شبكـــــة أميـــــن الإعلاميـــــة
مدونـــــات أميـــــن  
فوهة القلم مدونة الكاتب محمد ياسين مكي
مدونة الكاتب محمد ياسين مكي

أرشيف شهرديسمبر 2011

جهاد

الجمعة 23 ديسمبر 2011

جهاد
-لمحة موجزه-
ولدت جهاد برغم حق الفيتو وقرارات مجلس الامن،وبرغم استخدام حبوب منع الحمل العربية، وخرجت بولادة طبيعية من رحم الجوع والقهر والزمن الداخلي ونشأت في بيئة غربية وشاذة حيث عانت صنوف الفقر والعذاب،ودخلت المدرسة الهاشمية قبل عام 1967، تخرجت منها بعد فترة الحرب مباشرة لتدخل جامعة الدول العربية وهي لا تحمل جواز سفر حتى الآن.

-اسطورة-
اصطف أربعة غرباء حول شجرة زيتون تتوسط البلدة،أرادوا أن يقطعوها ليقتسموها فيما بينهم،تقدم احدهم باتجاهها وهو يحمل الفاس بكلتا يديه.
ضرب الشجرة ضربة واحدة فسقطت عنها ثمرة صغيرة سرعان ما كبرت وتحولت الى طفلة في العاشرة من عمرها،اسمها جهاد،فقبض عليها الرجال الأربعة،وارادوا قتلها، ولكن جهاد حركت جذع الشجرة فتساقطت الثمار، وتحولت الثمار الى حديقة من الأطفال، وهجموا على الرجال الأربعة وطردوهم من الأرض.

-لعبة الاكس-
جاء الغريب الى جهاد وصاحباتها ليعلمهن لعبة الاكس،ورسم  على الطريق ستة مربعات، وكتب بداخل المربع الأول مصر، وفي المربع الثاني سوريا، وفي الثالث الأردن، وفي الرابع العراق، وفي الخامس السعودية، وفي السادس لبنان.
بدأت جهاد وصاحباتها يلعبن اللعبة الجديدة، ولم تكد تخطو الخطوة الأولى حتى جاء الغريب ليدوس بسيارته لعبة الاكس، فنظرت جهاد اليه بغضب، وسرعان ما محت الاكس لترسم اكساًجديدا أمام ساحة بيتهم واطلقت عليه اكس الوحدة.

-تضــــــامن-
لم تدخل  جهاد وصاحباتها الى المدرسة. احتجاجا على مصادرة الكلمات من أفواه الناس، واعتقال الابتسامات من عيون الاطفال، فقامت الحكومة باعتقالهن جميعهن، حينها أضربت الشمس عن الاشراق، واعتصم القمر في كبد السماء، وصام الزيتون عن الفرح، فضج الناس على ذلك وقاموا على اثرها بمهاجمة الحكومة ، فأطلقوا سراح جهاد وصاحباتها، وعادت الأفواه تحكي كما كانت في السابق.

-نبأ من نشرة -
الموجز: اعتقال امرأة حبلى بتهمة حيازة طفل.
التفصيل: بناء على المرسوم الملكي السامي الذي أصدره جلالته فقد استنفرت قوات الأمن والجيش والشرطة وكافة أجهزتها ،وتمكنت من اعتقال امرأة حبلى، وقد جرى التحقيق معها حول حالة العبوة في بطنها، ولم تتحمل المرأة عذابهمن فانفجرت في وجوههم طفلة صغيرة اسمها جهاد وعلى أثرها ماتت الأم.

-استثناء-
الجراد في أيلول يسير بسرعة كبيرة، ويحصد بعجلاته الآف الأشخاص، ومن ناره تموت الآف أخرى، ومن بينه ومن خلفه تأتي جرافات لتحفر القبور لهذه الآلاف.
وفي احدى المقابر ما زالت احداهن تصارع الموت، ترفض أن تدفن ،وترفع يديها عاليا وتصيح على سائق الجرافة ويذهب الصوت مع صوتها.
-       أنت ميتة.
وماتت وهي حيّة،كانت هذه الميتة تدعى (جهاد).

صيف 1978

أضيفت في التصنيف Uncategorized | تعليق واحد »

ذات الرداء الاخضر تحتفل بعيد ميلادها ال 16

الإثنين 5 ديسمبر 2011


الشمعه الاولى:
جاءني ردها داخل كتاب  “أرض البرتقال الحزين” وعلى نفس الصفحه التي كتبت عليها:
-       أحبك مع وقف التنفيذ.
واضفت لها ما جاء في قلبي وعقلي من كلمات تفهمها،وكانت البداية ،ولكنها لم تفهم ما اقصدنقد يكون كتاب “المدفع” لغسان كنفاني هو السبب أو ان نور الشمعه يتراقص في عينينها.
الشمعة الثانية:
يتسرب نورها الى داخلي.. كنت واياها نخاف من اللقاء.
-متى نلتقي؟
احببت:
-الآن بعد أن تفرغ النسوة من الاعتصام.
وفي مقر الصليب الاحمر،كانت الصرخات والهتافات تملأ المكان.
-متى نخطب يا حبيبي؟
أحببت:
-حين يغلق هذا السجن اللعين.
تناولت رسالة حب من صدرها.. لا أحد يرانا.
-انت أجمل هدية في هذه الحفلةز
قالت وعيناها الخضراوان كحوضي نعنع مغبرين في عز تشرين يتألق منهما فرح غير مزيف.
-انت الاجمل دائما.
احببت وبلا تردد.
الشمعة الثالثة:
حين أنظر في عينيك
ارى مخيمي لاجئين
وسرو اريحا
وبرتقال يافا
ورائحة الياسمين
أرى في عينيك
أشجار زيتون
ومرآتي
وسعادتي
وغيمة حبلى
في شتاء تشرين.
وكتبت في رسالتها الثالثة والعشرين:
كانت الأيام الماضية أجمل بكثير من هذ الأيام ..كانت جدتي وما زالت تحدثنا عن ظايام زمان..لم يكن هناك حواجز تفتيش.. معذرة لأنني تأخرت..حاجز تفتيش هو السبب.
الشمعه الرابعة:
كنت أعيش في هذه اللحظه مع فرد فلسطيني.. حيث انطلفت الزغاريد في قرية وادعه.
-ساذهب الى المدرسة اليوم..الا ترى مريولي الاخضر الجديد؟
-نعم ..مبروك.
وقلت ايضا:
-مريول المدرسة.. أحب هذا اللباس الجميل.. أتذكر طالبات المدارس وهن ذاهبات الى مدارسهن في الصباح الباكر.. وأتذكرهن جيدا يوم خرجن في عرس لينا وتغريد.

الشمعة الخامسة:
قلت لها:
-هذان الكتابان هديتي لك بمناسبة العيد.
وقبلت الكتابين وشكرتني “النمور في اليوم العاشر”وأطفال غسان كنفاني”.
“والاطفال في هذا الوطن يكبرون رغم التزييف والبحث عن الهوية”.
الشمعة السادسة:
قلت لها في الرسالة الخامسة.
-أحب الاطفال والزيتون والعيد والفجر وهذا الوطن.
وكتبت هي تقول:
-أحب المطالعه والقراءة.
-لاتكفي.
-واحب الصدق والصراحة.
-لا تكفي.
-وأحبك ايضا.
-لا يكفي
-واحب الاطفال والزيتون والعيد والفجر وهذا الوطن.
-فقلت لها:
بدأت افهمك الان.

الشمعة السابعة:
تضيء بوجهي بشكل جنوني.
قالت لي:
-عيناك سمراوان كتربة الأرض.
قلت
-أعلم هذا.
ورموشك مثل السنايل.
قلت
-اعلم هذا أيضا.
-أما انت فتسبهين الوطن.
الشمعة الثامنة:
-بدأت باخردتان ووجهك شاحب.
لحببت دون أن تكمل حديثها:
-كان اليوم صحوا ومغبرا بالحوادث تماما كوهج هذه الشمعة.
قالت:
-بدأت أفهم قليلا ولم أكمل.

الشمعة التاسعة:
ناولتني دفترا من حقيبتها مليئا باسماء صاحباتها… كل منهن تتمنى لصاحبتها أن تكون سعيدة.
-قد  تكون أو لا تكون.
واحداهن كتبت اسم البرج الذي تنتمي اليه والحكمة التي تؤمن بها.
“متفائلة هذه الفتاة!”
تقول:
-أتمنى أن أصبح طبيبة.
والأخرى تقول:
-أتمنى أن أصبح مهندسة.
“قد تكون أو لا تكون”.
-أتمنى أن أكون ربة بيت..وأن يكون لي ستة أطفال أرعاهم.
-حسنا.. ولكن ألا يكفي أربعة؟
-المهم أن نتكاثر ويزداد أبناء شعبنا..رغم الظروف.
الشمعة العاشرة:
انطفأت عند أول نفخة غير مقصودةـ ـ.أو نفحة من هواء جهنمي.
الشمعة الحادية عشرة:
طبق عليها نظام حظر الاضاءة.
الشمعة الثانية عشرة:
قالت:
-لم تنتظم الدراسة في الدراسة ولم أعرف السبب بعد.
قلت
-وفي الجامعة لم تنتظم الدراسة أيضا.. والسبب اضراب عام والجامعة امتداد للمدرسة.
الشمعة الرابعة عشرة:
لا جديد فيها.. يوم عادي على غير عادة الأيام.
الشمعة الخامسة عشرة:
توتر.. توتر.. توتر.
الشمعة السادسه عشرة والأخيرة:
عاهدتها قبل الرحيل.. سأظل أحبك رغم الظروف.
قلت لها والنساء يصرخن ويهتفن في مقر الصليب الأحمر:
-متى نخطب يا حبيبتي؟
أجابت:
-حين يغلق هذا السجن اللعين.
وأضافت أيضا:
-هيا بنا نخرج مع هؤلاء النسوة.
تقدمت أمامها ولكنني تراجعت بهدوء وقلت:
-الفتيات أولا.
وخرجت أمامي وهي تحمل لافتة.

أضيفت في التصنيف Uncategorized | لا تعليقات »

الهديّة

الأحد 4 ديسمبر 2011

-كعك..كعك.
ويعلو صوته بين الفينه والأخرى ليغطي على أصوات الباصات الواقفة في باب ا لعامود ويعلو الصوت في داخله أيضا.
“ها قد جاء أحد باصات … سأذهب الى البيت”
يركض باتجاه الباص قبل أن يقف..يسرع..ينادي:
-كعك.. كعك.
ينزل الركاب .. لا أحد يقترب .. يشتري.
“ساصيح لعلهم لا يسمعون”
-كعك.
“حسنا سأبحث عن باص آخر”
“لو أستطيع أن أبيع هذه الكعكات”
نظر الى بائع الهريسه، ود لو بخطف قطعة واحدة.
“لن أشتريها”
” سأوفر نقودي”
انطلق مسرعا الى الباص الآخر، الركاب ينزلون.
“حتما سأبيع.. آخر ثلاث كعكات”
-كعك .. كعك.
لم يكد يضع قدميه على أول درجة في الباص.
-أنزل يا وقح ! يلعن أبوك ما أوسخك!
صاح سائق الباص، نظر اليه أحمد بغضب وتوسل.
-آخر ثلاث كعكات يا أبو محمود.. والله  ثلاث  فقط.
-انزل.
-حسنا.
نظر الى نفسه وملابسه.
“أأنا وسخ ؟ وقح ؟”
” المهم أن يسير هذا اليوم على مايرام  وأحصل لأمي ..ما هذا اليوم النحس..
” لا بد وأن أمي تنتظرني الآن.”
منذ أن خرج أحمدفي الساعة الرابعة صباحا وهو يبيع الكعك في محطة الباصات، خرج من قريته مع صياح الديك وهاهو..
“لم أتناول فطوري في الصباح .. وهانذا لم أذق الطعام”
“لا بأس با أمي كل شيء يهون في سبيل رضاك عني .. أبي منذ وفاته..
سأل طالب كان يمر بقربه
-كم الساعة يا أخ؟
-الثالثة.
-الثالثة!
-هل تشتري الكعك يا أخ؟
-بكم؟
-سبع ليرات.
-خمسة!
-لا بأس.
كان يعلم أنها رخيصة.
“حسنا سانتهي من هذه الكعكة الآن”
قبض على الخمس ليرات.
“لو لم يمت ابي لكنت مثل هذا الطالب”
“بقي لآخر كعكتين …واحدة لي وأخرى لأمي.”
نظر الى الجرائد والكتب والقرطاسية والمجلات المتنوعة.
“ما هذا العنوان؟ .. عيد .. عيد الأم”.
“لا بأس .. ماذا ستشتري لأمك يا أحمد؟”
فكر .. طرق ذهنه قليلا .. سرح في لا شيء.
كتب موضوعة ومرتبة على رفوف وبسطات بائع الجرائد .. صحف .. مجلات.
” ما هذا الكتاب الصغير ؟ أمي لا تعرف القراءة”
“لن أشتري كتابا أذن”
صمت .. فكر .. سرح .. سأل نفسه.
“لم  لا تتعلم القراءة؟”
“أمي .. انا أقرا اليها المكتوب الذي يأتي من أخي في عمان”.
” يجب أن تقرأ أمي … وتكتب .. جارتنا الغنية أم خليل ليست بأفضل من أمي”
عاد الى الكتاب مرة أخرى.
” مكافحة الأمية .. حسنا .. ساشتري هذا الكتاب”
-       بكم هذا الكتاب يا عمي؟
-       ثلاثون ليرة.
-       ثمن أربع كعكات”
-       هات .. تفضل.
-       انطلق مسرعا الى البيت فرحا .. فامه  تنتظر.
” لا يكفي أن تكون أمي في البيت تخبز وتغسل وتكنس… لا بد أن  تقرأ أيضا … نعم ولا بد أن تتعلم.

أضيفت في التصنيف Uncategorized | لا تعليقات »



  • عداد الزوار

      العدد الكلي 102889 زائر من تاريخ 2011-06-12
  • آخر التدوينات

    • يا ابيض ..
    • هذيان
    • دولة..
    • غزه
    • تشابه !
  • الأرشيف

    • ديسمبر 2012
    • نوفمبر 2012
    • أكتوبر 2012
    • سبتمبر 2012
    • مايو 2012
    • أبريل 2012
    • ديسمبر 2011
    • نوفمبر 2011
    • أغسطس 2011
    • يوليو 2011
    • يونيو 2011
  • التصنيفات

    • Uncategorized (57)


مدونات أمين لا تتحمل أيه مسؤوليه عن المواد التي يتم عرضها و/أو نشرها في مدوناتها.
ويتحمل المستخدمون كامل المسؤوليه عن تدويناتهم التي تخالف القوانين أو تنتهك حقوق الملكية أو حقوق الاّخرين
مدونـــــات أميـــــن - AMIN BLOGS
ملقم التدوينات (RSS) و ملقم الردود (RSS).