجذرة في الحقد البشري والانساني… والقدر قرر ان يكون الشعب الفلسطيني هو المختار لاثبات وجودها على الارض الفلسطينية بل والعربية بالدم والقتل والدمار …
وبهذا حتى بات المشهد العالمي الظالم وتحديدا الدول الغربية ينظر ولا يرفض وجودها ,بل ويعتبرها دولة صديقة , لها علاقاتها على كافة الاصعدة , وخصوصا على الصعيد الفكري الذي اخذت تسيطر عليه رويدا رويدا حتى حصلت لدرجة لا يستطيع احد ان يعترض او حتى يقول لا .. لا لإسرائيل… لا لإرهابها المنظم..لا………
فالدول سواء الاجنبية او العربية، إما دول طامعة , او خائفة من الهيمنة ,او \”مقتنعة\” باسرائيل , والنتيجة واحدة هي القبول بها , حتى اصبح واقعا \”اسرائيليا \” قائما ظالما يمارس ظلمه بكافة الوسائل , وعلى كافة الشرائح , وحين لا يجد الظالم من يقف في وجهه بسبب شدة بطشه تأبى نواميس الكون ان تتنتصر للمظلوم ….. ويظل المشهد ثابتا على نفس الصورة, وكيف يمكن ان نغيره ونستبدله ؟ وهل هناك من يجرؤ على ذلك اذا بقيت اسرائيل بوقاحتها التعسفية وتكرار لمجازرها المؤلمة بحق الفلسطينين؟! وكل يوم تزداد وقاحتها اكثر, بل وتثبتها و التي كان آخرها المحرقة التي ارتكبتها بحق غزة .
وتستمر \”اسرئيل\” بوقاحتها الحاقدة مدغدغة العواطف العربية مما جعلتهم في حالة تدويخ وخداع استمرت لعشرات السنوات على انها دولة الواعظين والدعاة للسلام و انها دولة تدافع عن اطفالها لهذا السبب تقتل اطفال فلسطين \”وكأن الي خلقهم ما خلق غيرهم\”.. لانها مدركة انها تخاطب انظمة عربية عاطفية بطبيعتها وعميلة ومتواطئة.
و بالرغم من توهمنا انه بعد اعقاب كل هذه المجازر بامكانية المراهنة على حدوث تغيير جدي في الموقف العربي فانه سرعان ما تتلاشى تلك الامال من خلال العديد من المواقف وردود خجولة لا تجدي نفعا بالنسبة للفلسطينين , وتضع الانظمة في موقف لا يحمدون عليه من قبل شعوبهم .. و يبقى الانجراف نحو العاطفة هو المسيطر على الانظمة العربية والذي بدوره يجب الا ينسينا المطامع الاسرائيلية , وعلينا جميعا ان نضع الامور في نصابها الصحيح دون الاستسلام لعواطفنا .. والتطلع بعقلية , لمساعدة انفسنا لانه وعلى ما يبدو \”اسرائيل\” لها طموح اكثر من فلسطين.. والوقوف في طريقها قبل فوات الاوان ووصولها للحلم الذي تسعى له … فنحن كفلسطينين وبعيدا عن العواطف نريد تحرير الارض وتكون لنا دولة لها كيانها الخاص بها وان نحيا كراما تكفل حقوق الانسان في بلدنا كباقي الدول … وان تكون لنا اوضاعنا السياسية والاقتصادية الاجتماعية الخاصة بنا ولا احد يتحكم بنا من قريب وبعيد …وان يكون لدينا استقلالية في العمق الفكري ودون مؤثرات من الخارج وهذا اهم شي بالنسبة لنا كفلسطينين …
اما المطامح الوقحة\” لاسرائيل\” والتي تسعى لتحقيقها.., ان نقبل بوجودها ليس على الارض الفلسطينية فقط بل والعربية من خلال سيطرتها السياسية والاقتصادية بل والروحية .. وان نبقى مقسمين الى عشرات الدويلات\”فرق تسد\” و ان نكون تابعين لها حتى بافكارنا .. .وطمس لهويتنا العربية… اضافة الى اهم شي وهو الانحلال الاخلاقي والذي للاسف اخذ يتغلل الى مجتمعنا حتى لا يخرج من بيننا فتية احرارا لا يفكرون في مصير امتهم ….
فهذه جزء من المؤشرات على الوقاحة الاسرائيلية الواضحة بلا حدود في افعالها وصورها , وفي المقابل الغرابة في المواقف العربية في مواجهة كل هذا مما يؤكد ان الانظمة القائمة لها اهتمامات اخرى لا ترقى الى مستوى الحدث الاسرائيلي المستقبلي بالمنطقة وسلبها لحقوق الشعوب العربية رويدا رويدا………اما آن الاوان لان نتخلص من عواطفنا ونفكر ولو لمرة واحدة ما يدور حولنا وننتهي من خدعة الوقاحة الاسرائيلية ….؟!ام اننا نستسلم لعاطفتنا وتستمر اسرائيل بوقاحتها ..؟!