حَسَبْ وَنَسَبْ ..
يوليو 29, 2016قالوا لي إنَّكَ عَبْدُ القَبيلَه
هذا قَدَرُكَ وَما لَكَ باليَدِ حيلَه .
جَدُّكَ كانَ فارِس الفُرْسان
حينَ يَمْتَطي صَهْوَةَ جَواده
لا يُشَقّ لَهُ عَنانُ
على شَنَباتِهِ يَقْفُ الصَّقْر
مُطاعٌ وَكَلِماتهُ أمْر
وشَعْرُهُ مَعْقوصٌ بِجَديلَةٍ .
ضَرْبَةُ سَيْفِهِ تَشُقُّ الرّياح
تَهْتَزُّ مِنْهُ الجِبالُ والبِطاح
تَضَعُ الحامِلُ حَمْلَها إذا صاح
يَطْرَبُ لأنين خَصْمِهِ وَعَويلَه .
يَغيرُ عَلى الرُّكْبان والقَوافِل
تَهابُ مِنْهُ العُرْبانُ والقَبائِل
يَقْتُلُ الأعْداءَ ويَسْبي النِّساء
تَزَوَّجَ بِعَشْرٍ قَبْلَ رَحيلَه .
دَليلُهُ نَجْمُ سُهَيْلٍ والقَمَر
قَطيعُهُ مِنَ الإبِلِ على مَدّ البَصَر
وَمِنَ الخَيْلِ وَالخِرافِ وَكَذا نَخيلَه .
أنْتَ إبْنُ فُلانٍ وفُلانٌ ذو حَسَب
لَسْتَ كَباقي الخَلْقِ في النَّسَب
أنْتَ إبْنُ أصْلٍ وفَصْلٍ وَعيلَه .
عَجَباً كَيْفَ يَكونُ هذا وَالكُلُّ مِنْ آدم
وَما النّاسُ إلاّ كَالزَّهْرِ في الخَميلَه .
لِكُلٍ لَوْنُهُ وَعِطْرُهُ وجَمالهُ
وَما الفَضْلُ إلاّ لِذو نَفْسٍ نَبيلَه .
كِيْفَ يِكونُ التَّقَدُّمُ وَنَحْنُ نَعْبُدُ الذات
وَنَعيشُ في قَوْقَعَة الماضي وَنُصَلّيلَهْ .
كَمْ خَفَقَ الفُؤادُ لِبلالٍ وَهُوَ يُؤَذِّن
وَخَشَعَتْ النُّفوسُ مِنْ تَراتيلَه .
لَمْ نَتَعَلَّمْ مِنَ الشُّعوبِ كَيْفَ تَكونُ الحَياةُ
بالحُبِّ وَالاخاءِ والعَطاءِ تَكونُ الفَضيلَه ..