أيْقظني طيْفُك في ليلةٍ قمريّة قال ما بالك هلْ نسيت سحري قلتُ معاذ الله لكن لي غريم تحدّاني في الشّوق واغتال فكري قلت له رويدك فهي لي حبيبة قال إسالها هل تريدُ العوم في بحرك أم بحري قلتُ سأكتب قصائدي عى صدرها بقلمي صاح واحتجَّ وتحدّاني ثغري قال أُريدُ تغير النّظام تمرّد وخرج عن طاعتي وأمري أعلنها حربا سلاحهُ الشّوقُ قال أنت بفنون الحرب لا تدري أنا القلمُ الآن وأنا ظمآن للحسان والجمال ابيع عمري سأريك فنون الكتابة والبلاغة وكذا بياني وعُنفواني وسحري سأخط ُّالكلمات بكلّ الخُطوط كم انتظرتُ قدْ عيل صبري اترُكني إنْ كنت تخشى الملامة إلى منْ تحفظ بياني وقدْري وتقدِّرُ الأشياء وفنون القتال بين صدٍّ وردٍّ وحسابٍ وجبر هي قمري وكمْ للقاء انتظرتُ انا لها تقلدتُ سيفي وامتطيتُ مُهري ساكتبُ المعلقات على نهدها هنالك ربيعي وجدولٌ رقراقُ يجري سأرتشفُ الحُبَّ قطرةً قطره واقيمُ معبداً للحُب العُذري به صلاتي ونُسكي وحياتي وفي الختام يكونُ مرقدي وقبري ..
احمد فؤاد نجم ( الفاجومي ) بمناسبة مرور عام على رحيله ..
الليلُ ظلامٌ وعويلٌ وبُكاء ووادُ النّيل حزينٌ لوداعِ أشرف الشّعراء انت يا نجمُ من أنار درب المحرومين بالضّياء وزرع الأمل بالنفوس بدل الشّقاء كم صدحتَ وشكوتَ أوجاع المهمّشين والفقراء ما شفعَتْ شكواك ولا حتى طولُ الرّجاء وما نفع مع السّلاطين قول حق أو هجاء أبوابهم دائماً موصدةٌ وآذانهم ما تعوّدت الاّ الثّناء نظمتَ أيّها النّجم والشيخ ردّد على أوتار عوده تراتيلُ طافت الارض والسّماء رَبُّ الشّعر أنت وحادي الدّرب وأمير القافية والحِداء كم عانيتَ وسُجنتَ وتعذّبتَ لِقصائدك العصماء أنت في القلب مدى الأيّام لك الرحمة من الرحمن الرّحيم وحُسن لقاء ..
النّاعورة تئنُّ من الأحمال لكن الماء ذاهبٌ الى حديقة الوالي ومسبحه ونوافيره وشلالاته التي يقضي بجوارها معظم الوقت ، يتأملها وهو في غاية السعادة لا يعنيه شيئ آخر من أحوال المواطنين أو البلد لأن عيون العسكر مفتوحة والمخبرين يقومون بواجبهم بأحسن وجه ، غير مجموعة من الشباب المخربين والمتآمرين على الوالي واستقرار الوطن والذين ينادون بالحرية والديموقراطية والعدالة ، مولانا لا يحب الحرية لأنها تعني بالنسبة اليه الانحلال ولا يحب الديموقراطية لأنها تعني النميمة وطق الحكي أما العدالة فلكل انسان رزقه المكتوب ، كان يطل كل أسبوع من شرفة قصره ينظر الى الجماهير المحتشدة يلوح لهم بيديه وهم يهتفون له ، نعم كانوا مرغمين على الحضور والهتاف فمن يُخالف ينال العقاب ، مولانا كان يتفضّل على الحشود ببعض الكلمات يعدهم بالخير الكثير ويحثّهم على العمل ومحاربة المخرّبين والمتآمرين والاستعمار والطامعين ويعدهم بمناصرة القضيّة والعمل لأجل الوحدة العربية ، مولانا يُحب الفن والفنون وتقام الاحتفالات والعارضات في كل المناسبات من رقص وفقس على أنغام – بكتب اسمك يا بلادي عالشمس ال ما بتغيب – مولانا لا يعلم أن القشرة الارضية هي عبارة عن صفائح تتحرك باستمرار ، وهو لا يعلم أن بلاده فوق بركان مليئ بالحمم كلما زاد الضغط يقترب موعد الانفجار ويطهّر الارض اذا ما أمطر، انا أحبُّك مولانا لكنّي أحب الحريّه أكثر …
مُسافرٌ عبر نفقٍ طويل يحملُ على كاهله أوزار السّنين وجراحٌ في القلب من الغاصبين ومن تخلّوا عنه من المقرّّبين ، وبعض الذّكريات لحكايات جدِّه في ليالي الشتاء قبل أن يكون الرّحيل ويعمّ البلاء .. كانت الرّياح تعصف في الخيمة المثقوبة وكوخ صغيرٌ بجوارها يئنّ من الصّقيع وفي رقبته يتدلّى مفتاح قديم نخرته السّنين ورثه عن جدّه حين أوصاه بان يحافظ عليه وكوفيَّة معطّرة برائحة والده وتراب الوطن الحزين ، أمّا والده فقد استشهد مع بعض شباب القرية حينما كانوا يدافعون عنها بأسلحة بدائيّة أمام عصابات المحتلين المدعومة من الانتداب البريطاني اللعين ، كم انتظروا جيش الانقاذ العربي لكن دون جواب فتبدّد حلمهم وصار كالسّراب .. أكواخ وبيوت المخيم متلاصقة وشوارعه ضيّقة تسير بها وكانّك في متاهة ، السكان يعرفون بعضهم ان لم يكن بالاسم فبرقم المنزل ، كلّ شيئ هنا بالأرقام من بطاقه التّموين الى الأزقة والأكواخ وحتّى البطاطين وأعداد الشّهداء والمعتقلين والانتظار أيّام وشهور وسنين . رائحة الغاز تملؤ الجوّ والغاز يتسرّب عبر ألواح الصفيح التي تسقف الأكواخ وأشباه المنازل وأصوات الرّصاص آتية من مدخل المخيّم هذا يوم آخر كباقي الأيام ، شباب ملثّمون يجوبون الأزقّة والحاج عواد يسعل ويتمتم ( ما ضاع حق وراه مطالب ) هتف أحدهم موجها كلامه لجندي في جيب عسكري – لا لن تمرّوا..ألحجارة كانت كالمطر تنهال على الجيب والرّصاص يشق طريقه يبحث عن شهيد جديد ، أعراس الشّهداء تتكرّر كلّ حين في المخيّم .. خرج أبو ثائر ليطمئنّ عن ابنه كان بين الشّباب يقومون بالواجب ،جاءت رصاصة اخترقت صدر أبو ثائر حيث سقط ليعانق الأرض ينزف ليرسم بدمائه خارطة للوطن ، أسرع الشّباب اليه لاسعافه ، كان ينظر الى ابنه وعيونه تقول – لا تساوم لا تتنازل عن حقّك ، عليك أن تقاوم ، بيت جدِّك يناديك هنالك عرق أجدادك يا ولدي ، لا تساوم لن يموت شعب يناضل ويقاوم ،تناول أبو ثائر المفتاح المعلّق برقبته وناوله لابنه وهو يهمس – دير بالك عليه لا تفرِّط فيه ما ضاع حق وراه مطالب ، هذه وصيّة جدّك واذا لم يتحقّق حلمك أوصي ابنك من بعدك ، نظر الى الشباب وفارق الحياة مبتسما ..
وإن اغتالكَ جُند الاحتلال الأوغاد أنت ما زلت بين العين والعين زِياد تزرع الزّيتون وتقاوم الغاصب وهم يزرعون الكراهية والموت والأحقاد روحك الطاهرة ستبقى تُنادي هذا زيتوني وهذه أرضي بها رائحة الأجداد ألواحُ الصبّار والقناطر تقول هذا هي لنا كنعانيّة قبل ثمود وعاد ما كان للقطاء بها حق وان زوّروا التاريخ وكبّلوا الأحرار بالأصفاد نم قرير العين فارس المقاومة مع النّصر والحرّية حتماً سيكون لنا ميعاد ..
بيقول المثل من يوم ما انخلقتي يا هالزبيبه وانتي في قفاكي هالعوده ، وبيقول كمان أجت الحزينه تفرح ما لقيت لها مطرح …- وشو مناسبة هالأمثال يا أبو صابر …- يا ام صابر خُليني أفش خلقي هاذ يا ستي السَّنه الماضيه كان سعر البندوره عالي كثير ومِثل ما بيقولوا كانت في عباب العرايس أي صدقيني كان الواحد اذا بدّه ايزور مريض كان ياخذ معاه زِرّين بندوره طلِّه من غلاوتها وسعرها المرتفع …- وفكرك يا أبو صابر ليش كان سعرها غالي …- يا ستّي لأنها كانت شحيحه يعني قليله في السّوق والسوق عرض وطلب وعلى شان كانت قليله كان سعرها غالي وأنا قلت في عقل بالي بداية السّنه لازم تزرع بندوره يا أبو صابر وهاذ اللي صار ، حرثت الأرض وزرعت وسقيت وحطّيت سماد ولما طرحت المحصول لقيت سعرها هابط يعني رخيصه ولا تسأليني ليش لأن السّبب كل الناس والمزارعين زرعوا بندوره وصارت متوفره في السوق مثل التراب ونزل سعرها حتى صارت ما تغطي كُلفتها يعني ضاع تعبي وعوضي على الله …- يا أبو صابر لو كان في تخطيط وتوجيه من وزاره الزراعه والارشاد الزراعي وتثقيف للمزارعين ما كانت هذي المشكله ، لكن الوزاره في واد والناس في واد ثاني ، كل حاجه بالدنيا عايزه تخطيط ودراسه وعمل جدوى اقتصاديه على شان هيك في دول متقدمه ودول فقيره لأن الدول الفقيره ماخذه الأمور سَبَهْلَلِهْ والحال عندهم سايب لأن كبيرهم عايب …- مَعِك حق يا ام صابر مهو حال البلد مايل والكل من الهم شايل لكن بنصحك بلاش تحكي بالسياسه لأن الحيطان الها ودان بلاش اتروحي في سين وجيم ويقولوا عنك اخوان …- ايقولوا شو ما ايقولوا يعني اللي بيقول الحق لازم يلتق …- هذا درس لازم أتعلمه وأستفيد مِنّه يا ام صابر ، والمثل بيقول قبل ما تغيص قيس ، واعملي هالحين قلاّيِة بندوره للعشى وبطلب من كل الخلق يعملوا الليله قلايه على شان سعر البندوره يرتفع بالعالي وأغني ميجنا ويا هُمَّ لالي … سلامتكم