قمة القمم… من سيحضرها…؟
قمة القمم… من سيحضرها…؟
محمد فايز الإفرنجي
القمم العربية السالفة والتي اعتدنا رؤية رؤسائها وزعمائها على مر عدد من العقود دون تبديل أو تحويل في شخصياتهم إلا من توفاه الله, قمة عربية جديدة ستطل علينا بتركيبتها, ووجوهها الغير مألوفة بين الرؤساء ولسنا نعلم إلي ألان العدد الذي سينتهي إليه هذا التغيير الطارئ حيث أن الأحداث لا زالت تتلاحق وتتسارع.
قمة سيكون من أساسياتها التعارف بين الرؤساء خصوصا وان دولا تعتبر إقليمية ولها وزنها وثقلها بالمنطقة أصابها التغيير حيث انهار “نظام الفرعون الأكبر مبارك” وما سيؤول إليه هذا المتغير الجديد من سياسات قد تعصف بالمنطقة وتحولها إلي خارطة جديدة لم يعتاد عليها زعماء الدول الذين بقوا في مناصبهم وشاء الله أن يكتب لهم الانضمام إلي هذه القمة القادمة .
قمة سيغيب عنها كلا من المخلوع “مبارك وزين الهاربين” الذين سقطوا تباعا مع أنظمتهم كنمر من ورق بعدما اعتقدت الشعوب بأن هؤلاء الطواغيت لا أمل في سقوطهم إلا بالموت وانتهاء أعمارهم بمرض أو حادث أو ما شابه , لكن بثورة شعبية عارمة فمن كان يصدق؟
إنها الشعوب التي إن أرادت التغيير والإصلاح والتحرر من قيود العبودية والتخلص من طواغيت ترقد على صدورهم عشرات السنين, فلا بد لهذه الشعوب من الإدراك والعمل والتحدي والفهم بان الحياة الحرة والكريمة والعزيزة, تحتاج إلي ثمن يدفع للحصول عليها.
حرية الشعوب من طواغيت العصر وكل عصر, لا بد أن تواجه بثورات شعبية على شاكلة الثورة التونسية والمصرية فكل البلاد العربية تتشابه في طواغيتها ولن يكون هناك حاكم عربي بلا جيش من البلطجة التي تسمى أجهزة أمنية أو قمعية ترهب الشعوب وتحبط تحركاتها بالعصا وبالرصاص المطاطي وغاز المسيل للدموع, والقتل بدم بارد.
أدوات بات المواطن العربي يدرك كيفية التعامل معها فالخلاص من الخوف والهواجس التي كنا كمواطنين نضعها في أولوياتنا قد انهارت, بل تلاشت بلا عودة سقط خوفنا وغاب جزعنا من جنود “فرعون وهامان” فوجدنا أنفسنا بأننا الأقوياء بإرادتنا وعزيمتنا بوحدتنا وقدرتنا على خلط الأوراق بل وتمزيقها إن أردنا, حتى نجد أنفسنا بين عشية وضحاها بلا طاغية يقمعنا بلا فرعون يجلدنا بلا نظام متسلط نخاف رؤيته حتى في أحلامنا وكوابيسنا التي سيطرت علينا .
قمة القمم ستكون شاهدا على إرادة الشعوب فهي ستختار من سيمثلها في القمة القادمة لتكون دروسا وعبر لمن تبقى من طواغيت العرب حتى لا تغيب عن عقولهم إرادة الشعوب بالتغيير.
فكم من الوجوه القديمة ستحضر القمة القادمة وكم منا سيغيب ومن هم أصحاب الطله الجديدة الذين سيختارهم الشعب