بشوفك يا أبو صابر ربّيت لحيتك واشتريت دشداشه مع طاقيّه ومسبحه خير يا زلمه شو ناوي اتحج السّنه …- لا يا إم صابر ناوي أشتغل في التجاره والدّشداشه وتوابعها عدّه لزوم الشّغل …- الله يوفقك ويجعل طريقك خضره شو ناوي تشتري وتبيع …- يا ستّي ناوي أشتغل في الزّيت لانّو موسم الزيت قرّب وبدّي أبيع بسعر أرخص من السّوق لحتى الفقره يوكلو وكلّو بثوابو …- يعني بِدّك تبيع من غير مربح …- لا أكيد رايح أربح حتى أكثر من غيري والطريقه هي كل عشرين تنكه بعملهم ثلاثين والمثل بيقول التجاره فهلوه وشطاره …- لكن كيف بصيرو ثلاثين أي هو الزيت ببيض وبفقّس …- الطريقه يا فهمانه إنّي رايح أخلط مع زيت الزيتون زيت قلي يعني زيت مع زيت وكلّو عند العرب قطّين والناس بترغب بالسّعر الرّخيص …- لكن هاذا غش يا أبو صابر …- لا غش ولا حاجه أي صدقيني إنّو ما رايح يفرق مع الناس …-لكن كيف بِدّك تقنع الناس إنّو زيت بلدي …- بسيطه بدهن على رقبتي زيت زيتون وكل مشتري بحلف وبقول على رقبتي زيت زيتون أصلي وبهيك بكون صادق وببيع …- لكن هاذا العمل غش وحرام والتجاره صدق وأمانه …- زمن الأمانه ولاّ وراح واحنا اليوم عايشين في غابه والّي ما هو سبع بتوكلو لِسباع وهذي دعايه للجميع – إشترو زيت من أبو صابر ومع كل تنكه هديّه كمشة قطّين والله الموفق والمعين …!!
يلبسني الشّوق وشاحاً وأمتطي صهوة الإصرار كيف الوصول إليكِ وألف حاجزٍ حواليكِ وجدار أبحرَتْ في شراييني الكلمات وأباحت ما خفي من الأسرار الأرض عطشى والأمطارمعلّقة على مشجب الإنتظار والقيد في معصمي والحديد لا يلين إلاّ بالنّار هنالك ميناءٌ في الجانب الآخر لكنّ الرّبان أبى الإبحار قال إنّ السّفر ممنوعٌ بفرمانٍ وقرار وإنّ عودة الربيع لا يكون إلاّ بالحوار لا تحزني يا مدينة الزّيتون والقناطر يا مدينة الثّوار والأحرار لا تلومي من باعوا كرامتهم وعشقوا الذُّل والتبعيَّة والإنكسار قد ذبلت الورودُ على شرفاتك وما عادت تتفتَّح الأزهار سيعود الرّبيع يوماً بعد شتاءٍ ويعلن الفرحة والإنتصار ..