المجنون وعابر السبيل
كنت في زيارة لصديق لي مريض بمرض الشتاء الانفلونزا ، فوجدتة جالس في بيته مذهول وكأنة اصيب بصدمة وعيناة كادت تدمع ،لا اعرف لماذا
فأخذت أسأله عن صحتة وكيف يشعر الان ، فقال لي انا احسن بكثير وعاده لسكوتة وعيناة اخذت تدمع أكثر وأكثر ، حتى فاض بي الكيل وسألته مالك يا …. لماذا تبكي بصمت وتكاد تبكيني ولكنني لا اعرف لماذا بكاءك
فقال لي هل سبق لك وزرت مطار غزة الدولي ، فقلت له نعم وما الذي اتى ببالك الان لتسأل هذا السؤال ، نعم لقد زورت مطار غزة الدولي ولكن ذلك قبل مايقارب خمسة سنوات ، فقال لي ومتى اخر مرة رأيت بها المطار فقلت له لم ازوره منذ الزيارة السابقة */* صديقي هذا له فلسفة خاصة في الحديث حيث انه يثرك ويجعلك متشوق لسماع حديثة وهويقول في العنوان فلسفة صحافي*/* ، فسألتة ولكن لماذا هذا السؤال يا صديقي، فقال لي يا ويلي علينا من شعب جبار قاسي هكرز باشارة الى الدمار والخراب والعبث ، هذا الشعب لايعرف قيمة الوطن والدولة ومقدرات شعب ولا يعرف كيف ولماذا يجب علية ان يحافظ عليها ويحمها لانه ثمنها غالي دفع بدماء الشهداء ، عدت مرة اخرى اساله عن سبب حديثة ، فقال لي انه شاهد في التلفاز صورة لمطار غزة الدولي اثناء افتتاحة ، فعادت به الذكريات الى ذاك اليوم حين كان موجود داخل المطار ورأى تلك الطائرة وهي تحط على أرض مطار غزة الدولي في فلسطين ، حيث انه بكى حينها من شدة فرحة وشعورة بقيمة الحرية والاستقلال كانت طائرة فلسطينية اول طائرة حطط على هذة الأرض، أرض غزة أرض فلسطين ، ومن تلك الطائرة أخرج الطيار العلم الفلسطيني مرفرفاً في سماء غزة ، معلناً السيادة على هذة الأرض التي جبلت بدماء الشهداء ، وتوافدت الوفود من كل أقطار العالم مهنيئيننا بأفتتاح مطار غزة الدولي ، وتوالت الاحداث وتغيرت الصور وتحولت المشاهد ، واذ بي في نزهة مع نفسي محاولاً قتل وقت الفراغ الموجود في يومي ، وما هي الا لحظات حتى ساقتني قدماي من حبي وانتمائي لهذا الوطن الى مطار غزة الدولي ، وحين وصلت الى هناك كدت أصرخ… من هول ما رأيت، أين المدرج ، أين الأنوار ، أين الصور ، أين أبراج المراقبة ، أين الوطن ، أين، أين المطار ، أين فلسطين ، أين أنا ،،،،،،،،،، فتوجهت لعابر سبيل سألاً ماذا جرى هنا وما الذي يجري ، أين ما تبقى ، فاذ بالرجل يضحك مقهقاً سألاً ، من أين أنت، أأنت ليس من هنا ، فعجبت من سؤاله وقلت له أنا من هنا من قطاع غزة ومن رفح تحديداً ، ولكن لماذا تسأل ، فقال لي أن المطار بعد شاليط (في اشارة الى الجندي الاسرائيلي المختطف لدى فصائل المقاومة ) قد دمرت اسرائيل المدرج ومهبط الطائرات ، وبقيه الوضع على ماهو عليه حتى أحداث حزيران المؤسفة ، فنهالت الناس عليه من شدة الحصار وعدم دخول المواد الخام المطلوبة للبناء والصناعة والتعمير البسيط ، يعني الحاجة هي من دفعت الناس لفعل هذا الشيئ ، حتى أصبح مكان المطار كما تراة عيناك الان ، فسألتة ، هكذا يهدمون المجد والسيادة ليبنوا ، يبنوا ماذا قولي ، هؤلاء الناس أليس فلسطينيين ، واذ بالرجل يبتعد عني متمتماً ، الحمدالله الذى عفانى من هذا ، الله يساعدك ويخفف عنك ويشفيك ، هذا ما تمتم به الرجل باشارة منه الى أنني مجنون 0
فهل أنا مجنون ياصديقي ،
12/12/2010
أضف تعليق
التعقيب على هذه التدوينة | خلاصة التعليقات