الثقافة الوطنية … واقع وطموح
بقلم : محمد فلسطين
تعتبر الثقافة الوطنية لأي مجتمع من المجتمعات هي المعتقدات والقيم والتعبيرات التي هى محصلة ماهو موجود في المجتمع فعلا اى إنها نتاج للواقع الذي يعيشه هذا المجتمع فهي حقيقة اجتماعية معاشة ومشاهدة .
فثقافة اى مجتمع تعتبر هوية له في التعامل مع الثقافات الاخري وهي التي تجعله قادر علي الحضور والتواصل مع مختلف البيئات وقابل للتحاور والتماهي مع الثقافات العالمية .
فالثقافة الوطنية إذن تجمع ولاتفرق وتوحد الناس على حب بلدهم وتعزز الانتماء لهم وعلى التفاني في العمل لرفعته لان رفعته هو رفعة لكل إنسان في هذا المجتمع .
ولا يوجد مجتمع في العالم أجدر بان يكون أكثر ثقافة وطنية من شعبنا الفلسطيني لأننا بثقافتنا الوطنية وبمعرفتنا الكاملة بموروثنا الثقافي نستطيع محاكاة الجميع ، فالاحتلال الإسرائيلي سرق جزء كبير من موروثنا الثقافي وعمل على تهويدها وتغيير أسماء الأماكن المقدسة حتى يجد له مكانا علي هذه الأرض ويثبت للعالم أن هذه الأرض ملك أجداده منذ ألاف السنين ، خاصة وانه يمتلك وسائل إعلامية تعمل على تزوير الحقائق ، فنحن لانخشي من اندثار تراثنا الوطني بقدر مانخشي سرقته من قبل الاحتلال الاسرائيلى .
من هنا يجب أن نقف وقفة جادة مع أنفسنا أمام هذه التحديات لنقول لأنفسنا : أين نحن الشباب الفلسطيني من الثقافة الوطنية ؟ وماهو دورنا في نشر الثقافة الوطنية الفلسطينية ؟ وهل نستطيع نشرها فعلا إذا أوكلت لنا المهمة ، لاسيما وأننا لا نعرف كثيرا عن ثقافتنا الوطنية التي قامت دولة الاحتلال بتهويد أسماءها وأصبحنا للأسف نكرر هذه الأسماء بعلم منا أوبجهل .
حقا انه سؤال ؟ لانستطيع الإجابة عليه نحن فقط الشباب ، فكل جهات الاختصاص في المجتمع مسئولة عن تعزيز الثقافة الوطنية لدى الأطفال والشباب لاسيما المدارس والجامعات والتي تتحمل الجزء الأكبر من تلك المهمة من خلال اعداد المناهج التعليمية الكفيلة بذلك ، وكذلك وسائل الإعلام يجب عليها أن تقوم بالإرشاد والتوعية في موادها الإعلامية لإيصال الرسالة المرغوب فيها وتطوير البرامج التلفزيونية والإذاعية بالعمل على فقرات سريعة وغنية بالمعلومات تجذب المشاهد أو المستمع وتنمي فيه روح الانتماء والحب للثقافة الوطنية الفلسطينية وتعزيزها لدي الأطفال والشباب .
كما يجب أن لانغفل الدور السلبي الذي تلعبه التنظيمات الفلسطينية في الاستعاضة عن الثقافة الوطنية بالثقافة الحزبية التي لاتولد إلا الكره بين المواطنين والتي تساعد على عدم تقبل الآخر ، فيجب أن تكون الثقافة الحزبية جزء من الثقافة الوطنية التي تساعد على تقبل الآخر .
وأخيرا يجب علينا نحن الشباب أن نهتم بتعزيز ثقافتنا الوطنية فمن باب أولي أن نوجه أنفسنا وطاقاتنا للتعمّق في فهم ثقافتنا والتمسك بها حتى نتمكن من مواجهة التحديات التي تواجه شعبنا الفلسطيني ثقافيا وجغرافيا .