«جملة من التناقضات في الآراء والأذواق، لكنها توليفة جميلة من الشباب الواعد الذي يحاول أن يلتقي الآخر، لا ينفيه ولا يمقته ولا يعاديه، يسعى لتحسين الحالة المزاجية بالإنصات إلى النصوص النثرية والثورة الشعرية، المصحوبة بأنغام العود والكمان، واحتساء القهوة وشاي بعبق النعناع». هكذا يصف الإعلامي الشاب فادي الحسني (31 عاماً)، ما يدور في أروقة «مقهى قرطبة» ذلك المكان الذي يحتضنه وعدداً من رفاقه الساعين إلى تشكيل حالة فكرية ثقافية قادرة على خلق نموذج جديد في غزة، بعيداً عن الحصار الإسرائيلي ومرأى الانقسام السياسي الداخلي.
نسمة الحلبي-غزة:
لم تعد أرجاء ذاك البيت تضج بالمشاغبات اليومية لعلاء ومراد، كرم كذلك لم يعد صدى صراخه يتردد طالبا رغيف خبز أو قطعة حلوى، أصبح المكان بعيداً عن أنظار أي من الصغار، بعد أن كان قبلتهم يقصدونه صباح مساء، يجدون فيه الأمان والدلال وشيء من القسوة سرعان ما تبدده نبرات الحنان، هو بيت الجدة، ملامح الحياة فيه يميزها الأحفاد ولا يخطئون.
يوم أُرغمت الجدة “ابتسام يوسف حمارشة” (59عامًا) على مغادرة بيتها_ في يعبد قضاء جنين_ غابت تلك الملامح خلف جدران البيت لكنها لم تغب عن مخيلة رواده من الأبناء والبنات والأحفاد، خريف عمرها لم يشفع لها عند سلطات الاحتلال الإسرائيلي، لتجد نفسها بين ليلة وضحاها حبيسة أربعة جدران بائسة لا تسمع فيها ضحكات علاء ومراد ولا صرخات الصغير كرم.
بقلم: نسمة الحلبي
قبل أيام.. وجع في بطن ابني استدعى أن أصطحبه لمختبر التحاليل الطبية، أسرعت يومها في الذهاب كي يتخلص ابن الأعوام الأربعة من الألم، نعم.. لكن في حقيقة الأمر أسرعت حينها لأن الشعور بعدم ارتياح الضمير اجتاحني، فوجعه المتكرر منذ أسبوع كان يتطلب أن أهمّ بتلك الزيارة قبل عدة أيام، نتائج التحليل كانت طبيعية لم تبين أي خلل، هكذا أخبرني أخصائي المختبر، لكني كنت على يقين من وجود مشكلة، طلبت التحدث إلى المدير الطبي للمختبر، أخبرته بعدم اقتناعي بالنتيجة وأقنعته برأيي من خلال ما تبادلناه من أسئلة وإجابات قادته الى التأكد من وجود مشكلة ليبدأ في فهم المشكلة وتشخيص الحالة، شكرته بعد أن وضح لي طبيعة المشكلة وسبب الألم وكيفية العلاج، غادرت وقبل أن أخطو خطوتين تجاه باب المغادرة، جعلني التفت اليه من جديد عندما تحدث إليّ بنبرة كلها فخر:”برافو عليكي ..انتي أم شاطرة “..عندها أصبحت “الدنيا مش سيعاني”. سعادتي بعبارته تلك لم تغادرني لأيام .. فأنا الأم العاملة التي لا تجمعها بطفليها سوى سويعات يتخللها اهتمامات أخرى، كانت يطاردني شعور بالذنب أتغلب عليه أحيانا، لكنه في أحيان كثيرة ينتصر عليّ، لأسقط على نفسي حالات عاشتها نساء في رواية “الحليب الأسود”، التي تعد بمثابة المذكرات الأولى للكاتبة التركية “إليف شفق”، تحدثت فيها عن تجربتها بعد الحمل والولادة وأطلقت العنان لبعض الأصوات الداخلية المتعددة التي قد تمثل جوانب مختلفة من شخصيات أخرى، واختارت “الكتابة” أحد هذه الأصوات لتنحاز إلى العقل ضد الجسد، والثقافة ضد الأنوثة أو الأمومة، في وصف جريء لتجربتها بعد الولادة.
نسمة الحلبي:
يقف الزمان عند “عهد”، عندما ترجع بذاكرتها القريبة إلى أيام خلت، تحسب أنها لم تكن هي بطلتها، تباغتها الحقيقة كشاهد عيان يصرخ بداخلها ويبوح بما جرى: نعم أنت يا “عهد”، أنت من امتلكت ذاتك أخيرًا، وكسرت حاجز سكونك وخرجت من عالمك النائم، لتكتشفي معنى الحياة..
نسمة الحلبي
من بين 600 طلب للانضمام إلى المجلس الاستشاري للشباب في الأمم المتحدة في دورته 2015-2017 ، وضمن أفضل 60 مرشحًا تم اختيارهم من جنسيات متعددة، يسير الشاب الفلسطيني الغزيّ حسين مرتجى (28عاما) إلى أروقة الأمم المتحدة بخطى يحدوها الأمل، ليدرج اسم فلسطين لأول مرة في هذا المحفل الشبابي العالمي.
نسمة الحلبي
“أعادتني حواراتي مع عدد من النساء الى أيام خلت، لم تكن مرارتها قد غادرتني لأجد نفسي حبيسة حالة نفسية صعبة، جراء قساوة ما سمعت من قصص الموت والدمار، تحكيها عيونهن قبل أن تنطق بها ألسنتهن ” هكذا عبرت شيماء مقداد صحفية من بين 32 اخريات عملن على اعداد 300 قصة لنساء خلال العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، سعى مركز شؤون المرأة-غزة إلى توثيقها بين دفتي كتاب “ثقوب في رداء العدالة”.
نسمة الحلبي
لا يزال أربعة أسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي يواصلون إضرابهم المفتوح عن الطعام في ظل أوضاع صحية صعبة، وظروف اعتقالية غاية في السوء، وإن كانت معركتهم فردية متعددة المطالب إلا أن ثلاثة منهم وهم: عبد الرحمن عثمان، موسى صوفان، وعبد الله أبو جابر، يطالبون بإنهاء عزلهم الانفرادي، فيما يضرب الأسير محمد علان لليوم 48 على التوالي احتجاجا على تجديد اعتقاله الإداري واستمراره لتسعة أشهر.
نسمة الحلبي
لا يزال أربعة أسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي يواصلون إضرابهم المفتوح عن الطعام في ظل أوضاع صحية صعبة، وظروف اعتقالية غاية في السوء، وإن كانت معركتهم فردية متعددة المطالب إلا أن ثلاثة منهم وهم: عبد الرحمن عثمان، موسى صوفان، وعبد الله أبو جابر، يطالبون بإنهاء عزلهم الانفرادي، فيما يضرب الأسير محمد علان لليوم 48 على التوالي احتجاجا على تجديد اعتقاله الإداري واستمراره لتسعة أشهر.
نسمة الحلبي:
تقاسمتا فرحة التفوق رغم ما حل بهما وبعائلتهما خلال العدوان الاسرائيلي على غزة العام المنصرم، فرحة شاء لها القدر يوم الاعلان عن نتائج الثانوية العامة هذا العام، أن تهزم الحزن الذي لا يزال يخيم على ما تبقى من أنقاض منزل عائلة أنور عبد الغفور في منطقة القرارة، شمال خانيونس، جنوب قطاع غزة، بعد أن حولته آلة الحرب الاسرائيلية اثرا بعد عين .
نسمة الحلبي:
فستان أبيض وطرحة تسدل على وجه، ملامح البراءة لم تغادره بعد، تخفي قسماته سعادة ما لبثت ان زالت عن وجه “نعمة” ابنة الخمسة عشر عامًا، يوم ُسلبت أحلامها وقُيد مصيرها تحت ذريعة “مسئولية البنات بتهد جبال”، قناعة والدتها التي كان لابد من أن تتجسد واقعا يوم توفي والدها في السويد، لتنتقل إلى غزة راضخة لسطوة أحالتها من فتاة مدللة مقبلة على الحياة، متفوقة في دراستها، تجيد العزف على البيانو، إلى زوجة وقائمة بأعمال أم لاربعة أطفال انفصل والداهما، هم أبناء ابن عمها الذي لم يمت بصلة لا من قريب ولا من بعيد لاولئك الذين طالما طرقوا باب خيالها راكبين فرسا أبيضا يحملها الى حيث احلامها التي تحطمت مصطدمة بزوج يكبرها بعشرين عاما، بإحدى يديه ذاقت أشكالا من الضرب والإهانة، اما اليد الاخرى فلم تكن حاضرة لتترجم عصبيته وعقده، وهي لم تكن تدري بالأساس كيف غرر بها بيت عمها من هم من دمهم ولحمهم، فلم تكن تدري ما فعلته ماكينة النجارة بيد فارسها، الا في اول لقاء جمعهمها، جعلها على يقين بان غربة المكان حيث كانت قبل زواجها هذا، أهون من غربة روحها ووجدانها اليوم، وبعد اربع سنوات توفي عمها المعيل لها ولزوجها وابنائه وطفلين رُزقت بهما، ولم تجد ما ترثه من بعده سوى الألم وضيق الحال ، لتجد نفسها مجبرة على حمل هم اعالة الأسرة فلم تتمكن من العمل لأنها لم تكن محصنة بشهادة علمية تحارب بها فقرها، طرقت أبوابا كثيرة سدت بوجهها، ولم يكن امامها سوى العمل باجر زهيد لا يكاد يسد حاجتها اليومية ومن تعيل .
أحدث التعليقات