شبكـــــة أميـــــن الإعلاميـــــة
مدونـــــات أميـــــن  
الكاتب مروان صباح
مقالات من كتابة الكاتب الأستاذ مروان صباح

فرز محور الشر ، بين نوايا الأمريكية الحسنة والنوايا السيئة.

دُوّنت من قبل marwansabbah في التصنيف: Uncategorized وبتاريخ 14 نوفمبر 2016 | لا تعليقات »

120213-111601
فرز محور الشر ، بين نوايا الأمريكية الحسنة والنوايا السيئة.

مروان صباح / قد تكون إدارة بوش الابن ، أكثر الإدارات التى اشتهرت بتلفيق الحقائق وأيضاً تدليس التقارير الاستخبارية ، وذلك ينسجم مع تاريخ طويل في ترويع المواطن الأمريكي والغربي على حد سواء ، وهذا الفعل يأتي عامد متعمد ، يهدف دائماً إلى نيل موافقته كدافع ضريبة وهو المعروف بحرصه ، على معرفة ، أين أنفقت حكومته المنتخبة أمواله المجباة ، وبقدر اشتهار إدارة بوش خوضها الحروب والتى عُرفت أيضاً ، بأنها لا تكتفي في إزاحة النُظم ، بل ، تدمير الدولة على بكرة أبيها ، يشهد التاريخ الأمريكي سلسلة حروب متواصلة ، هدفت إلى تعزيز هيمنتها الخارجية ودعم اقتصادها الداخلي ، ولم يكن ، الصراع القائم في سوريا بين واشنطن وموسكو ، اختراع جديد ، بل ، شهدت مناطق كفيتنام وأخرى ، صراعات أشد ، كلفت الولايات المتحدة الأمريكية آلاف القتلة من قواتها المسلحة ، وقد تكون فيتنام وحدها ، مِثال قابع في الذاكرة القومية الأمريكية .

مغايراً للصراعات القائمة في المشرق العربي أو تلك التى يعلو صيتها تارةً وأخرى ينخفض طورها ، داخل حدود الإتحاد السوفيتي سابقاً ، هناك صراع أخر بين واشنطن والصين ، يكاد لا يُسمع صدى نيرانه ، انحصر على الدوام بين الخافت والمتواري ، تمثل بكوريا الشمالية ، كرأس حربة ، حيث دأبت الولايات المتحدة منذ تقسيم كوريا إلى جنوب وشمال ، إحداث اختراق يشبه ذاك الذي حصل لألمانيا ، أثناء وقبل سقوط جدار برلين ، وكان الرئيس بوش في خطبته الشهيرة 2002 م ، وعلى لسانه وليس سواه ، أعلن بأن كوريا الشمالية عضواً في محور الشر ، مع العراق وإيران ، وبالرغم من حرص النظام الشماليّ ، دخول منطقة هي محرمة على الدول الصغيرة ، دول ليست في حسبة الانتماء للنادي النووي ، السلاح غير تقليدي ، تمكن النظام الشمالي تطوير قنابل بلونونيوم ، بالفعل ، هددت استراتيجياً ، كيان سيول ووضعها في مرمى ضربة القاضية ، رأت الولايات المتحدة الأمريكية ، أن هذا الخطر ، لا بد مِنْ معالجته ، على الفور وبالسرعة القسوة ، مع تكثيف خلق ضغوط متوالية على الصين ، لأنها ، كانت تعالج خطر محدق وأهم ، قد ترتب على أولوياتها ، هو العراق ، الذي كان وجهه مدافعه نحو تل أبيب ، وبات مشروع بديل لمشروع المصري عبد الناصر ، وهنا ، يشير التحرك الأمريكي ، عن نواياه ، ورغبته في إعادة التعامل مع الصين وكوريا الشمالية بذات الطريقة التى تعاملت واشنطن مع الإتحاد السوفيتي وألمانيا الشرقية ، اتّبعتَ محاولات متعاقبة ، بهدف تفكيك النظام من الداخل وترافق ذلك بضغوط اقتصادية ، وعندما فشلت لجأت إلى الاستقطاب المتاح ، طبعاً ابتعدت عن المواجهة المباشرة ، الذي سمح لاحقاً لكوريا الشمالية وخلال ست سنوات فقط ، أن تمتلك قنابل أهم من بلونونيوم وأكثر عدداً ، طبعاً بغطاء صيني ، وباشرت في تجاربها الصاروخية ، بعيدة المدى ، دون الالتفات إلى تهديدات واشنطن أو تلك القيود التى صنعتها إدارة بوش الابن .

ظلت كوبا ، وأيضاً ، كُلّ من الصين وكوريا الشمالية عصيين على سياسات واشنطن التفكيكية ، واكتفت الولايات المتحدة بالحصار أو الاستقطاب ، على عكس ، أوروبا الشرقية والمشرق العربي ، ففي العام الذي كان الغرب يتأهب لغزو العراق ، طردت كوريا الشمالية مفتشي الأمم المتحدة عام 2002 م وأعلنت عن انسحابها من معاهدة انتشار الأسلحة النووية وأعادت تشغيل جميع مصانعها ، وتجاهلت تلك المنح والمساعدات الغذائية التى كانت مقرر لها ، لكن ، الملفت في كل هذا ، سياسة المد والجزر ، اعتمدتها الولايات المتحدة مع كوريا الشمالية ، تماماً ، كما هو الحال في الآونة الأخيرة مع كوبا ، مفاوضات ، انتهت إلى اتفاق يفضي لبيونغ يانغ تشغيل مفاعل الماء الخفيف وتعهدت أيضاً واشنطن بعدم شن أي هجوم ، تلك المباحثات تكشف للمرء ، أن المفاوضات الأمريكية الإيرانية وما أفضى عنها من اتفاق ، لم يكون الأول من نوعه ، صحيح ، كان برعاية روسيا ، كما رعت الأخيرة تفكيك الكيمياوي للنظام السوري ، كانت الصين واليابان السباقتين ، رعاية اتفاق الإطار بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة الأمريكية .

الأرجح ، وهو الثابت لا المتحرك في السياسة الخارجية الأمريكية ، مؤسس لفكرة محور الشر ، مجلس الأمن القومي الأمريكي ، وإذا المرء وضع العراق جانباً ، واقتطعه من محور الشر ، سيجد أن الدبلوماسية الأمريكية تدفقت نواياها الحسنة ، لأي مباحثات ، على الأخص ، مع كل من كوريا الشمالية وإيران ، وأيضاً كوبا ، لكن ، عندما جاء دور العراق انعدمت النوايا الحسنة للإدارة الأمريكية وتبدلت بالسيئة ، بل ، بالجنونية ، وأصيب العالم بصمت نادر ، رغم أن العراق ، العضو الوحيد في محور الشر ، كان ، لا يملك سلاح غير تقليدي أو مفاعل نووي عامل ، وهذا بالطبع ، سؤال من المفترض أن يطرح على أعضاء محور الشر ومن يرعاهم أو على الأقل ، للإيرانيين ، شركاء الجغرافيا الإقليمية وشركاء الديانة الإسلامية وخصوم في السياسة الدينية والقومية ، ما هو الثمن الذي جنبها مصير العراق ، وكيف تحولت من عضو أصيل متقدم في محور الشر وداعم أساسي للإرهاب العالمي إلى عضو مبتدئ في نادي النووي وعضو فاعل متقدم في محاربة الإرهاب الإسلامي فقط .
والسلام
كاتب عربي

لبنان على حاله ، رئيس الجمهورية والحكومة ، خيبة اللبنانيين والسوريين والأحرار

دُوّنت من قبل marwansabbah في التصنيف: Uncategorized وبتاريخ 5 نوفمبر 2016 | لا تعليقات »

120213-111601
لبنان على حاله ، رئيس الجمهورية والحكومة ، خيبة اللبنانيين والسوريين والأحرار

مروان صباح / أخيراً ، بعد مشوار طويل ، مثقل بالطموح والدماء ، استقر حال الجنرال عون وأصبح خلف مكتب الرئاسة بقصر بعيدة ، وهذا الوصول في واقع أمره ، ليس سوى اعتراف من عون نفسه ، بأن لبنان مازال أرض تتبع نظامي الإيراني والسوري إلى يومنا هذا ، كما أن هناك اعتراف ، ما من مفر منه ، بالطبع ، جاء بعد سلسلة حروب ومطاردات أدت بعون في نهاية المطاف ، الي الاستسلام ، قبل أي شخص أخر لحاكم لبنان الفعلي ، وبين هذه الاعترافات ، هناك حقيقة أخرى ، لا يمكن للمرء استغفال عنها ، بأن في وسط هذه الاعترافات ، هناك شخصيات لبنانية دفعت أرواحها من أجل تخليص لبنان من التبعية والانقياد بعد ما رفعت القوى الكبرى عنها الغطاء ، بالطبع ، على رأسهم الحريري الأب ومن قبله كمال جنبلاط والقائمة تطول ، وبالرغم أن عون ، كان من بينهم ، السباق في خوض معركة الخلاص ، والتى سميت حركته بتحرير لبنان من الوِصاية الأسدية ، وقد يذهب المرء إلى أبعد من عون ، ولكي يكون أكثر انصافاً ، فأن ، أغلبية أمراء الطوائف ، وعلى رأسهم سعد الحريري ، استسلموا إلى ذات الحقيقة التى استسلم مؤخراً اليها عون ، الجنرال ، صانع فكرة الخلاص ، بقوة السلاح من التبعية .

شخصياً يحضرني من الذاكرة تلك العلاقة التى حرص ياسر عرفات وصدام حسين الحفاظ عليها مع الجنرال عون ، أثناء ترؤسه حكومة العسكر ، وهنا ، يستذكر المرء أيضاً ، أن المساس بعون جسدياً كان محرم دولياً ، لهذا خرج الرجل وعاد إلى لبنان دون قدرة النظام الأسدي تصفيته ، لكن أيضاً ، كان وجوده في فرنسا ، العامل الأهم أو الخلاصة التى جعلته أن يعيد ترتيب تحالفاته والانتقال من مربع العراقي الفلسطيني السني إلى المربع الإيراني الأسدي اللبناني الشيعي ، وهذا طبعاً ، يُحسب إلى النصائح والتوجهات الفرنسية التى اشارت على الجنرال بذلك ، كونها على علم حول المسارات والنهايات التى ستنتهي بشخصيات المربع الأول ، أما الغير مفهوم ، تلك الحالة البليدة للدبلوماسية السعودية ومربعها ، كان من الأولى ، على المملكة العربية السعودية ، وارثة التركة السياسية السنية ، بعدم التفريط بملف عون ، ودراسة وتقييم حجم الرجل وثقله ، لبنانياً ، وهذا ، يأخذنا إلى تعامل السعودي مع كل من الملفات المنطقة ، الحريري الابن ومصر والأردن وتركيا ، حيث ، تغيب الحكمة وترتفع مؤشرات الشخصنة وتتساقط التحالفات واحدة تلو الأخرى لصالح المربع الإيراني أو الفوضى ، وهنا يستحضرني في هذا الخصوص من الذاكرة ايضاً ، كيفية تعامل عرفات وصدام مع تحالفاتهم ، في ظل وطأة الأسد الأب الأمنية على لبنان وحربه المضادة لثورة التحرير كما أطلق عليها ، جنرال بعبدة في حينها ، أرسل ياسر عرفات مستشار خاص ، هو ، محمد الأمين ، المعروف بأبوالأمين ، أقام بجانب عون ، كان حلقة الإمداد والوصل بين الجنرال والعراق والثورة الفلسطينية ، كما أنهما ، حرصوا على ابقاء العلاقة أثناء وجوده في باريس رغم عزلته السياسية والحزبية .

لا أر بأن الجمهورية الإيرانية ، من الدول الصناعية أو حتى التجارية ، يرتقي فعلها إلى مستوى الاكتفاء الذاتي أو التسلل إلى داخل السوق العالمي أو حتى الإقليمي ، بل ، شأنها كما شأن الأخريات من مصدرين النفط في الإقليم ، تعتمد على تصدير النفط ، لكن ما يميزها ، بأنها قادرة على قراءة التوازنات وتثمن بجدارة تحالفاتها ، وهذا نشهده ، في إمداد حلفائها في العالم ، على سبيل المثال ، اختلفت طهران مع حركة حماس بشكل جذري ، بسبب موقف الأخيرة من الثورة السورية ، إلا أنها ، اعتمدت الفصل بين تيار حماس السياسي والعسكري ، حيث ، أبقت على دعم الجناح العسكري مع مواربة الباب للجناح السياسي ، بعكس ، المملكة العربية السعودية ، التى باتت تشكو من نقص في المال وعجز في تسديد فواتير الإمداد لحلفائها أو التلكؤ أحياناً بهدف العقاب ، وقد يجد المراقب ، أن سياسة السعودية في إدارة تحالفاتها ، تنطلق من مفهوم واحد ، التبعية الكاملة دون الالتماس إلى خصوصية كل ملف ، فللبنان والحريري ، خصوصية ، لا بد أن تُفهم ، لأن ، تركه في منتصف الطريق ، لا يصب في صالح أحد ، سوى الجانب الأخر ، ولحلفاء الحريري ، أيضاً خصوصية ، فهؤلاء لهم تاريخ في الانتقال من خندق إلى أخر ، في النهاية ، السياسة هي هكذا ، مصالح ، لا ثابت فيها .

ولكي نحرض العقول الراكدة ، وذلك لأسباب عديدة ، منها النظر أبعد من الهالة الإعلامية التى قدمها الإعلام ، في حراك انتخاب الرئيس الجمهورية اللبنانية ، في واقع الحال ، لبنان على حاله ، لم يتغير في واقعه الفعلي ، مازال ، أمين حزب الله حسن نصرالله ، الحاكم الفعلي للبنان ، لكن الذي تغيير ، قبول الجنرال بدور مندوب الحزب في الرئاسة ، بل ، الأبعد من ذلك ، استيعاب حزب الله للكتلة السنية البرلمانية في الحكومة القادمة ، حيث ، تتمثل بخمسة وزراء في حين الأغلبية الأخرى تنقسم بين تيار الرئيس عون وحزب الله وحلفائه .

وأخيراً ، بعد هذا الاكتشاف الخطير ، لا قيمة فعلية لانتخاب الرئيس والحكومة ، لأن التبعية تأصلت واستقطبت مضاداتها ، بل ، قد تبشر حالة الاستقطاب إلى انصهار كامل في المستقبل ، وإذا المرء وضع جانباً ، كل ما اسلفناه ، وابتعد عن المصالح السياسية والذاتية ، فإن لبنان تنازل عَن ثورته تلك التى تمثلت بثورة التحرير التى خاضها الجيش بقيادة عون ، وأيضاً كذلك ، تنازل عن ثورة الأرز التى تمثلت بتيار 14 آذار وقادها الحريري ، إلى مجموعة من الشبيحة وليس كما تدعي آلة الاعلام ، من أجل لبنان ، بالتأكيد ، بل ، الجميع اليوم ، يقفون أمام باب المجرمين وعند مشارف بلد ، منكوب بكثرة ارامله وفائض شهدائه وأيضاً أهله المشردين في اصقاع الأرض ، بل ، وقفتم أيضاً أيها الثورين ، تؤدون القسم فوق أكوام من الجثث ، لتمجدوا شبيح العصر الذي يتنفس من ارواح ودماء الشهداء ، مهلا ، بل تمهل أيها الصديق القديم عن سبنا ، وأيضاً أنت أيها الشقيق تمهل ، لماذا تشتم من اتسم بك خيراً ، ايسب الولد أباه ، فأنتما خيبة اللبنانيين والسورين والأحرار .
والسلام
كاتب عربي

أمة المال والاقتصاد ، نقص في البشر وفائض في المال

دُوّنت من قبل marwansabbah في التصنيف: Uncategorized وبتاريخ 2 نوفمبر 2016 | لا تعليقات »

120213-111601
أمة المال والاقتصاد ، نقص في البشر وفائض في المال

مروان صباح / بهذه العبارة المختصرة كان رسول الله صَل الله عليه وسلم قد اطلق على قومه ، بالأّمة ، أنا حظكم من الأنبياء وأنتم حظي من الأمم ، وكما هو معلوم ، أن الأمة هي عبارة عن جماعة من الناس يرتبط أفرادها بروابط معينة مثل اللغةً أو التاريخ أو الجنس أو الدين أو كما هو حاصل ، في العصر الحديث ، مصالح فردية تلتقي في صوامع نقدية ، لكن ، الغاية ليست واحدة ، عانى اليهود على مدار القرون ، أزمات كبيرة ، أهمهما ، الاستمرار في الوجود ، وثانياً ، تحويل المنتميّن لليهودية إلى أمة ، وطالما ، واجهت اليهودية عبر التاريخ تعثرات من نوع الامتداد بين الأجيال ، المتعاقبة ، ودوام الثبات في جغرافيا الواحدة ، الذي شكل لأبنائها لاحقاً ، هاجس الابتكار وسد النواقص المزمنة ، فكان الراجح لديهم دائماً ، عدم الاقتراب من فكرة القومية أو حتى الاكتفاء بظاهرة الشعب ، بمعناه التقليدي ، البعيد عن المشاكسات ، لهذا ، كان لا بد من السيطرة على أمرين ، طريقة تفكير الإنسان وأيضاً معدته ، بالطبع ، مع معرفة حجم وثقل ، الأمم وحضاراتها ، منها قد غابت وتركت إرث متمدد أو آخرى فاعلة بقوة أو أخريات تصارع من أجل العودة .

مازال إلى يومنا هذا ، الغموض يلتف حول الانطلاقة الأولى ، التى أدت إلى كل هذا الانتشار الاقتصادي والمالي على امتداد العالم والبشرية ، لكن ما تحقق حتى الآن ، يشكل قوة بحجم أمة ، من الممكن أن يطلق المرء عليها ، أمة اليهود للمال والاقتصاد ، لا تعترف بالدِّين ولا بالجنس ولا باللغة أو بالتاريخ ، كل ما هو مطلوب ممن ينطوي تحتها ، التجرد من التاريخ والعمل من أجل جمع النقود ، وهذا ، تطلب مكبراً ، إلى إحداث انشقاقات في مجمل المركبات الكبيرة ، الراسخة والقادرة على ربط الاختلافات والتنوعات تحت الأمم ، فكانت المذاهب والقوميات ، وأيضاً ، إطلاق بعض النظريات الاقتصادية وأخرى وجودية ، عوامل حاسمة في التغير ، طبعاً ، بعد زمن من الاستبداد الديني والنظامي ، كان التغير بمثاب ، خلاص مؤقت ، لأن ، سرعان ما تورطت الشعوب في عبودية جديدة ، إيقاعها أقرب للجنون ، لم يكن عنوانها الفقر فقط ، بل ، القهر أولاً وثانياً وعاشراً .

دائماً ، احتاج التغير إلى حروب كونية ، دموية بطابعها ، مثل تلك التى حدثت في القرنيين السادس عشر والسابع من الميلاد ، في أوروبا والتى سميت بالحروب الدينية ، كان المذهب البروتستانتي يقود حركة الإصلاح ، بالطبع ، هذا الإصلاح غيّر من رؤية الإنسان الأوروبي على وجه الخصوص والغربي عامةً ، فأصبح مرتهن بالكامل إلى ما ينتجه الفكر الصناعي والاقتصادي وأُدخل عليه مفاهيم أدت إلى إلغاء الهوية ، وتلاها ، حربين العالميتين ، الأولى والثانية ، وأخيراً حرب احتلال العراق وأفغانستان ، وفي واقع الحال ، قد يختلط على المرء ، ما هو قائم من مدارس جديدة أو دين جديد ، تحت أسم الإنسانية ، وهذا ، قد يكون وبشكل محدود في مناطق مختلفة أو مربعات ، بالفعل موجود ، لكن ، في المحصلة العامة ، ليس أكثر من غطاء من أجل الوصول للغاية ، التى تتجاوز مصالح الشعوب لصالح أّمة المال والاقتصاد العالمية التى بدورها تقوم بتمويل مشاريع الحروب ودعمت الانشقاقات التاريخية .

ما يجري اليوم في المنطقة العربية ومحيطها الإقليمي ، ليس إلا إعادة ، انتاج ماضي أوروبا بطبعة مشرقية ، طبعاً ، بريجنسكي ، وهو واحد من أهم مهندسين الطبعة المشرقية وراسم حدود التشابك السني الشيعي في المنطقة ، قد شارك في وضع هذه الخطوط ، وهو أيضاً مغذي فكرة الإصلاح الديني في المربع السني وفي ذات الوقت ، مشجع التمرد الجهادي السني في حمل السلاح ، وهو أيضاً من أهم داعمين التمدد الإيراني الشيعي ، في المنطقة العربية ، وليس أبداً الشاهي ، تنطلق فكرته ، وهي التى أصبحت فاعلة بجدارة ، إلى ضرورة إصلاح المذهب السني ، فكرياً وسلوكياً ، الجانب ، الذي يقود الجهاد العالمي ، دون التطرق لأي اصلاح في المذهب الشيعي ، بل ، هو متروك دون تصنيف أو بالأحرى ، يشهد تقلبات تصنيفيه تلتصق بالمزاج الدولي والضغوط ، حسب الأجندات ، لكن ، في حقيقة الواقع ، إن ما يجري ليس سوى ، شطب الأمة العربية ، كفكرة وجغرافيا ، وهذا ، كله يحصل بدعم من أمة المال والاقتصاد العالمي ، التى تعتقد أن قيادة الكون لا تكون بقيادة الولايات المتحدة ، متفردة ، بقدر ، أن من مصلحة هذه الأمة ، أن تشارك دول أخرى كبرى في قيادة الكون ، وهنا تقع دول مثل إيران ، إقليمية ، أو دول محلية ، وأخرى دولية مثل روسيا والصين ، في خندق الالتباس التاريخي ، يعتقدون أنهما يقودون مشاريع إمبراطورية أو قومية أو مذهبية ، بل ، سيكتشفون في المستقبل القريب ، أنهم ليسوا سوى أدوات تنفيذ لمصلحة أمة المال والاقتصاد ، كما كان حال ، أوروبا مع بدء ما سميا بالإصلاح البروتستانتي وانتهاءً بالحرب على الإرهاب الهتلري ، حيث تحولت أوروبا إلى ملحق صغير في الحلف الأطلسي ، مهمتها الأساسية دفع تعويضات لأمة المال والاقتصاد اليهودية ، وهذا ما تسعى إليه اليوم ، فرضه من تعويضات ، مطالب دفعها ، باسم الإرهاب العربي ، ابتدأت بعراق صدام وليبيا القذافي وليس انتهاءً بالمملكة العربية السعودية ، بل ، القائمة طويلة وتاريخ المنطقة لديهم محفوظ .

بالطبع ، مفكرون أمة المال والاقتصاد على معرفة كبيرة ، بأن إيران وروسيا وأوروبا والهند والصين ، نتيجة الحروب الدموية والاستعمار والتفكيك للهوية الأصلية وتعويمهم بالمخدرات ، لم يعد متاح لهم الارتقاء إلى درجة الأمم ، بل ، هم في أفضل حال ، تجمعات فوضوية السلوك والنهج ، من الممكن أن يكونوا موظفين بدرجة ، متوسط ، وفي أحسن حال ، في وظيفة عالية ، لأن باختصار ، غارقون في التقليد الفاشل والتحريفات الدينية أو نظريات ، متعثرة الطريق ، الذي لا يمكن لحالهم ، أن يرتقي للاصطفاف مع القوى الجبارة ، بل ، ما يفعلونه ، فقط ، يتوسلون الماضي وهم غير قادرين على امتصاص الحاضر ، كما أيضاً ، مفكرون هذا الأمة ، يعلمون علم اليقين ، بأن الفكرة الأصلية الخالية من الشوائب ، موجودة في الفكر العربي ، وهي كأمة ، الوحيدة المهيأة ، وفي أي لحظة ، إلى الارتقاء لمركز اشتغال قيادة العالم كما فعلت في الماضي وحاولت من خلال مشاريع حديثة ، أن تعيد موقعها مع من يقود الكون ، طبعاً ، إن تمكنت الخلاص من الفساد .

خلاصة القول ، أدركت أمة المال والاقتصاد ، أن تعدادها البشري لا يسمح لها الانتشار في العالم ، لكنني سأضرب مثال بسيط ، هو بالغ التوصيف ، الإنسان بدأ بزراعة القهوة منذ آلاف السنين ، كما هو ظاهر ، تعود مع مرور الوقت على شربها ، الأماكن التى تستهوي تربتها ومناخها ، اليمن وغينيا وشرق أفريقيا واندونيسيا وأمريكي الوسطى وهاواي ، وللعرب الحصة الأكبر في زراعتها ، يصل إنتاج العرب للبُن ، 60 % من صادرات العالم ، ويُعد البُن اليمين ارقاهم ، لكن في نهاية المطاف ، الجميع في المحصلة ، يشتغل في زراعة البُن من أجل تزويد مقاهي شركة ستار بكس ، بالبُن ، التى بدورها تقدم لزبائنها ، قهوة جاهزة ، بمواصفات عالية الجودة ، تمتلك شركة ستار بكس في العالم حوالي 17 الف فرع ولديها أكثر من 200 الف موظف ، ويعدّ مدير تنفيذها هوارد شولتز من أكبر داعمين الجيش الإسرائيلي في مجال التطوير العسكري . من هنا ، ما على المرء ، سوى أن يقيس على ذلك ، من شربت الماء مروراً بالقهوة وأيضاً من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والشبكة العنكبوتية والمواصلات ولقمة الغذاء والأكسجين الذي يتنفسه المرء في المشفى والسلاح والبنوك والمخدرات والنفط إلى الخ ، سيجد أن الأغلبية الساحقة في العالم تشتغل ونتاجها يصب في صالح ، أمة المال والاقتصاد ، شئنا ذلك أم أبينا .
والسلام
كاتب عربي

عودة بوتين من برلين للثأر من واشنطن

دُوّنت من قبل marwansabbah في التصنيف: Uncategorized وبتاريخ 15 أكتوبر 2016 | لا تعليقات »

120213-111601
عودة بوتين من برلين للثأر من واشنطن

مروان صباح / من المؤكد ، إذا استطاع المرشح الجمهوري دونالد ترامب الوصول إلى البيت الأبيض ، ستكون موسكو نجحت في تسديد ثأر سياسي من نوع ثقيل ، وتكون قَد بدأت مرحلة تفكيك الولايات المتحدة الأمريكية ، تماماً ، على غرار ما صنعه الثنائي مخائيل غورباتشوف وبوريس يلتسن ، في حقبة الإتحاد السوفيتي ، عندما استطاعت وكالة المركزية الأمريكية ، تفكيك النظام البلشفي ، بعد التخطيط لذلك ، وقد تكون أيضاً ، وكالة السي آي إيه ، وهذا باعترافها ، أنها لا تخشى بين سبعة مليار إنسان في هذا الكوكب ، كما تخش من رجل اسمه الحركي بلاتوف ، الملازم الأمني السابق وضابط المخابرات في ال كي جي بي ، الرئيس الحالي بوتين ، ولد فلاديمير بوتين في عام 1952 م ، في مدينة سانت بطرسبورغ من أب ، فلاديميرفيتش ، سياسي شارك كمقاتل في الحرب العالمية الثانية ، دفاعاً عن مدينة لنين غراد ، حسب السيرة الذاتية المنتشرة في أوساط الروس ، كان يطلق على الطفل بوتين ، من قبل الجيران والأصدقاء ، بالأقوى ، حصل في عمر الثامنة عشر على حزام الأسود ، في رياضة الجودة وتخرج من كلية الحقوق وخدم على الفور في جهاز الأمن الدولة الروسية ، وأصبح خلال فترة وجيزة ، يُعرف بين زملاءه في جهاز ال كي جي بي ، بالملازم بلاتوف ، الاسم الحركي للرئيس بوتين ، تحول اسم بلاتوف يثير الرعب في داخل روسيا وخارجها ، حيث ، أرسله جهاز الاستخبارات إلى ألمانيا الشرقية ، كضابط نقطة في ألمانيا ، لكنه ، عاد إلى موسكو بعد انهيار جدار برلين وخلال مرحلة تفكك جهاز الاستخبارات ، السيف والدرع للثورة البلشفية والحزب الشيوعي .

خلال تسعة سنوات ، تمكن بلاتوف من الوصول إلى رأس الدولة ، تولى منصب الرئاسة في الكرملين والبلاد في حالة من الانحطاط ، الكامل ، لكنه ، استثمر الوقت لصالح برنامجه ، سحق رجال العصابات في الشارع ووضعهم في السجون وطهر الأجهزة الأمنية وأعاد بنائها وأصلح القضاء وسيطرت بعد ذلك حكومته على البنوك والاقتصاد وأعاد الأكسجين للطبقة الوسطى فرفع من مستوى معيشتها ، كما أن ، شهدت الصناعة العسكرية ازدهاراً وتحسنت بشكل ملحوظ وتحسن الاقتصاد الروسي بفضل النفط ، هكذا تحولت روسيا إلى قوة فاعلة في محيطها والعالم ، وأصبح ضابط المخابرات ، سابقاً ، الملازم بلاتوف ، بوتين اليوم ، بالنسبة للروس ، بطل قومي ، حيث ، صنع معجزة ، لم يقدر على صنعها سواه في العالم ، خلال 12 عام فقط ، وقف الرئيس بوتين ، يخاطب العالم من خلال الروس الحاضرين ، اليوم أُعلن عن انتهاء حكم القطب الواحد ، ومن ثم غادر المكان بعد خطبته الشهيرة ، وهو يحمل مشروع ، الثأر لروسيا .

يبدو أن هناك تقاطع ، فعلاً ، بين روسيا الاتحادية ، الدولة المقصوص أذرعتها ، وبين من يتحكم في الاقتصاد والسلاح والغذاء في العالم ، على إضعاف الولايات المتحدة ، بل ، كما تشير الدلائل ، يراد تفكيكها ، وإخراجها من مركز الهيمنة التى تشغلها كجبارة ومتفردة بحكم الكون ، ، لكن ، ما تسعى إله موسكو ، هو ، الثأر من طرفي كانا السبب في تفكيكها وانهيارها وتدمير اقتصادها ، بالطبع ، الثأر من الولايات المتحدة الأمريكية أولاً ، والطرف الأخر ، مجاهدي افغانستان ، عرب ومسلمون من السنة ، وهذا يفسر ، إصرار الرئيس بوتين ، على مواجهة الجماعات المسلحة الإسلامية في سوريا ، بعنف ، لم تشهده سوى مدينة غروزني ، يعتبر الجماعات امتداد طبيعي لمجاهدين افغانستان ، الذين كانوا السبب ، في هزيمة الإتحاد السوفيتي في افغانستان ، حيث كانت الخسارة ، هناك ، الفاعل الحقيقي في انهيار الدولة السوفيتية ، والذي يجعل التدخل الروسي في سوريا ، فرصة نادرة للثأر ، من المرجح ، أنها لا تتكرر ، أما ، عودةً إلى الطرف الأول ، نعود إلى مسألة تفكيك أمريكا الشمالية ، ففي المراحل الأولى من تفعيل ال كي جي بي ، استطاع جهاز الاستخبارات ، الحصول على سر القنبلة الذرية من قلب مشروع مانهاتن ، وذلك بفضل عملائه المزروعين في المحطة ، وهنا المرء ، لا يستبعد أن تكون الاستخبارات الفدرالية الروسية ، اليوم ، استطاعت ترتيب المرشح للرئاسة ، دونالد ترامب ، فهو ، يشبه يلتسن في التبعية والانقياد والتخبط وعدم المبالاة .

في حقيقة الأمر ، وهذا مؤرِّخ ، لم تنتصر الولايات المتحدة الأمريكية على الإتحاد السوفيتي في افغانستان ، إلا عندما قاد العرب ، معركة اخراج السوفيت من الأراضي الأفغانية ، بالطبع ، شكلت المملكة العربية السعودية ، العنصر الداعم الأهم ، للمقاتلين في حينها ، وهذا يعيدنا إلى حرب الأمريكان في فتنام ، عندما اعتقدت واشنطن ، أن الانتصار حليفها ، كانت النتيجة عكسية تماماً ، تكبدت هزيمة كبرى ، تكللت بالانسحاب المخزي ، اليوم نشهد إعادة انتاج الماضي ، يتحالف الرئيس بوتين ، مع الجزء الشيعي المسلّم في العالم ، في كل من سوريا ، العراق ، لبنان ، اليمين ، وعينه على هزيمة الولايات المتحدة ، في المنطقة وتفكيك ولاياتها على أرضها ، وتظهر المؤشرات ، كما تبدو ، منذ ترتيب لاحتلال العراق نتيجة ضربات التى تلقتها من حلفاءها ، سابقاً ، في افغانستان ، كل من نيويورك وواشنطن ، احتاجت واشنطن تغيير حلفاءها أو أعادت ترتيب أولوياتها ، فصعدت إيران ومربعها إلى الصدارة ، التي مكنها من العراق وسوريا ولبنان ، وخسرت الولايات المتحدة ، تفردها في الشرق الأوسط ، الذي بات يهدد بيتها الداخلي .

الخلاصة ، أن العرب ، هم الخاسرين على جميع الأحوال ، إن كانوا في المربع الأمريكي أو الروسي ، خذ عندك ، الذين تحالفوا مع إيران في العراق ، انتهى الأمر بهم إلى مُخبرين ، وفي أحسن حال ، أدوات محاصرين في منطقة تسمى ، الخضراء ، وأيضاً ، الذين تحالفوا مع الروس في سوريا ، حولوا سوريا إلى عراق مصغر ، قيامتها أصبحت من الخيال ، وهنا للتأكيد ، ليس أكثر ، إن كان التحالف الروسي الإيراني بالفعل يحمل في طياته ذات الثأر التاريخي وسياسي ، فأن الخاسر الأكبر ، في المنطقة هي تركيا ، لهذا ، وبسبب التخبط الأمريكي ، والتمرد الروسي ، يعيش العرب والأتراك ، حالة من عدم التوازن والثبات ، في المقابل ، يستمر المشروع الإيراني ، في الزحف نحو عواصم المنطقة ، فأي تخبط هذا ، تجتمع الأطراف جميعها على العربي بما فيهم ، العربي نفسه ، في وقت ، عملاء المخابرات الروسية ، باتوا نافذين في مؤسسات القرار الأمريكي الذي يستدعي إلى انقلاب مخبراتي .
والسلام
كاتب عربي

مصير الرأسمالية والليبراليين مقابل اشباه الرأسمالية ومصائرهم ..

دُوّنت من قبل marwansabbah في التصنيف: Uncategorized وبتاريخ 8 أكتوبر 2016 | لا تعليقات »

120213-111601
مصير الرأسمالية والليبراليين مقابل اشباه الرأسمالية ومصائرهم ..

مروان صباح / لم تعد تنّفعَ جميع الاستقراءات التى يجتهد المرء في تقديمها ، لأن ، الحاصل يحتاج إلى النزول للعالم السفلي ، وأول شروط الدخول إلى هذا العالم ، يتطلب التنازل عن إنسانيته ، نعم ، الإنسانية لا شيء آخر ، وهذا التنازل قد عبرت عنه في الماضي القريب ، النظرية الرأسمالية ، التى تطورت تدريجياً وتجددت مرات من خلال الليبراليين الجدد ، وبالتالي ، عندما تمكنت الرأسمالية من التفرد في الاقتصاد العالمي ، تخلت تدريجياً الدّول العاملة بها عن العدالة الاجتماعية ، وبالتالي ، في واقع أمرها ، لم تكن فعلاً تؤمن بالمساواة بقدر التكافؤ ، وبالفعل ، تفوقت الرأسمالية وسجلت انتصارات مختلفة على جميع النظريات المضادة ، وترسخ مفهوم علاقة الفرد بالاقتصاد ، والتى تنتهي فقط إلى معاملات ، لتصبح ، الدول ذات النهج الرأسمالي غير ملتزمة بأي مسؤوليات اجتماعية ، وقد يلاحظ المرء ، أن المدرستين في الاقتصاد العالمي الحديث ، قادهما شخصيتين يهوديتين ، كارل هانريك ماركس 1818 م 1883 م ، فيلسوف اقتصادي وعالم اجتماع ، اشتراكي ثوري ، وفي الجانب الآخر ، فريدريك فون هايك 1899 م 1992 م ، اقتصادي مدافع عن الليبرالية الكلاسيكية والرأسمالية القائمة ، خلاصة مدرسته التى كافح في الدفاع عنها ، اعتبر أن العدالة تكمن في السوق ، والسوق وحده فقط ، يتيح للفرد الفرصة ، طبعاً ، من خلال التكافؤ لا شيء أخر ، في الحقيقة ، كانت الأمور في السابق تختلف عن العقود الأخيرة ، حيث ، استطاعت ثلة من الليبراليين ، الاقتصاديين ، مواجهة المدرسة الاقتصادية الماركسية والمبادئ الاشتراكية والاقتصاد الجماعي ، ودافعت هذه الثلة عن الليبرالية الاقتصادية بعنف واستطاعت أن تشكل اقتصاد عالمي انتقائي ، حيث ، كانت الحركات الاشتراكية ، في وقت سابق ، في ذروة صعودها في العالم ، الذي تطلب جهد مضاعف في مواجهة التمدد الماركسي الاقتصادي .

انتهت اليوم جميع النظريات المضادة للرأسمالية ، بل ، تحولت الصين والإتحاد الروسي وأمريكا الجنوبية والعرب ، أكثر انخراطاً في نظرية النسبية عن القيمة والنفعية ، ولهذا ، نشهد في هذه المجتمعات رفض قطعي للقيم الاجتماعية المستقلة عن المصالح الفردية ، وتسوّق هذه المجتمعات مفهوم السوق الحر ، حيث ، يصنف على أنه يسير دون تخطيط جماعي ، لكنه ، كفيل أن يحقّق الرفاهية والتقدم والإنتاج ، يحصل ذلك ، فقط ، عن طريق سعي الفرد نحو تحقيق مصلحته الشخصية ، بالطبع ، عكس ما يطرحه الإسلام وماركس ، من دعائم أخلاقية ومعايير ، ومن الإنصاف في هذا السياق ، يسجل التاريخ للعرب محاولة ، كانت تحمل ، تفاؤل ، عندما أحدث الأردن ، منظومة بنكية إسلامية حديثة ، مبتكرة ، انتهت في نهاية المطاف ، إلى انصهار في الليبرالية الجديدة بسب عدم توفير الدعم العربي لها ، فالليبرالية الجديدة ، تعتبر أن الحياد هو مصدر قوة للسوق ، الذي يبرر عدم حاجته إلى أي دعائم ، إلا أن ، وفي ظل غياب البدائل ، تنقسم الرأسمالية اليوم إلى صنفين ، الأول ، الأصل ، والثاني ، الشبيه ، ومن هنا ينطلق الأصل مجدداً ، إلى تغيرات جذرية في الرأسمالية المعدلة بالأصل من الليبراليين ، طبعاً ، من معرفتهم اليقينية بجهل الشبيه لهذه المتغيرات ومصائرها ، حيث ، يسوق الاقتصاد العالمي ، منذ سقوط الإتحاد السوفيتي والتغير الذي طرأ بشكل جذري على الاقتصاد الصين ، إلى إعادة ترتيب البنك الدولي ، على أسس واضحة تقترب من الحد للفكر الرأسمالي ، المتواري خلف تكافؤ الأفراد والانتقاء البشري ، فالفرد أينما كان ، أصبح يٍحّتكم إلى مفهوم الربح والخسارة ، محسوبين بالنقود ، ليتحول العالم كله إلى بورصة وسندات واسهم ، وهنا ، تجد أن العالم يفقد تدريجياً السوق السلعي ، الذي يتيح للرأسمالية التحكم بكل المصادر والموارد الطبيعية ، للدول الغير صناعية ، وبالتالي ، يسمح للرأسمالية الأصلية ، التفرد ، وهي الوحيدة القادرة على تصنيع الحداثة والتكنولوجيا والوحيدة القادرة على تلبية احتياجات العالم من صناعات وغذاء ، تماماً كما هو في الجانب الآخر ، تُخضع الرأسمالية جميع الموارد الطبيعية إلى البورصة العالمية ، وبالتالي ، مردودها وأصولها وسياساتها تعود إلى مؤسسيها التقليدين .

إذاً ، الملّخص الفعلي ، العالم بطريقة أو بأخرى ، أشباه أو أصليين ، أصبحوا في خندق الرأسمالية ، المهذبة أو المتطرفة ، وهذا التساوى لا يستوى عند أصحاب فكر السوق الحر ، بالطبع ، كانت في الماضي البعيد ، الرأسمالية هَدَف ، يُرغب في تحقيقه ، وليس كما يدعي هايك ، بأنها نمو تلقائي غير مقصود ، وشهدت الرأسمالية تطور مع الليبراليين الجدد ، بشكل مقصود ، والآن ، بعد تخطيط بالغ الجهد ، يتم تأسيس فلسفة جديدة باسم الليبرالية ، حيث ، يحمل الجديد في طياته دمار أشمل للبشرية ، تطرّف اقتصادي أعنف ، مما شهدته البشرية من قبل ، وقد درج في السابق مقولة خطيرة ، نعتبرها أقرب إلى الهروب أو التملص من المسؤولية ، حيث ، يردد أصحاب مذهب السوق الحر ، أنه سوق غير مسيطر عليه ، الذي يؤدي في الأغلب ، إلى نتائج غير مقصودة ، وهذا الغير مقصود ، أنتج ما يقارب أربع مليار إنسان بين جائع ومشرد وكادح يكدح خلف حفنة من دولارات ، ومع مرور عقود من الكدح ، تحولوا الكادحين إلى عبيد ، معذبون حتى الموت ، لهذا ، تسعى اليبرالية الرأسمالية ، ادخال العالم بأسره في حروب دموية ، مبنية على أسس دينية ومذهبية وقومية ، أي عنصرية ، ومعارك أخرى ، تقع في الجزء الآسيوي ، فقر يتجاوز الموت ، بالكاد الإنسان الآسيوي يجد طعامه اليومي ، رغم جميع الطرق والخطوات التى وضعت في الآونة الأخيرة ، من أجل النهوض بشعوب المنطقة ، إذاً ، المرحلة المقبلة ستشهد مزيد من الاحتكار للتقنية والموارد البشرية ، في المقابل ، تسعى الرأسمالية إلى توسيع تلك الكائنات الاستهلاكية في ارجاء الأرض ، لتُصبح كالإسفنجة ، كي يحلو لها تحريكها كما تشاء ومتى تشاء .

أصبح الاقتصاد العالمي مرهون بأكمله إلى البورصات ، وجميع السلع مرتبطة بسعر البترول ، الدواء والغذاء المُصنع ، والزراعة وجميع الصناعات الثقيلة والخفيفة ، وقد تكون دول المنتجة للبترول ، تورطت دون أن تعي ، خطورة ارتفاع اسعار النفط الجنوني ، لكنها ، تعي الآن ، أن الارتفاع كان أشبه بالفالصو ، حسب المصطلح الشعبي ، فالدول الصناعية ، لم تتأثر بارتفاعه ، طالما ، الإنتاج بشتى عناوينه ، مرتبط بالبورصة الدولية ، التى تتحكم بها بالأصل ، ومع مرور الوقت وتقلبات أسعار النفط ، الدول المنتجة للبترول ، تضررت وتورطت ، بل ، تقف عند عتبة الانهيار ، في المقابل ، تتهيأ الدول الكبرى ، تهيؤ المتخلي عن حلفاءها التاريخيين ، الذي سيضيف من أزمة الدولة العربية ، أزمة كبيرة ، بعد ما فقدت نظامها الاقتصادي ، التكافل والسوق الجماعي ، إذاً ، العالم جميعه سيشهد سياسات جديدة في الاقتصاد ، ستكون سياساته بعيدة كل البعد عن السياسات ، المعروفة أو بالمعنى المألوفة ، دول شكلية ستذهب مع ادراج النظام الاقتصادي ، الجديد ، ودول سعت في الآونة الأخير التشبه بالرأسمالية ، لكنها في واقع أمرها ، فقدت النهج الذي قامت عليه ، الاشتراكي ، وعجزت من تقليد الرأسمالية أو التمكن من السيطرة على تفلتاتها ، فالحروب الكبرى ، التى تخوضها الصين من أجل الدفاع عن أمنها القومي شرق اسيا وروسيا الاتحادية شمال أوراسيا ، تحتاج إلى اقتصاد ، يعتمد على الذات ، اولاً ، وعابر للقارات ثانياً لأن ، الرأسماليين الحقيقيين ، يراهنوا على القتال الطويل واحتكار للاقتصاد الدولي لمدة أطول .
والسلام
كاتب عربي

روسيا تقف على عتبة إعادة المشروع النهضوي ، دون بطاقة مرور .

دُوّنت من قبل marwansabbah في التصنيف: Uncategorized وبتاريخ 7 سبتمبر 2016 | لا تعليقات »

120213-111601
روسيا تقف على عتبة إعادة المشروع النهضوي ، دون بطاقة مرور .

مروان صباح / يعاني الإنسان الروسي عبر التاريخ ، وتحديداً ، منذ أن شكل دولته ، داخل حدود جغرافيته التقليدية أو حتى المتمددة ،لأسس حقيقية قادرة على رفع من مستوى اقتصاديات الدولة ، الذي يتيح له تدريجياً ، من تحقيق الحلم الروسي في إعادة الإمبراطورية وتوسيعها نحو أوراسيا ، قديماً ، تركيا حديثاً ، ويتضح ذلك ، على اختلاف مراحل الدولة وإعتنقاتها ، الديني أو الوجودي ، وأيضاً مؤخراً ، بالرغم من الحداثة التى طرأت على الحياة الروسية ، مازال ، نمط التفكير ينحصر داخل بنيوية قديمة ، تقليدية ، وبالتالي ، يعكس دائماً ، على الإنتاج الصناعي وحجم الصادرات ، التى بالأصل ، متواضعة ، وقد يشير الحكم في روسيا ، السلافي تاريخياً ، الذين يشكلون أكثر من 80% في البلاد ويعتبرون من أكبر المجموعات في العالم ، في احتكامه لعملية بناء الدولة ، على المؤسسة العسكرية ، وأقل بكثير ، للمؤسسة السياسية ، حيث ، يعتبرون أنفسهم ، تلاميذ الإنتاج الفكري ، وهذا يفسر على الأقل ، تفوق الروسي في المجال العسكري وأيضاً المجال الفضائي ، ويفسر للمرء بشكل أوضح ، العقلية الروسية ونمطية التفكير الشعبي والشعبوي ، فهو ، محيط من الجوانب الأربعة ، ببعد واحد ، حيث يُبدع الفرد ، لكن ، المؤسسة لا تتمدد ، ويستمر بالإبداع ، لكن ، النظام يخفق في التسويق ، فالمؤسسة العسكرية ، لا تعتبر ، رأي الشعب ذات أهمية ، لكنها ، تحترم وتؤمن ، أن هناك شخصيات خارج دوائر الرسمية ، لها قدرات ولديها من الإمكانيات التى تضيف للمشروع العام ، ربما هي دائماً ، مهمشة ، وأحياناً ، يمارس في حقها الإقصاء .

وقد يجزم المرء ، لولا تفوق روسيا بالصناعات الحربية وقدراتها الاستخباراتية ، كان حال موسكو ، ليس أفضل بكثير من الدول العربية ، فالروس يعتمدون بشكل اساسي على الخامات التى هي بالأصل ، تتعرض في السنوات الأخير إلى تقلبات ، في حين تشير جميع المؤشرات ، بأن المستقبل ، للخيار المعرفة والتقنية العالية ، وإذا نظر المرء أيضاً ، نظرة عملية مجردة ، يجد أن الاتحاد الروسي ، وفي ذروة انتعاش الدولة وإعادة هيكلتها بفضل رجل المخابرات السابق ، مجدد الدولة اليوم ، الرئيس بوتين ، لم تواكب التغير ، ولم تسوق المجتمع إلى إصلاح حقيقي في قطاعين ، الصناعي والزراعي ، بل ، مارست مزيج من الكسل والغلو عندما اتكأت على تصدير النفط والثروات الطبيعية ، وهنا ، لا بد للروسي قبل أي فرد أخر ، حليف أو محايد ، أن يعي مسألة بالغة الأهمية ، وقد تكون بديهية ، لكنها ، مؤشر صريح ، يهدد الدولة استراتيجياً ، رغم تعاملها مع ذاتها ، على أنها دولة تمثل أمة ، حيث ، ترفض أن تكون دولة فوضوية ذات وظيفة عالية ، فقط ، كما ترغب واشنطن لها أن تكون ، فالوقائع تشير ، أن روسيا تقف على قاعدة صلبة ، كما شأن جميع الدول الكبرى ، تتمتع الدول الكبرى بمسألتين ، الأولى ، عسكرية والأخرى ، اقتصادية ، وهذا ، في الواقع الروسي حاصل من الجانب العسكري ، بفائض ، لكن ، من الناحية الاقتصادية ، تعتبر من الدول المتخلفة ، وقد سجل التاريخ ، خاسراتها في جميع المنافسات مع الدول المتقدمة ، صناعياً ، بل ، هي عاجزة من إحداث اختراق دولي في هذا المجال ، الذي يجعل خصومها مرتاحين للسقف التى تنتهي اليه .

بالإضافة إلى كل ما أسلفنا ، تواجه روسيا أيضاً مسألتين مختلفتين ، الأولى أمنية ، تهدد الإتحاد ووحدته ، وأخرى ، اجتماعية ، مثل الصحة والسكن والتعليم ، بالطبع ، الاثنين يجهدان الموازنة العامة ، وتستهلكان أموال طائلة ، لكن ، قد تكون المسألة الأخطر التى ستواجهها روسيا في المنظور القريب ، خروج النفط من السوق العالمي ، وهذا ، يحتاج إلى مشروع نهضوي ، ينهض بقطاعات مختلفة ، كالصناعة والزراعة ، وقبل ذلك ، لا بد من تفعيل القواعد العلمية ، المنتشرة في ارجاء التراب الروسي ، فلديها بنية تحتية ، لو قدر لها ، استثمارها والاعتماد عليها ، ستتخطى العتبة ، ببطاقة ، التى ستنقلها إلى نهوض حاضر دولياً ، بشرط ، توفير سوق ومجتمع ، حر ، وأيضاً ،لا بد من التحرر ، أولاً ، من الإرهاب الأمني ، الموروث عن النظام السابق ، لأن ، حدث رحيل النفط ، سيكون جلل وإرباك قاسي لكل من اعتقد أن رحيله غير وارد ، الخلاصة الأخيرة ، هنا لا افترض ، بل ، أرجح كذلك ، حول تلك العلاقة بين الأمريكي البرتستنتي المتواري خلف شخصية الكاوبوي والروس الأرثوذكسي المتواري خلف القناص زايتسيف ، وبالتالي ، العلاقة مازالت عصية على المراقبين والمحللين والسياسيين وأيضاً المفكرين ، هي شائكة وأكبر من التفكيك ، طابعها ، السرية ، يديرها رجال المخابرات من طراز الوزن الثقيل ، قد يفسر لنا التاريخ ، بدايتها ، التى بدأت منذ ، أن قرر الأمريكي انشاء مصنع أقلام الرصاص في الإتحاد الروسي وقبلها مصنع تجميع لسيارات فورد الشهيرة الأمريكية في ضواحي مدينة نيجني – نوفغورود وتطورت المصالح خلال الحرب العالمية الثانية ، حيث ، تلقت روسيا دعم غير محدود من لندن وواشنطن ومازالت تتلقى بسرية عالية ، دعماً ، الذي يوفر لها أن تلعب دور الموظف الكبير في منطقة الشرق الأوسط .
والسلام
كاتب عربي

ثنائية عرفات ودرويش

دُوّنت من قبل marwansabbah في التصنيف: Uncategorized وبتاريخ 14 أغسطس 2016 | لا تعليقات »

120213-111601
ثنائية عرفات ودرويش

مروان صباح / من اللحظة الأولى ، كان يدرك ياسر عرفات ، أن ، شاعر بموهبة محمود درويش ، ليس فقط اضافة لثورة تقود حرب ، من أهم أدواتها ، الثقافة والإعلام ، بل ، بنباهة عرفات الفطرية ، استشعر ، أن هذه الثنائي ، العرفاتية الدرويشية ، سيكون خلاصتها ، ملحمة كبير في سجلات التاريخ ، بالفعل ، لم يُخطئ تقدير الراحل ، لكن ، قد أخطأ تقديره ، في جانب أخر ، عندما أعتقد ، أن الأيام كفيلة ، أن تحول محمود لرقم في مركب الياسر ، فعرفات بقدر ما هو قناص في اصطياد الرجال والمواهب ، وقدرته المشهودة في توظيفها في خدمة القضية ، تماماً ، هو أحياناً ، يخفق في المحافظة عليهما ، وهذا بتحديد ، حصل مع درويش ، كاد عرفات في ذروة أيام دولته في الفكهاني ، أن يفقد محمود بعد ما قرر الأخير ، الرحيل للعمل في أحد مؤسسات الثقافة العربية ، نتيجة خلاف بين الراحلين ، لم يجد ابوعمار في تلك الأيام سوى اللجوء إلى ماجد ابو شرار ، كونه يعلم مكانة ودرجة ماجد الاعتبارية لدى محمود ، هو بمثابة الأب الروحي ، لمحمود ، وأيضاً ، بذات الدرجة لدى معين بسيسو ، وأكثر شخصية يمكن لها أن تأثر فيهما ، في زيارة خاطفة قام به عرفات لمكتب ماجد ، تحدث ماجد بصراحة كبيرة ، حول أهمية محمود درويش كشاعر ، وقال لا بد ، أن نعي جميعنا ، أن رحيل درويش عنا ، ربما ، أول من يتأثر بهذا الرحيل محمود ذاته ، لكن ، الثورة والشعب الفلسطيني والعربي أيضاً ، سيخسرون من لديه القدرة على إحياء الذاكرة التاريخية الفلسطينية ، من خلال قصائد قادرة الوصول إلى جمهور عريض ، قد لا ينافسه أحد في هذا العصر ، بل أفكاره ، تفضح زيف سردية الحركة الصهيونية ولها تأثير واضح بين مواطنين دولة الاحتلال ، وبالتالي ، يؤسس بهدوء إلى انقسام في المجتمع الإسرائيلي ، وهنا تكمن خطورته .

من تلك اللحظة التى عاد درويش عن قرار رحيله ، وضع أسس كاملة في منطقة ، هي الأوسع والأكبر في مشروعه الشعري ، فتحول بالنسبة لعرفات والثورة ، مقدس ، يمنع ، مساسه ، وللحقيقة ، لم يكن محمود لديه مشكلة مع من يتذوق الشعر أو أن الرجل كان يتوسل الاعتراف ، بل ، كان يعي جيداً ، حجم أهميته في قلوب ووجدان الجمهور العربي عموماً والفلسطيني ، خاصة ، وحتى أنه ، كان يعي ويتفهم سعي الغربي إلى ترجمة قصائده ، نخب وجمهور ، وأيضاً كذلك ، لم يكن غائب عنه ، العين الإسرائيلية التى تختلس في ظلمة الليل ، قصائده ، من أجل قراءتها ، بعيداً عن محاكم التفتيش الصهيونية ، لكن ، الذي كان يُخيفه ، دائماً ، من هم حوله ، من هم يدعون صداقته أو رفاق المهنة أو حولها ، وقد خصهم في قصيدته المعنونة ب ، يحبونني ميتاً ، حيث ابتدأ منذ البيت الأول ، بالإشارة عنهم ، يحبونني ميتاً ليقولوا: لقد كان منّا ، وكان لنا ، فهؤلاء في اعتقادي ، كانوا السبب الرئيسي بعزلته المشهودة والدافع في تأسيس جدار عالي الذي بناه تدريجياً ، حتى أصبح من الصعب اغتياله معنوياً أو تصفيته جسدياً .

قد يكون الدرس الأبلغ الذي تركه درويش بين المثقفين العرب ، ليس فقط ، فكفكته للأسطورة الصهيونية وفضح زيفها بين المثقفين العالم ، بل في اعتقادي ، ترك ما هو أخطر ، فقد ، كون نموذج من الصعب تشويهه أو إقصائه ، فكان درويش ، العربي المجتهد والعربي الذي حافظ على احترام ذاته وصاحب مشروع شعري حقيقي ، لا يمثل ، فقط ، فلسطينيته أو عروبته ، بل ، استطاع باجتهاده وجديته ، أن يتربع على العرش الشعر العربي المعاصر ، طبعاً ، باعتراف دولي ، فأصبحت بعض أبيات من قصائده ، تعلق على جدران محطات النقل العام في أوروبا واليابان وأخرى تحرك مجلس الأمن الإسرائيلي المصغر ، وينقسم المجتمع الإسرائيلي بين ضرورة إدراج بعض قصائده في المناهج الإسرائيلية ، وآخرون ، يعلنون الحرب على قصائده ، ويكفرون كل من يطالب بذلك ، رغم أنهم من أبناء جلدتهم .

لم يكن شعر محمود درويش فتح الفتوح ، لكنه ، كان الحدث الأهم بين الشعراء المعاصرين ، وبالتالي ، استطاع بأفكاره الشعرية الوصول إلى قلوب الأغلبية ، في المقابل ، لم يدعى الراحل النبوة ، لكنه ، قال شعراً ، والناس والنخب والرؤساء والملوك ، صدقوه ، فمن أي طراز انت أيها الشاعر ، المتنبي أم الرومي أم أنت لا سواك .

كاتب عربي

تحديات الدولة الوطنية أمام مشاريع إقليمية ودولية

دُوّنت من قبل marwansabbah في التصنيف: Uncategorized وبتاريخ 21 يوليو 2016 | لا تعليقات »

120213-111601
تحديات الدولة الوطنية أمام مشاريع إقليمية ودولية

مروان صباح / من والواضح ، أن واشنطن لها اليد الأطول ، في محاولة انقلاب الجيش التركي ، الأخيرة ، على حزب العدالة والتنمية ، ممثل الديمقراطية التركية ، المترنحة بالأصل ، وهنا ، يستوقف المرء ، عند هذا التورط ، لماذا تسعى الإدارة الأمريكية ، الآن ، قبل رحيلها ، إعادة الاستبداد إلى كامل المنطقة ، وهل شعرت الولايات المتحدة ، أن التعامل مع الديمقراطيات ، خارج حدودها ، يحد من استكمال مشاريعها ، خصوصاً ، في وجود الثقل الروسي ، وقد يكون أحد عناوين الكبيرة ، الذي مدًّ الاستخبارات التركية بمعلومة الانقلاب ، وأحدثت المعولة ، انقلاب في سياسة الرئيس أردوغان الخارجية ، يعني كما يبدو ، المعولة سبقت المصالحة الروسية التركية ، وبالطبع ، هذه التجربة الفاشلة ، التى تبحث منذ الآن عن فرصة أخرى تعالج الفشل وتعيد هيبة واشنطن ، حيث ، بعثرها الروسي ، إذا صحت معلومة ، أنه المزود بتفاصيل الانقلاب ، هنا أولاً ، لا بد من الايضاح دون ابطاء ، بأن الدولة الوطنية الحديثة ، على الأخص ، بعد مرور زمن كافي ، من ممارسة الهوية المستقلة ، كالنشيد الوطني وغيره ، أن تعيد النظر بفكرة الدولة ، وقد لا يبالغ المرء ، عندما يجزم بأن القتال الذي يدور في مربع العراق الشام ، ليس سوى ، فكرتين لا علاقة لهما بالدول الوطنية ، وهنا أيضاً ، لا يجد المرء ، صعوبة في تفكيك أهداف الفكرة التى قامت عليها دولة داعش ، فالتنظيم ، بالأصل ، يستقطب المنتسبين على أساس قيام وتوسيع دولة الخلافة التى لا يحدها جغرافيا ولا يعيقها عرق ، فداعش أو الجماعات المسلحة ، أعلنوا عن مشاريعهم بكل صراحة ووضوح ، إسقاط ، الدول الوطنية ومقاتلة إيران والخلاص من الهيمنة الأمريكية ، وبالتالي ، اتوماتيكياً ، إسقاط الدولة العبرية في فلسطين ، وفي الجانب الأخر ، وقد لا يكون الاختلاف كبير في الظاهر ، فالمشروع الإيراني ينحصر أيضاً ، في مقاتلة الجماعات الإرهابية ، التى تتبنى الفكر الوهابي ، أي يعني فقهياً ، محاربة مذهب الإمام احمد بن حنبل ، وهنا ، يعود بنا التاريخ إلى ذاك الخلاف ، الذي وقع بين ابن حنبل والمأمون ، حيث ، تبنى الأخير ، أفكار المعتزلة ، وهذا ، يحتاج إلى مقال خاص سنأتي عليه بشرح أوسع لاحقاً ، بالطبع ، مقاتلة الفكر الوهابي ، ينقسم إلى شقين ، الأول . قد ذكرناه للتو ، أما الجانب الأخر ، هو إسقاط ، دولة المذهب وإسقاط الدول المحيطة بها التى تنطوي تحت مجلس التعاون ، وأيضاً ، في الظاهر ، يسعى المشروع إلى محو إسرائيل عن الخارطة وكف هيمنة الشيطان الأكبر ، الولايات المتحدة الأمريكية ، عن المنطقة .

هذا صحيح بالطبع ، ما أسلفناه يُعتبر جزء من الحقيقة ، ليس أكثر ، فالولايات المتحدة ، تعتبر المرحلة القادمة ليس سوى هدنة بينها وبين حزب العدالة والتنمية ، وأي طراز من المحاولات الأخرى ، القادمة ، تعتبر ، أجزاء أخريات ، تندرج في المعادلة الكبرى التى تلتزم بها واشنطن بحماية إسرائيل وتأمين تفوقها ، فإسرائيل ، المستفيدة الأكبر ، ولها المصلحة العليا في تمدد هذين العدوين ، بصراحة ، تعلم تل ابيب جيداً قدرات الطرفين ، بل ، لديها معرفة بقدرات جميع الدول الفاشلة أو تلك المستباحة ، لكن ، أيضاً تعلم ، أن السيطرة على الجغرافيا ، كامل الجغرافيا ، يحتاج إلى صراع بين الطرفين في المنطقة ، وهنا ، لم يكن غائب عن إدارة العالم ، الجديدة ، انتشار الفكر الوهابي في الخليج خاصة ، والعالم الاسلامي عموماً ، تماماً كما هو الحال ، في إيران والعالم الشيعي عموماً ، انتشار ولاية الفقيه ، أي الإمامة ، التى لا تعترف بجغرافيا ، وتعتبر الانتماء ، يُسقط الحدود والهوية ، وهذا يفسر بشكل حاسم ، الأسباب الحقيقية ، وراء قرار الحرب على نظام البعث في العراق ، عندما ، شهدت الحدود بين العرب والإيرانيين ، نوع من الاستقرار ، بات المشروع الكولونيالي الأوسع ، يتراجع ، فكان لا بد ، من تنشيط الحدود عبر احتلاله ، الذي سمح ، لاحقاً ، للذراع الإيراني ، التمدد في العراق ومحيطه ، فبات العراق نموذج للصراع الطائفي ، وأيضاً ، ساحة للتناقضات والتقلبات بين المتصارعين ، سياسياً وعسكرياً ، وقد تكون هذه الوقائع ، بقدر ما هي حاضرة لدى الإسرائيليين والأمريكيين ، فهي ، غائبة لدى الأتراك ، حيث ، ينظر الأتراك ، لمسألة ، انيهار الوطن العربي ، بقياس الأرباحهم الاقتصادية ، الآنية ، وهذا ببساطة يفسر ، حركة الرئيس اردوغان السطحية في إعادة ترتيب السياسة الخارجية التركية ، مع دول لديها أطماع ، أولاً ، في جغرافية تحيط بتركيا ، مبدئياً ، ومن ثم تسعى للوصول إلى اسطنبول اليوم ، القسطنطينية البارحة ، فاليوم ، لم يعد الأمن القومي العربي مهدد ، بل هو في قلب العاصفة ، ومصيره مجهول ، أما ما يجري ، الآن ، يهدد الأمن القومي التركي بشكل مباشر ، لهذا ، إعادة ترتيب العلاقات الدبلوماسية وسلسلة الاعتذارات ، تفيد تركيا تكتيكياً ، وهنا لا شك ، أن اردوغان المنتصر ، يريد من هذا التحرك ، تجنيب تركيا الويلات ووقف مشروع تقسيم بلاده ، لكنه ، يبقى فعل ، في حقيقة واقعه ، لا يغير من استراتيجيات الدول ، مثل روسيا الاتحادية أو اسرائيل أو امريكا ، بل ، كل ما في الأمر ، يحول السيد ارودغان من رجل امتلك مشروع التصدي للمشاريع الروسية والإيرانية والإسرائيلية ، إلى تاجر شاطر في سوق عثمان بيك بإسطنبول ، لا أكثر ، وهنا للتذكير فقط ، فالاقتصاد ، لم يكن في التاريخ حامي الدولة ، بل ، الذي يحافظ على الاقتصاد ، قدرات الدولة الدفاعية والهجومية معاً ، لهذا ، من الخطاء الكبير ، حتى لو للحظة ، أن يظن الرئيس اردوغان ، عندما وقف في مربع المعارضة السورية ، كان يدافع عن قتل الأطفال الأبرياء ، أبداً ، فتركيا كانت تدافع عن أمنها القومي ، وليس شيء أخر ، ومازالت .

رغم الحملة الإعلامية الكبيرة التى تعمل على تغطية انتصارات حكومة العبادي في العراق وأقل شئناً مع حكومة الأسد في سوريا ، مازال المرء ، قادر على اختراق التضليل الحاصل ، فالمسألة أكبر من جيش العبادي والأسدي ، بل ، حسب تقارير حلفاء الطرفين ، يعتبران ، لا وجود لهما فعلياً ، إلا أن ، ما يعنينا الآن ، هو ما يجري في العراق ، لأنه ، يشكل أساس التغير القادم ، وهنا اتحد من هذه الزاوية ، العبادي ذاته ، أن يعلن قوائم أسماء الذين يقاتلون في صفوف ما يسمى بالحشد الشعبي ، أو أن يتم إدراجهم في مرتبات ما تبقى من الدولة العراقية ، لأن ، الحقيقة تختلف عما يروج لها ، فالحقيقة تقول ، أن أغلبية مقاتلين الحشد الشعبي ، إيرانيون ، وهذا الواقع ، يطيح بنظريات الساسة العراقيين أو ما يدعيه العبادي ، رئيس وزراء المنطقة الخضراء ، حول الوطنية العراقية ، لاحظ هنا ، من جانب آخر للمسالة الإقليمية ، إيران على استعداد تام بالمشاركة في القتال وعلى جهوزية دائمة في تحريك الحرس الثوري من أجل حسم المعارك في مناطق يغلب عليها الطابع السني ، لكن ، غير مستعدة أبداً ، في مساعدة العراق كي يستقر وطنياً ، ويكون جامع وصاهر لجميع المكونات ، وهذا ، كان أهم أسباب رفضها للسيد اياد علاوي ، بأن يتولى حكومة بغداد ، رغم فوزه بالانتخابات ومن زاوية أخر ، أنه شيعي .

الحقيقة هكذا ، شيعة العراق والعالم على موعد مع أهداف الثورة الإيرانية ، والثورة الإيرانية على موعد مع الإدارة الأمريكية القادمة ، لاستكمال الأجندة ، وفي الجانب الآخر ، بفترة قصيرة ، تحولت روسيا إلى شريك كامل في المنطقة ، تستوعب مصر ، والآن تركيا ، وتتفهم ، علاقتهما التاريخية مع واشنطن ، وتتقبل ، مواقف تركيا اتجاه نظام الأسدي ، لكن ، يبقى السؤال ، كيف يمكن لتركيا ، أن تواجه جملة تحديات باتت على خط التماس مع حدودها ، مشروع إيراني توسعي ينافسها على الجغرافيا العربية ، وآخر إسرائيلي ، يهددها داخل حدودها ، من خلال دعم الأحزاب الكردية المسلحة ، لمشروع الانفصال ، وأما ، خلاصة الحال ، بعد محاولة الانقلاب الفاشلة ، التى قادتها الولايات المتحدة الأمريكية ، كما يبدو ، تشير تحركات الجيش التركي ، إلى تغير جذري دائم ، وليس علاجي مؤقت ، وهذا يعني ، أن الجيش ذاهب إلى تغيير في عقيدته الوطنية ، لكي ، تتناسب مع التدخلات القادمة خارج جغرافيته ، وقد تشهد الأيام القادمة ، أيضاً ، مزيد من الدعم العسكري لمجموعات مسلحة في سوريا وأخرى سيتم باعتقادي تشكيلها في العراق ، وظيفتها تأمين الموصل ، حيث ، ينطلق مجلس الأمن القومي وحزب العدالة والتنمية من قواعد ، فرضتها أجندات دولية وإقليمية ، كانت السبب في تغيير سياسات تركيا ، وقد يكون أهم أسباب التغيرات ، السريعة ، ليس هنا ، بل هناك ، في أمريكا ، من سيكون الرئيس القادم ، فتركيا تواجه بمفردها قوتين إقليميتين تمتلكان ، سلاح نووي ، ويتمددون في المنطقة بشكل واضح ، في الوقت ذاته ، تفتقد تركيا إلى السلاح النووي وخسرت الاخوان المسلمين ، كقوة وقاعدة داعمة لها ، وهذا يفسر على الأقل ، حجم الترحيب الإقليمي من قبل إيران وإسرائيل وأيضاً دولي روسي ، بفشل الانقلاب ، الترحيب يتطلع إلى مستوى ، قبول ، الرجل الأقوى في تركيا ، دون منازع ، لمشروع تقسيم الوطن العربي ورفع الدعم عن حلفائه العرب ، مقابل ذلك ، ترحيب متأخر وخجول من النظام العربي ، وعلى وجه الخصوص ، مصر ، بل ، قد يصح ما قاله لي صديق تركي ، أن الاستخبارات التركية لديها معلومات عن تورط بعض الجهات العربية ، داعمة للانقلاب ، هنا ، لا بد أن يدرك العرب جيداً ، إذا خسروا تركيا ، سيخسرون ما تبقى لهم من حضور في الإقليم ، لأنها ، ستبدأ مرحلة تقسيم الجغرافيا العربية لصالح دول ، تصنف بالمحورية ، والمحورية التى اقصد ، لها اعتبارات وقياسات دولية محددة ، وهنا أؤكد ، أن من يتوهم ، بأن الانقلاب في سياسات التركية ، اتجاه الأمريكي والأوروبي سيصب في صالح نظام الأسد ، العربي ، فهو بالفعل واهم ، لكن بالتأكيد ، هي بشرة فيها الكثير لحلفاء الأسد ، الإقليمين والدوليين ، وكارثة على المملكة العربية السعودية وحلفائها ، وبالطبع ، لكل عربي على اختلاف خندقه .
والسلام
كاتب عربي

محمد علي كلاي ، من رياضي القرن إلى تلميذ في المدرسة الأشعرية .

دُوّنت من قبل marwansabbah في التصنيف: Uncategorized وبتاريخ 28 يونيو 2016 | لا تعليقات »

120213-111601
محمد علي كلاي ، من رياضي القرن إلى تلميذ في المدرسة الأشعرية .

مروان صباح / برغم من انزلاقاته العديدة في بادئ حياته ، إلا أن ، حالته استقرت مع بدء ولادته الجديدة ، عندما اختار اسم محمد علي ، هو مركب يجمع فيه ، ما فرقه اتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، ولم يكن غريباً ، على رجل يتحرك في حلبة الملاكمة ، بهذه الخفة ، كالفراشة كما وصف نفسه ويلسع كالنحلة ، ففي كل مرة تطأ قدماه الحلبة ، يعتبر أنها المرة الأولى ، فيبدأ يتحرك من داخلها من أجل الخروج من شرنقته ، وتحديداً ، من ثقب صغير ، ضيق ، التى تخرج منه الفراشة لأول مرة ، والذي يُسهل لها دفع الدم من جسمها إلى الأجنحة التى لاحقاً تطير بهما ، وهذا هو حال محمد علي كلاي ، تماماً ، يتحول في منتصف المباراة ، من فراشة إلى نحلة ، تلسع ، ولا تقتل ، يُذكر الخصم ، بأن مهمته في الحياة إسعاد الناس ، وليس شيء آخر ، فليس غريباً أبداً ، على رجل مثل كلاي أن يتحول من ملاكم ، أرادت مؤسسة الأنجلو سكسونية ، أن تُمتع غرائزها من خلال مشاهدتها لشراسة القتال ، وأيضاً ، جمع المال المراهن عليه ، إلى شخصية تدافع عن المقهورين في العالم وأخيراً إلى داعية ، أخذ على عاتقه ، نشر القيم الأخلاقية التى جاء بها رسول الإنسانية .

كان محمد علي في بدايات نجاحاته ، قد طرح تساؤلات اشكالية ، متنوعة ، حول علاقة الاجتماع الأمريكي الواحد ، مع بعضه البعض ، فخرج الرجل بنتيجة ، هي أقرب إلى أن تكون ، سليقية ، ليس أبداً ، نتاج بحثي ، بأن التربة الاجتماعية الأمريكية مضروبة في جذورها ، وبالرغم من التحولات التى شهدتها الولايات المتحدة على مدار قرون ، إلا أن ، تبقى الثقافة الفوقية والنظرة المتعالية والمعتقد ، بتفوق العرقي ، شيء أساسي في المجتمع ، فالقانون في أمريكا ، فعّال ويسري فقط في المحاكم ، أما في حقيقة واقعه ، لا يشكل تأثير داخل التربويات العائلية ولا أوسع من ذلك بقليل ، بل ، في أي احتكاك سطحي يتضح فوراً حجم العنصرية التى تترتب على أي علاقة ، لكن محمد ، الأمريكي الأسود ، وصل إلى هداية مبكرة ، هي تليق وتخص برجال قرروا ، أن يواجهوا ممارسات الظالم ، لأخيه الإنسان ، فنقل أسلوبه المتميز من حلبة الملاكمة إلى المجتمع الأمريكي والعالم ، وهنا يلاحظ المرء ، أن محمد علي ، لم يكن مجرد مقاتل داخل الحلبة ، كالآخرين ، بل بالإضافة ، كونه مميز في الطيران والتسديدات ، وهو أيضاً ، مناور ومحاور ، واستطاع تكريس مفاهيم اثناء وجوده في الحلبة ، وهنا أيضاً ، نستشهد في مواجهته مع جورج فورمان ، ناوره 15 جولة ، شاكسه بالكلمات وليس باللكمات فقط ، تحمل تسديدات فورمان ، وهو يقول له ، تبدو تعب يا جورج ، هذا كل ما لديك ، هذا المكان الخاطئ للشعور بالتعب ، أنك تلاكم كالبنت بلهاء ، في واقعة أخرى ، لكن هذه المرة خارج الحلبة ، انظر ماذا قال ، هي فلسفة واحدة ، يُطلق محمد كلاي تصريحاً في واحدة من أهم المناسبات ، لا يعيب المرء ، السقوط أرضاً ، بل العيب أن تبقى على الأرض ، في الواقعة الأولى ، من داخل الحلبة ، يبعث الأمل لكل مهاجر أو لكل من يعاني التمييز والعنصرية داخل المجتمع الأمريكي ، بأن مهمَّ تعرضت إلى لكمات مجتمعية ، فالمستقبل للأكفاء ، وهذا بالفعل ، قد تحقق مع الرئيس اوباما ، أما في الواقعة الثانية ، يشير حول أهمية التجارب ، حتى لو كانت فاشلة ، فهي في نتيجتها النهائية ، حاصل نجاح .

بسبب سرقة دراجته النارية والتى دفعته الحادثة إلى الاجتهاد في عالم الملاكمة ، كي لا يتكرر في المستقبل ذات المشهد ، حيث ، قرر أن لا يكون ضعيف أبداً ، في حياة لا تعترف سوى بالأقوياء ، تحوّل الفتى إلى حديث الناس في هذا الكوكب ، وبسبب رفضه مقاتلة الفيتناميين ، حُكم بسجن 5 سنوات ، كمتهرب من أداء الواجب الوطني ، لكن ، كان محمد علي كلاي ، يقوم بواجبه الإنساني ، عندما رفض قتل الأخر ، فعوقب على انحيازه للإنسانية ، وهذا يفسر للبشرية ، على الأقل ، لماذا حظي كلاي بهذا الاهتمام والشهرة ، عند سكان الأرض ، بل ، أن الشعوب في ارجاء المعمورة ، تحّمل له حب وعاطفة ، كبيرين ، رغم تفاوت الأعمار والاهتمامات ، بينهم ، فكثير من الناس ، الملاكمة ، ليست من مفضلاتهم ، لكنهم ، يعتبرون محمد علي ، أسطورة العصر ، وهذا الاعتراف ، لم يسبق لأي شخص أنه امتاز به ، لا بمجال الملاكمة أو في أي لعبة أخرى ، في الحقيقة ، وبعد اختياره للإسلام ، ديناً ، كان للرجل نقلات واضحة ، فهو ، ولد في مجتمع وسطي أقرب للفقر وينتمي إلى عائلة ، شهدت سلالتها تاريخ من الاضطهاد والعنصرية ، لكن ، برغم من الثروة التى استطاع أن يكونها في غضون سنوات قليلة ، اكتشف ، أنه ليس سوى دمية يتسلى بها الرجل الأبيض ، تثير غريزته ومغامراته الرهنية ، وأخيراً ، يجني المال .

كما كان دائماً مميزاً ، داخل حلبة الملاكمة ، تماماً ، كان أكثر تأثيراً خارجها ، ففي عمر 22 ، طرح سوني ليستون أرضاً ، بعد الضربة القاضية ، صدم العالم في وقتها ، وأسقط عرش الملاكمة عنه ، انتصر كلاي خلال مسيرته في 56 مباراة منها 37 قاضية ، إلا أن ، لم يكتفي بانتصار العضلات ، نلاحظ أن محمد علي ، انتقل من مربع إلى الأخر حتى استقر به الحال في المدرسة الأشعرية ، فتحول إلى تلميذ مجتهد ، التى أعطته مزيد من علم الكلام والتأمل ومهارة الحوار ، فتأثر بكتب الفارمذي والغزالي ، وهذا الخط الذي رأي به ، أنه أقرب ، إلى طريق الله ، لأنهم ، كما أبدى كلاي في بعض الأحاديث ، انه الطريق الأصوب ، وأصحابه ، أعلى أخلاقاً وإنسانيةً .

السؤال الذي شغل كلاي ، وهذا يتحسسه المرء من حواراته ، هل كانت محطة الوصول ، مطابقة إلى نقطة الولادة الأولى ، أو أنها ، كانت مطروقة بما يكفي ، أن تشكل تساؤلات ، مقلقة ، حيث ، حولته من فتى لم يستطيع الدفاع عن دراجته النارية إلى رجل ، لقب نفسه بالأعظم ، لكنه ، سرعان ما تبرأ من ذلك ، إلى أن ، بيعت قفازاته التى أطاحت بليستون ب 836 الف دولار ، وأخرى ، يحتفظ متحف الوطني للتاريخ الأمريكي سمثسونيان بها ، إلى أن ، بات رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ، يضع صورة محمد علي كلاي في مكتبه ، كانت قد أاتخذت أثناء مباراته مع ليستون وهو مطروح أرضاً ، وكُتبَ أسفل الصورة ( زئير الأسد ) إلى جانب الصورة يحتفظ أوباما بقفازين قديمين لمحمد علي ، وقد نعاه باراك أوباما من مكتبه في البيت الأبيض ، قائلاً ، استرح في سلام أيها البطل ، لقد احدثت هزة في العالم ، ولعل لكاتب هذه السطور ، أن يعترف في لحظة حزن على الفراق ، نادراً ما يعترف بها المرء ، أنه يكتب بالألم عن محمد علي وبلغة الألم ، ويدعو أمة محمد عليه الصلاة والسلام ، أن تخصص زاوية في المتحف الإسلامي ، تليق بصاحب أسرع وأقوى لكمة في العالم ، تعادل قوتها حوالي الف باوند ، ليس كونه أعطى صورة زاهية وجميلة عن الإسلام فقط ، بل لأنه ، لم تصبه لوثة التمذهب ، رحمك الله يا حاج محمد ، كما أطلق عليك صدام حسين في لقائكما ، فنم بسلام وعلى روحك السلام ، يا من أسعد البشرية وهو يطير كالفراشة ويلسع كالنحلة .
والسلام
كاتب عربي

حرب حزيران 1967 م كانت فاصلة وتعتبر بمثابة معركة اجنادين ..

دُوّنت من قبل marwansabbah في التصنيف: Uncategorized وبتاريخ 19 يونيو 2016 | لا تعليقات »

120213-111601
حرب حزيران 1967 م كانت فاصلة وتعتبر بمثابة معركة اجنادين ..

مروان صباح / تعلم اليهود من التاريخ ، رغم الثمن الباهظ ، وكما تُبين الأحداث ، أن مسألة الاستيلاء على الأرض ، لا يمكن أن يُكتب لها الديمومة ، إلا بحالة واحدة فقط ، بعد إتمام الطرد من عليها ، ومن ناحية أخرى ، تتولى الآلة العسكرية الإستخباراتية ، مطاردة المطرودين ومن يسير على خطاهم ، بهدف قتلهم أو تشتيتهم ، في أرجاء المعمورة ، بهذا ، تكون العملية بتقدير المحتل اكتملت ، خصوصاً ، بعد سلسلة مراحل من ، إجتثاث الفرد والتراث والتاريخ ، وأيضاً تعلموا ، أن لا يوجد في قاموس القوة شيء يسمى ، السير في الطريق حتى النهاية ، بل لا بد ، لمصطلح التخلي ، أن يسود في جميع المراحل ، كما تقتضي ، طبعاً المصالح ، لهذا سقط ، الكثيرون في طريق الاستيلاء على فلسطين ، ومازال هناك الكثير ، سيسقط في مراحل تأمين الإحكام على فلسطين ، كل فلسطين ، بينما الضحايا ، سيستمرون في تحالفاتهم مع الصهيونية ،تماماً ، وستبقى الصهيونية تمارس دور التخلي في كل لحظة ، ترى بأن ذلك يصب في مصلحتها ، دون أن يمل الطرفين من تكرار التخلي والتحالف .

تعتبر الحركة الصهيونية ، أن استرداد الأندلس كان الانتصار الأول الذي أتاح ، لاحقاً ، إلى انتصار آخر في فلسطين ، لكن الحركة أيضاً ، تدرك أن وجودها بين أمة ، تتمدد في جغرافيا واحدة يعلو فيها الصوت العربي ويشهد تاريخها الإسلامي علامات كبرى ، من الصعب لها الاستمرار بالوجود ، بهذه الصيغة والحقيقة ، لهذا ، بدأت من حيث انطلقت ، دولة المدينة في مشروعها ، بالطبع ، أخذت الصهيونية القدس نقطة البدء ، بعد ما أسقطت الدول الاستعمارية آخر معاقل الدولة الإسلامية التى عُرفت باسم العثمانية ، شهدت دولة باب العالي ، في أواخر عهدها نظام مستبد ، أوصل الدولة إلى شيخوخة ، فأصبحت عمياء بين أمم تنهض من بين الركام ، في المقابل ، حرص الاستعمار على ظهور دول وطنية بطابع قومي عربي ، بحدود مرسومة من طباشير ، منزوعة من أي تاريخ جغرافي ، لكن ، سرعان ما انقلبت هذه الدول في مصر والعراق وسوريا والأردن والسعودية ، إلى دول طوق ومواجهة ، وأصبحت من حين إلى آخر ، تشكل تهديد مكلف وباهظ الثمن للدولة العبرية ، لهذا ، اعتبرت غرفة العمليات المشتركة بين واشنطن وتل أبيب ، أن نتائج حرب 1967 ، تتطابق في حصيلتها ، لحرب اجنادين 634 م ، حاسمة ، فاصلة ، تمكنت الآلة العسكرية الإسرائيلية ، احتلال أراضي واسعة من سوريا ومصر والأردن ، حيث ، فقدت مصر لوحدها 6 % من مساحتها الإجمالية ، بالإضافة إلى 30 % من مياهها الكلية ، بصراحة لم يتحمل النظام العربي تكاليف الهزيمة ، بل ، استطاع الإسرائيلي بدعم من الولايات المتحدة الأميركية ، أن يُخير النظام العربي بين القبول بالواقع الجديد أو المزيد من التمدد الإسرائيلي ، وهذا يفسر ، إقدام إسرائيل على تجربتها في لبنان ، عندما حاولت الاستقرار ونقل تجربة 67 م ، اصطدمت ، بمقاومة عنيفة أفسدت عليها تشكيل روابط القرى على غرار روابط فلسطين ، واضطرت لاحقاً الخروج منه مثقلة بالجراح ، لكن ، كانت تعي ، أن استبدال حركة المقاومة السنية بشيعية ، كان قد أشرف على تنفيذ الاستعاضة ، الأسد الأب ، كفيلة في تدمير المنطقة وليس لبنان ، فحسب ، وكانت قد شهدت أيضاً ، حركة المقاومة السنية ، انشقاقاً واسعاً ، مازال عوارضه تفتك بالأمة إلى يومنا هذا ، بل ، توسع وشكل مستنقعات ليس من السهل طمرها .

رغم ما يخفيه التاريخ ، حول حرب تشرين ، أكتوبر 1973 م ، أدرك شارون على وجه الخصوص ، دولة إسرائيل ، عموماً ، أن مستقبل إسرائيل في بلاد الشام بات في خطر ، وهذا يتطلب إلى إعادة ترتيب أولويات الدولة برمتها ، حيث ، تحول الجيش الإسرائيلي إلى جيش مدافع عن حدود توسعت في حزيران 1967 م ، بالفعل ، والذي جعل أيضاً ، الدول الكبرى ، أن تدفع باتجاه الملف الطائفي وضرورة تفعيله في المنطقة ، بالطبع ، من خلال التخلي عن الشاه في إيران وإفراغ الأنظمة الاستبدادية من مسؤولياتها التاريخية ، على الفور ، بعد انقلاب السادات ، تبدل الخطاب ، ليصبح الاقتصاد ، هو ، جوهر جميع الخطابات ، لكن ، مع مرور الوقت ، لم يفلح الخطاب الاقتصادي في معالجة أزمات البلدان ، بل على العكس ، توسعت رقعة الفساد ، واضطهدت الأقليات أكثر ، طبعاً ، مصيرها كان واحد مع الأغلبية المسحوقة ، هذا الاغتراب والانحدار ، سمح لاحقاً ، للأقليّات في المنطقة ، البحث عن مشاريع غير وطنية ، وهنا نلاحظ ، أن مشروع إسرائيل التوسعي في لبنان من خلال تحالفها مع جزء من الطائفة المارونية وليس الكل ، بالطبع ، سعد حداد ، مليشيا جيش لبنان الجنوبي ، في الجنوب ، وبشير جميل في بيروت ، التى تخلت عنهما إسرائيل ، الأول ، ذهب ضحية اتفاق دولي أوسع ،بالطبع ، أكبر من طموح بشير الضيق ، والأخر ، أي جيش الجنوب ، اندثر بعد انسحابها الأخيرة من لبنان 2000 م ، طبعاً حصل ذلك ، دون التشاور مع خلفائها ، أدركت إسرائيل أن احتلال العواصم والمدن العربية ليس بهذه السهولة ، وقد اثبتت ، لاحقاً ، محاولة الولايات المتحدة الأمريكية ، لغزو بغداد ، أن التكلفة ، عالية ومستحيلة ، لهذا ، أسقطت الدولة في العراق وتركته ساحة للنهش ، بيد أن ، الحقيقة الأعمق ، تحول إلى مركز استنزافي ، وأما الحقيقة الأبعد ، فقدت سوريا على الأخص وبلاد الشام ، عموماً ، العمق والسند الحقيقي الذي كان يشكله العراق من حماية وأمن واستقرار ، لكن ، في لحظة نفاق على الذات تصورت الأنظمة ، أن من الممكن لإيران أو إسرائيل أن يكونا ، البديل ، تماماً كما هو ، يتضح في تصور أكثر غرابةً ، اعتقدت الأنظمة أن سقوط العراق سيمرّ دون دفع اثمان .

هنا الخلاصة ، حّول انهيار بغداد الجميع إلى قطعان تنتظر الذبح ، وهذا يفسر في نهاية المطاف ، الأهداف الإسرائيلية ، حيث ، تستعين بالفتح الإسلامي كطريقة أفضل لتنفيذ مشروعها في المنطقة ، تبدأ من القدس وترغب في السيطرة على بلاد الشام ، الذي سيؤمن لها الاحتفاظ بفلسطين والقدس ، كموقع استقطاب ديني ، لغير المسلم ، رغم أنها تواجه معضلة من الحجم الكبير ، نقص في الأفراد وفائض في التكنولوجيا والمال ، هنا ، تضطر اضطراراً ، الاستعانة بالأقليات ، وحسب التجربة تمتلك إسرائيل المهارة في استخدام الأخر ،على رأس القائمة إيران التى بدورها تتحالف مع الجناح العسكري لحركة حماس بفلسطين ، والذي كما يبدو ، مقتنع في دولة غزة كقاعدة مؤقتة ، وتتحالف إسرائيل مع الأكراد ، على طول الشريط الحدودي من تركيا إلى العراق ، كما أنها يربطها علاقة استراتيجية مع الروس ، لهذا ، حشدت إسرائيل جميع أبناء الدول الكبرى إلى المنطقة ، وبموافقة جميع الأطراف المتصارعين من أبناء المنطقة ، فأصبحت افغانستان مستنقع ، ممتلئة بالقواعد الغربية ، وأيضاً العراق كذلك ، وسوريا ساحة لمن لا ساحة له في العالم ، تحولت سوريا إلى نقطة تلاقي ، روسي إيراني أوروبي أمريكي وإسرائيلي ، يتوحد الجميع في مسألة الاسترداد ، ويختلف الجميع على الميراث ، الخلاصة الثانية هنا ، في اعتقادي ، لم يعد التقسيم مهم أو بالأحرى ، لم يعد هناك إمكانية أو ضرورة لذلك ، لكن كل ما تبقى ، فقط ، الحسم والحسم فقط ، الصهيونية تعتبر أن معركة 1967 م ، هي معركة اجنادين ، معركة النصر والاستحقاق المتأخر ، لهذا ، تريد كل شيء ولا شيء غير الكل ، وبالتالي ، ستقود المحتشدون نحو اتجاهين ، الاسكندرية والقسطنطينية .
والسلام
كاتب عربي

« تدوينات سابقة


  • عداد الزوار

      العدد الكلي 299077 زائر من تاريخ 2010-10-13
  • آخر التدوينات

    • فرز محور الشر ، بين نوايا الأمريكية الحسنة والنوايا السيئة.
    • لبنان على حاله ، رئيس الجمهورية والحكومة ، خيبة اللبنانيين والسوريين والأحرار
    • أمة المال والاقتصاد ، نقص في البشر وفائض في المال
    • عودة بوتين من برلين للثأر من واشنطن
    • مصير الرأسمالية والليبراليين مقابل اشباه الرأسمالية ومصائرهم ..
  • الصفحات

    • السيرة الذاتية
  • الأرشيف

    • نوفمبر 2016
    • أكتوبر 2016
    • سبتمبر 2016
    • أغسطس 2016
    • يوليو 2016
    • يونيو 2016
    • مايو 2016
    • أبريل 2016
    • مارس 2016
    • فبراير 2016
    • يناير 2016
    • ديسمبر 2015
    • نوفمبر 2015
    • أكتوبر 2015
    • سبتمبر 2015
    • أغسطس 2015
    • يوليو 2015
    • يونيو 2015
    • مايو 2015
    • أبريل 2015
    • مارس 2015
    • فبراير 2015
    • يناير 2015
    • ديسمبر 2014
    • نوفمبر 2014
    • أكتوبر 2014
    • سبتمبر 2014
    • أغسطس 2014
    • يوليو 2014
    • يونيو 2014
    • مايو 2014
    • أبريل 2014
    • مارس 2014
    • فبراير 2014
    • يناير 2014
    • ديسمبر 2013
    • نوفمبر 2013
    • أكتوبر 2013
    • سبتمبر 2013
    • أغسطس 2013
    • يوليو 2013
    • يونيو 2013
    • مايو 2013
    • أبريل 2013
    • مارس 2013
    • فبراير 2013
    • يناير 2013
    • ديسمبر 2012
    • نوفمبر 2012
    • أكتوبر 2012
    • سبتمبر 2012
    • أغسطس 2012
    • يونيو 2012
    • مايو 2012
    • أبريل 2012
    • مارس 2012
    • ديسمبر 2011
    • يونيو 2011
    • مايو 2011
    • أبريل 2011
    • مارس 2011
    • فبراير 2011
    • ديسمبر 2010
    • أكتوبر 2010
  • التصنيفات

    • Uncategorized (247)
  • Blogroll

    • Documentation
    • Plugins
    • Suggest Ideas
    • Support Forum
    • Themes
    • WordPress Blog
    • WordPress Planet
    • الكاتب مروان صباح
  • منوعات

    • تسجيل
    • تسجيل الدخول


مدونات أمين لا تتحمل أيه مسؤوليه عن المواد التي يتم عرضها و/أو نشرها في مدوناتها.
ويتحمل المستخدمون كامل المسؤوليه عن تدويناتهم التي تخالف القوانين أو تنتهك حقوق الملكية أو حقوق الاّخرين
مدونـــــات أميـــــن - AMIN BLOGS
ملقم التدوينات (RSS) و ملقم الردود (RSS).