شو القصّه يا رجّال .. معصّب وحالتك حاله .. شو زرعتها رز وطلعت إنخاله ؟ ولاّ ماتت البقره الشّقره ولاّ الجاجه القرّاقه الحمره ..! = يا مستوره لا بقره شقره ولا جاجه حمره .. القصّه وما فيها انّي معصّب من اللي صار واللي جرا .. واللي انكتب في الجرايد واللي انقرا والشمتانين فينا وفرحانين وكأنهم حرّرو فلسطين .. يا حرمه اخسرنا وضاع حالنا ومالنا . وضاع تعب سنين وضاعت آمالنا … = يا خيبتي .. شو خسرت ؟ هوّه إنت حاطط مصاريك في البورصه اللي بيقولوا عنها ورخص الدّولار .. ولاّ مشغلهم مع المختار السّمسار .. ؟ = كمان لا بورصه ولا مختار.. اي والله من اللي صار عقلي طار … = يمكن زعلان من غلا الأسعار. أو ما قبّضوك المعاش . أو سماعك للأخبار .؟ = لا أخبار ولا أسعار.. مش معقول لازم الدنيا تقوم وتقعد . والمظاهرات والاستنكار في كل بلد وكل دار . وننزل للشوارع من اللي صار ومجلس الجامعه العربيه ينعقد .. ودول عدم الانحياز . ومجلس تعاون الكاز . وحتى مجلس الأمن ياخد قرار . الليله وقبل ما يطلع النهار . .! = آه هلحين فهمت .. عايزهم يعملوا اجتماع على شان القدس والمستوطنات .. وهدم البيوت وسحب الهويّات . = كمان ما هو هاظه المقصود .. يا حرمه خلّي مخك وساع .. في المهم وفي الأهم . = ويا ترى شو هوّه الأهم يا أبو العُرّيفْ ..!؟ = بشوف لسانك صار طويل يا فهمانه بقول إختصري في الخُرّاف أحسن ما إتصيري ندمانه إنتي ما بتّابعي الأخبار والعناوين . وما بِيهمّك من الدّنيا غير الطبيخ والفساتين وطق الحكي مع جارتك إم أمين .. بقول يا فهمانه إنغلبنا .. انغلبنا في الفوطبول .. يعني برشلونه خسرت المباراه قدّام ريال مدريد . وإنتي بتعرفي إني بحب برشلونه وبشجّع فريق برشلونه . وصدقيني يومها قبل المباراه صلّيت الصبح والظهر والعصر . ودعيت من كل قلبي علشان يغلبوا وأنول النّصر لكن أكيد كان في مؤآمره .. إلحكم كان قابض وجمهور الملعب قابض . أنا شفتهم فرحانين مثل القرود .ومدربهم عيونه إبتلمع من الفرح مثل الشيطان كأنّه بيقول انا موجود . والكل حامل علم ريال مدريد . بلوّح فيه وهوّه فرحان وسعيد . ولمّن غلبوا عملوا طنّه ورنّه كأنهم كسبوا الآخره ومقعد في الجنّه . وكمان في تسريب خبر .. بيقولوا يا ستي انهم جماعة الرّيال عاملين عمل . والفوطبول مقري عليه . وراشّين في الملعب كركديه لأنهم في بلادهم شاطرين في التّنجيم . وفي خبر كمان بيقول إنه هذه مؤامره من الإستعمار . قالوا لهم لازم تغلبوا برشلونه . على شان بتطالب إنها تنفصل عن الإسبان مهو أنا بحبهم علشان هُمّه زيْنا بطالبو بتحرير أرضهم من الاحتلال وبعد المباراه قامت طوشه في القهوه بين المشجعين وإشي إيقول زبيب وإشي إيقول تين …= لكن يا أبو صابر هذولا أغراب عنّا لا إحنا منهم ولا هُمّه منّا وهذه رياضه فيها الغالب والمغلوب . ولويش العتب واللوم والوجه المقلوب . = اسكتي .. انتي شو بيعرفك في الرّياضه . مهي الرّياضه صارت سياسه . ومهمّه للجميع من النفر للرّياسه . وكل حاجه هل أيام مربوطه بالفوطبول والسّياسه . حتى رغيف الخبز والتّعاسه . كان حظهم إبيفلق الحجر وبتشوفي بُكره رايحيين ينغلبوا وبتسمعي الخبر . ويقولوا بيكفينا شرف المشاركه . وساعتها لاعمل هليله مع مباركه … = لكن لولاد بسمعهم بيقولو إنّه اللي بيلعب أحسن بيغلب … = لا يا ستي المثل بيقول ( الحظ لما يواتي الأعمى بيشتغل ساعاتي . والأخرس بيصير حكواتي ).. ! = إذا كان حظ . طيب لويش الهوشه ويعملوا منها قصه وطوشه ..؟ مبروك للي غلب وحظ أحسن للي إنغلب . = أنا عارف إنّك فرحانه . وعامله حالك علشاني زعلانه . والحقيقه باينه إنّك بتشجعي فريق مدريد . أي علي الطلاق إذا هلخرّاف صحيح ليكون بينا لفراق . وأخلّي أيّامك أحمض من السُّمّاق … = حلمك شوي يا رجّال أحسن ما يطق من رقبتك عرق . احنا عايزينك زخر لهلوطن وبيكفي قال وقيل وفتنه ومحن . انا بعرف يا رجال انه قلبك كبير وحبّك للناس أعمق من البير . حمقان وزعلان على شان لعبة فوطبول .. كان واجب عليك تسعى لعمل عطوه ( كَمْ ولَمْ ) على الطّريقه الفلسطينيّه وتبارك للي غلب بروح رياضيّه. وواجب تعزمهم على أكلة منسف أو مسخّن بالطّابون وإيصير المشجعين حبايب وأخوان .. ونصلي الجميع على النّبي العدنان . - كلامك معقول بدي أبلع هل غلب ولو إنّه بيعمل غصّه في القلب ورايح أقترح عليهم الحل طالما في إنقسام وفريقين رايحه إتظل المشاكل موجوده ..والحل إنهم يعملوا فريق مشترك لحتّى يفرح الكل . وإيقولو عِملها أبوصابر . وإيكون مدرّب الفريق أبو صلعه زيدان من الجزائر .. !
عاد أبو صابر إلى بيته عصراً بعد أن قام ببيع أحذيه وبوابيج كان قد إستوردها من الصّين . دخل البيت وجلس ينتظر زوجته لكنّها لم تحضر فأخذ بالصّياح مناديا عليها … يا فهمانه يا فهمانه وين إنتي نسوان آخر زمان قومي الدّنيا صارت العصر أكيد إنتي نايمه ومطنشه واجباتك وعامله حالك عيّانه ودايماً مسطله ونعسانه هالمره إللي عندي يا نايمه يا حايمه ولمّا اتشوفني بتشكي وبتبكي آآه يا جنبي وآآه يا راسي واليوم غسلت وجليت واليوم طبخت وقشّيت وبتحمّلني جميله على شان شغل البيت قومي يا مره أي قومي قامت قيامتك والنّاس نايمه قومي إعمليلي كبّاية يانسون وأجلي طق الحكي مع النّسوان عالبلفون …= حاضر حاضر هي أنا جايه يصبحك بالخير يا أبو صابر …= قال صبحك بالخير قال . الدّنيا صارت العصر يا مره وإنتي مش عارفه شو صار وشو جره …= بشوفك راجع من الشّغل بدري مش عوايدك والزّعل مبيّن على وجهك وكايدك …= أيوه إرجعت بدري إشتغلت اليوم واللي فيها كافيها خلصي أعملي كبّاية يانسون وبلاش لت وعجن علشان راسي موجوع وبيطحن مخّي طحن …= لكن عمرك ما شربت اليانسون وكنت تقول إنّو للعيّانين سلامتك إنت عيّان يا إبو صابر …= أيوه كنت أقول ويا ستّي منّك السّماح ولا تآخذيني يا ست الملاح ومن يوم وطالع بدّي أصير أشرب يانسون من الصّباح للرّباح لأنّك ما بتعرفي شو صار بالبلد …= غليت قلبي يا أبو صابر شو صار لأنّي بطّلت أسمع الأخبار …= إلدنيا صارت متل الخبيصه والعيشه رايحه إتصير عويصه …= أي قول شغلت بالي وخربط أفكاري وحالي إحكي يا زلمة …= هادا يا مستوره بيقولو إنها البلد مليانه كورونه وكل النّاس هاجمين بيشترو مونه والأسعار غليت والحاجه بعينهم حليت إتصوّري الكمّامه اللي كان حقها قرش صار حقها عشرة وكل واحد لاوي بوزه من الخوف وباين عليه الكشره …= أنا بعرف إنّو طول عمرك شاطر أي يا زلمه لونّك إستوردت كونتينر ولا إتنين من هاذي الكرونا اللي بتقول عنها مبيّن عليها موديل بوابيج جديد أبتنفع للمناسبات والعيد والمتل بيقول مين سرى باع واشترى …= قال أستورد كرونا قال يا فهمانه هادي لكرونا عيا يعني مرض أللهم عافينا وإبعدها عنّا وإكفينا …= آاه هلقيت إفهمت ليش بدّك تشرب يانسون يعني اليانسون بينفع دوا للكرونا …= هادا إللي بيقولوه النّاس وكلهم هاجمين على العطّار أبو إلياس تيشترو تحويجة اليانسون أوبيقول إنّو الشّفا فيها مضمون …= حاضر يا أبو صابر حاضر إنت بتأمرني يا تاج راسي ويجعلك للهم والغم بعيد وناسي …= ما يأمر عليكي ظالم إلنّاس عقلها طار والرّبحانين من كل هالوطه هم التّجار أي إتصوري مثل ما قلتلك حاجات كتيره زاد سعرها عشر مرّات والبلد مليانه نقل أخبار وإشاعات وإحنا رايح ينقطع رزقنا من بيع البوابيج والكنادر عشان بضاعتنا من الصين مهمّه النّاس بيقولو إنّو لكرونا إجتنا من الصّين وأكيد خايفين ينعدو وانشالله هل هم عنّا يبعدو يعني لا رايحه ولا جايه ولا بيعه ولا شروه وضروري أشوفلي شغله غير هالشّغله ….= أي أطيعه تقطع لكرونه والصّين وربّي يبعتها لكل العدوّين . في اليوم التالي عاد أبو صابر إلى منزله يحمل معه شوال مليئ بالأقمشه وقال لزوجته … يا إم صابر بدّي إتحضريلي ماكنة لخياطة اللي عاملتيلي إيّاها طاوله وحاطّه عليها أغراض وازواء لأنّي من يوم ما إتجوزتك وإنتي راميتيها هلئيت أجا وقتها …= شو لزوم هالماكنه يا أبو صابر يعني مش شايفه إنّي أنا جبتلك معايي كيس مليان قماش إشي مقلّم وإشي مخطّط وإشي مورّد وإشي منقّط مهو بدّي أعمل من لقماش كمّامات وأنزّلهم على السوق أبيعهم وهاذي فرصه إلنا لازم نستغلها ونستفيد منها والّي بيلحق السّوق بياكل برقوق …= قال كمّامات قال إلي سنه بقلّك يا أبو صابر جيبلنا قماش نعمل برادي وإنت مطنشني أي هادا لقماش كتير حلو وبجنّن للبرادي ورزقي ورزقك على الله …= يا ستّي ونِعم بالله يعني حطّيتي عينك عليهم بِدّك إتسويهم برادي . أي والله ما أنا كاسفك وبرايك راضي . سوّيهم يا ست الدّار متل ما بِدّك وبلا كمّامات وبلا وجع قلب واللي كاتبو الله صاير .. بس كل واحد إيدير بالو على حالو هذي لكرونه ملعونه والإحتياط منها واجب وبلاش مباوسه بين الأهل والحبايب ..
يا إم صابر بعد كتير من التّفكير والتّمحيص والتّدبير وبعد صلاة الإستخاره قرّرت أسيب البلد والحاره وأهاجر من هذه لبلاد والرّزق على رب العباد …= يا خيبتي يا أبو صابر يعني قرّرت تبيع الدّار والغنمات والحمار وتستغني عن عِزوتك والجار وتروح لبلاد الكفّار …= يا مستوره لا تقولي عنهم كفّار أي عليّ الجيره عندهم دين أكثر منّا واللي عايش عندهم مستور في عيشته بيتهنّى ، ومواقفهم منيحه وقت الشّدّه والزّحمه ومعاملتهم كلها إنسانيّه ورحمه لأن الإنسان موقف ما هو طق حكي ومنسف ورز ولحمه ، وحضري حالك على شان ترافقيني بالسّفر ونودّع عيشة الفاقه والطّفر والله الرّزاق وبيعطي مين سعى ومين صبر…= يا أبو صابر أنا من هالبلاد ما بهاجر لأن روحي مزروعه فيها مثل الزّيتون والقناطر …= طول عمرِك وجه فقر وأنا عليكي صابر ومقهور منّك قهر …= يا رجال عيشة القهر أحسن من العيشه غريب في بلاد الخواجات تُكنس شوارعهم وتعيش على الإعانات ، في بلاد الغربه بتعيش وحيد ومقطوع ورايح تندم وتقول ما أحلا القعده تحت الزّيتونه حتى مع الجوع …= هذا صايره يا إم صابر وطنيّه وما ناقص غير تقفي وتُخطبي في الناس عن القضيّه ، يا إم صابر بقول حضري حالك وحطّي الأغراض الضّروريّة في حِزمات .. ع شان ناوي أهاجر لبلاد الخواجات ، ونبعد عن الهم والغم وشملنا مع العيشة الكريمة يلتم ، بيقولوا إنه عندهم إحترام للإنسان والكل ماخد حقّه بالقسط والميزان وما بتعامله الحكومة مثل الحيوان …= لكن يا أبو صابر كيف بهون عليك تتخلّى عن وطنك وعزوتك وسندك …= يا مستورة طول عمرنا بنغني للوطن وما لقينا غير التعاسة والمحن وجور القوى وسمّة البد ن ، وبنقول الوحدة وصابرين عالشّده لكن طال العذاب وطالت المُدّه ، حياتنا كلها شعارات وما شفنا غير الهزايم والنّكسات والزعيق والتّحقيق والسجون والمعتقلات ، الحكّام عايشين في واد والشعب في واد والفقر ضارب أطنابه وبيقولوا الرّزق على رب العباد ، وللي بيقول كلمة الحق بتندق رقبته دق …= طيّب لو هاجرنا لبلاد برّة هاد إذا وصلنا بالسّلامة وما غرقنا بالبحر وأكلتنا النّدامة شو ناوي تشتغل يا رجال وإنت ما بتعرف ترطن بكلامهم ولا علامك مثل علامهم …= يا ستّي بشتغل أي شغلة لأنّه عندهم ما في واسطة والحكومة بتعطي تأمين وبتوفّر عيشة محترمة لكل المواطنين قال بقولوا عليهم انهم كفار صدقيني مشايخنا أغلبهم ما بيفرق بين الفقّوس والخيار وحتى بين البغل من الحمار ..= وأكيد رايح تلبس متل لبسهم وتتخلّى عن القُنْباز والحطّة وتلبس برنيطة مع ربطة وتصير تتقمّز متل البطّة …= أي أنا عارف لويش انتي ما بدّك نسافر .. أكيد بتغاري من نسوانهم أو ع شان مش قادرة تفارقي جاراتك كل يوم طق حكي وقال وقُلنا من الصّباح للرّباح . لأن نسوان الناس برّة ما عندهم هالعادة وكل وحدة منهم بتشتغل مثل جوزها وزيادة ، وبتقابله بابتسامة آخر النهار مش لاوية بوزها ومنكدة عليه الدار ، ولا تنسي انّو خالي موجود في هديك لبلاد .. أكيد رايح يستقبلنا ويقوم بالواجب على شان إحنا أهل وقرايب ، والمثل بيقول ثلثين الولد لخالو وفي بيت خالو بشوف دلاله …= يا أبو صابر النّاس في بلاد برّة ساكنين في شُقق صغيرة وكل واحد حِمله على قدّه يعني ما في عندهم مثل عاداتنا عزايم وولايم وأغلب أكلهم برّه البيت في المطاعم ، يا إم صابر أنا قرّرت وما في رجعة بكلامي وواجب عليكي طاعتي وإحترامي ، ولا تنسي تاخدي معك الصّاج لعمل الشراك على شان المسخّن لإنك عارفة انّي بحترم المسخّن وما بقدر إستغني عنّو لأنّه في بلاد الخواجات ما في مِنّه …= قال الصّاج قال ما ناقص غير تقول خدي معك الطّابون وشوال قُطّين مع زبيب وتنكة زيتون …= اآااه ومالو خدي معاكي كمان مفتول وعشر كيلو حمّص ومثلهم فول وكيس ملوخيّة وللشاي حزمة ميرميّة …= لكن أنا سمعت ان هذه الأغراض بياخدوها وممنوع تفوت معانا …= يعني ممنوع إيفوت الصّاج والملوخيّة وإنتي عارفة قديش بحبها . أي أجَتْ منهم ما أجت منّي وما بدّي إياهم وايحلّوا عنّي . وعليّ الطلاق ما أنا مسافر وخسارة فيهم أكون عندهم ، يعني بِدْهم أقضيها على الهمبرجر وأكل المسخرة وأنا بعشق ريحة الطّبيخ في الطّنجرة وقدْحِةْ الثّوم فوق الملوخيّه والبصل فوق المجدّرة ، أي صدقيني أفطر كل يوم زيت وزعتر ورغيف طابون محمّر ومقمّر وأسمع ديك جاري أبو عوّاد أحسن من كل هديك لبلاد .. أعيش غريب في وطني ومبهدل وصايم أحسن ما أكنُس شوارع الخواجات وأجلي صحونهم في المطاعم ، وعنّك يا هل وطن ما في رواح وإن طال الليل علينا وزادت لجراح، لأن ورا كل ظل في شمعه مضويه والفجر رايح ايشقشق وننعم بالحرّيه …=والمثل بيقول يا أبو صابر ( اللي بيطلع من داره بينقل مقداره )…= معك حق يا إم صابر وهلحين قومي وإعملي برّاد شاي عالحطب وكلامك موزون وصافي مثل الذّهب … مزروعين فيك يا وطن ..
عاد أبو صابر إلى بيته يحمل معه ضُمّة كبيرة من البقدونس وأخرى من الفجل وكيس به ليمون وآخر ثوم وآخر حمُّص إستقبلته زوجته على الباب بالإبتسام والتّرحاب متعجّبة من الكميّة الكبيرة للأغراض التي أحضرها معه من السّوق قائلة ../ يعطيك العافيه يا أبو صابر لويش كل هل حاجات والمحتاجات يمكن الحرب بدها إتقوم ولا داخلين على شهر الصّوم ../ أسكتي يا فهمانه البلد قايمه قاعده ومقلوبه والنّاس خايفه ومن عقلها مسلوبه والكل حايص لايص من هذا المرض الملعون الشّر برّا وبعيد إللي أسمو لكرونا كل ما بيقولو عن حاجه بتنفع دوا بيزيد سعرها . كأنها عروس مزيونه بيغلّو مهرها . والجوهره المكنونه بيرتفع قدرها ../ معك حق يا أبو صابر لكن الاحتياط واجب وإعمل بنصيحة الجارات والحبايب والمثل بيقول خود من عبدالله واتوكل على ألله إسمع تقلّك جارتنا إم أحمد قالت إنّو اليانسون أحسن دوا للكرونا وإم عيد قالت لا يانسون ولا كمّون أحسن حاجه إكليل الجبل بينفع دوا للكرونا وحتّى الهبل وإم خليل قالت أحسن إشي الجنزبيل لإنه بينفع لكل مرض وبيشفي العليل وإم فهمي قالت ما بينفع في هيك مرض غير الدّعاء لأنها سمعت شيخ الجّامع بيقول عليكم بالدّعاء لأنّ فيه الشّفاء .. / خلص بيكفي يا إم صابر وبلاش قال وقلنا ما إنتي عارفه إنها بلادنا بلاد الإشاعه وبينشرو فيها الخبر مثل الإذاعه وبيعملو من الحبّه قُبّه قال دعاء قال أي ما إلنا سبعين سنه بندعي على الأعداء وما صارلهم حاجه وبيبيضو وبفقسو وبياكلو من غلّتنا مثل الجاجه وصدقيني النّاس كمان شوي يمكن يعملو حجابات تتعلّق في الرقبه للحمايه من لكرونا . وايقولو هذا لحجاب شغل إبن ميمونه العالم العلاّمه والبحر الفهّامه . أنا طول الليل كنت أفكّر في الموضوع ولقيت الحل وانشا الله يعجب الكُل وهوّه بالخلطه السّريه للشفا من المرض وبدّي اتساعديني وبكتم السّر توعديني../ قول يا أبو صابر سرّك في قاع بير شو هو الدّوا والخلطه السّريه إلي بتقول عنها …/ أيوه بدّي أقول . والسّعد رايح يهل علينا بالعرض والطّول . والمثل بيقول أكل العيش بحب الخفيّه . والإيد العاطله كسلانه ورديّه . وفي هالبلد الشّاطر بشطارتو وكل واحد بيدير بالو على حلالو وحمارتو وأنا كمان ناوي أنزّل دوا عالسّوق وأخلّص النّاس من هذا الخازوق . ورايح أنشر الخبر على الفيس بوك وطبعا إنتي مثل وكالة أنباء أنشريه على الجارات . حتّى ينتشر بكل الحارات . ومن جاره لجاره بيلف مثل الفرّاره ومن دار لدار بتنتقل الأخبار ../ لكن قولي شو هو هذا الدّوا العجيب اللي بيغني الواحد عن الحكمه والطبيب ../ يا ستي هذا سر من الأسرار ومثل ما قلتلك لا تخلّي يطلع خارج الدار . الدّوا هو بقدونس مفروم معاه ثوم مطحون وعصير ليمون إبنخلطهم مع بعض ../ لكن يا أبو صابر هذه الخلطه اللي بتقول عنها هي تتبيلة الفول ../ أنا ما خلّصت كلامي يا فهمانه كمان لازم ينحط عليهم الفجل لأنها المرحومه إمّي كانت إتحطّ على روسنا كاز وتطعمنا فجل وتقول هذا دوا للقمل والسّر هو في الفجل لأنّه حرّاق وبفيد مثل التّرياق وهالحين قومي إنقعي الحمّص وحضري الأغراض اللي جبتهم على شان نعمل الخلطه مع الحمّص المطحون . وإيكثّر خيرك وأنا منّك ممنون…/ لكن يا أبو صابر هذي صارت عجينة فلافل …/ أيوه فلافل يا فهمانه أنا قلتلك السر هو بالفجل لأنّي رايح أحطّو بالخلطه ورايح أعمل في أول الشارع بسطه وأبيع فلافل علاج للكرونا حبّه الصبح عالرّيق وحبّه الظّهر وحبّه قبل النّوم وأكتب قارمه كبيره مكتوب عليها فلافلكو أبو صابر علاج للكرونا إستعملوه ورايحين ترقصو وإتغنّو عالادلعونا و تشوفي النّاس واقفين بالطّابور عالصّفين لحتّى يشترو وهمّه فرحانين …/ قال فلافل قال صدّقني كلامك ما بيفوت العقل حتّى لو حطّيت عليها بهار وفجل ../ ومالها الفلافل يا فهمانه عبد العاطي عمل علاج من الكفته صُباع كفته بيشفي من مرض الكبد وصارلو طنّه ورنّه . وسيطو إنتشر مثل خناقه بين الحماه والكنّه . وما في حد أحسن من حد ولكل سؤال في جواب ورد .. وعمار يا بلد ..
حسّون بيغنّي عالشّجر موّال طربان في زمن خربان ما بيدري شو هي الأحوال مهي القصّه صارت معروفه للكل ضاع الوطن وزادت المحن حصار ومهانه مع ذل وما عاد في إشي جديد تينقال اللي قبّع قبّع واللي ربّع ربّع واللي بتجوز إمّي هو عمّي والشّمس ما بتتغطّى بغُربال الكل نايم نوم العوافي ما دام الكرش مليان والجيب دافي واللبس فرنجي والحال برنجي وعال العال لويش البُكا والزعيق مهي المفاوضات ماشيه مع التّنسيق وكل من صبر نال والعجله من الشيطان خطوه خطوه بالقيراط والميزان وكبير السّيرك مثل الأراجوز صال وجال في كل عُرس إلو قُرص مثل رقّاصه مع خلخال مهو أبو المفهوميّه حامل عكتافو القضيّه من أجيال شكرا يا كبارنا منكم ممنون بيكفي فشر وضحك على الذقون الغلب صار عالقلب جبال يا ناطرين الفرج وكل مين صبر سوق الحلاوه جبر وتعب الحال قول مية قرن أو ميتين تيبيض الديك ويولد التّيس عنزتين وترقد المي في الكُربال بهمّة الفهمانين راح نرجع لورا ونوكل العلقم والشوك مع الخرا إذا بقي الحال على هل مِنوال وحسّون بيغني عالشجر موّال ..
مللتُ التّرحال وهجرت رُبوعي وترجلتُ عن حصان أمانيّ وطويتُ قلوعي لم أعد ربّان السّفين ولا فارس العاشقين وها أنذا أعلن رجوعي أبحث عن ذاتي في عمق ذاتي فتحت بابي لم أجد غير عذابي وذكرياتي وطلاسم ممزوجةً بأحرف حكاياتي وبعض الأشلاء تعوم في بحر من دموعي قالوا ان ليل العاشق نهار والحبّ من حوله جداول وأنهار والعطر ابتسامات وأزهار والقبل لهيب نار على نار على نار والعناق يلف الرّوح كإعصار والكلمات مطرّزات بقطر النّدى وعطاء الماء يزيد الرّوض اخضرار لماذا كل شيء تلاشى عبر المدى وصوتي قد صار مبحوحا لم يعد له صدى حتى شبحي من البعد قد بدا يئن من وجع سنيني تائه لخضوعي كسنديانة أنا نخرها السوس لم يعد بها ملامح لا جذر ولا ساق ولا للغد إشتياق من قال ان الحب لقاء وافتراق ونعيم وعذاب وإحتراق ما عدت أميز بين الأشياء غادرني الحبّ منذ زمن ولم يعد بيننا تلاق مزّقت كل حكاياتي وأطفأت شموعي ..