غُربه ..

غريبٌ أنا في عالم عجيب ..
أهُوَ اختيارٌ أم قسمة ونصيب
هذا اليوم ضَيَّعتُ ذاتي
وسَكَنَتْ في المدينة حركاتي
لا أعلم كيف ولماذا ؟
لكنَّ ما كان
أن هدأت جميع نزواتي
حَمَلتُ حطامي مكابرا
قدماي ترتجف من كثرة أوزاري
تئنُّ من ثقل الحمل وتأبى المسير
لكنَّ ما عانها بقيَّة من إصراري
كلُّ العيون كانت تراقبني
تنشر  قصصي وأخباري
كأنّي الوحيد في هذا الكون
ويلفُّ الأشياء إعصاري
والكون صقيع واسع المدى
والكل يسعى ليتدفَّئ بناري
الرَّكب فاتني
وطريقي صحراء بلا ماء
لفَّتني دمعة بحجم غيمة
تروي ظمئي وتحتضن أفكاري
هي مشوشة كما أنا
تاهت في الطرقات والحواري
حين أسدل الليل ليله
امتد حتى طال نهاري
كل الطرقات أشواك
ولم يعد بجعبتي أيّ من الأشواق
محتها الذاكرة كأنّها تريد اختباري
هذا اليوم قد مضى والغد كالأمس
لا فرق بين أن أصْبح أو أُمسي
لا جديد في الأفق
وإن طال انتظاري
إهدئي يا نفس ما العمر إلا لحظة
وما يبقى غير الذكرى
وبعضٌ من أشعاري **