حُبٌ وَكَلِماتْ ..
يونيو 19, 20140 views
لا تبحثي عنّي لأنّي أُحَلّقُ بيْنَ النّجوم والمَجَرّات
أرَتّلُ تَرانيمَ العاشِقينَ في تعبّدٍ وصَلاة
أبحثُ عَن أميرَتي في كلّ المَحَطّات
حَيثُ لا حُدودٌ ولا سُدودٌ ولا مَسافات
ألزّمَنُ هُنا بِلا زمَنٍ وأوْقات
والحُبّ سَرْمَديٌّ فوق المَقاييسِ والقَواميسِ والكَلِمات
يَكفي أنْ تقرَئيهِ بِالوَما والنّظرات
أنْتِ لا تُدركينَ ما الحُبّ لأنّّ الحُبّ ليسَ بَعضُ الحَرَكات
أوْ كُحُلٌ في العَينِ وتسْبيلٌ وهَمَسات
و فُسْتانٌ جَميلٌ يُلبَسُ في المُناسَبات
أوْ بُكاءٌ على الأطلالِ وشَكْوى وأهات
الحُبّ أصْلُ الوُجودِ هُوَ الخَلْقُ والرّوحُ لِلحَياة
بِالعَطاءِ دَوْماً يَجودُ وَلمْ يَكُنْ يَوْماً نَزَوات
أنْتِ صَغيرَةٌ عَلى حُبّي وَيكْفيني مِنْكِ ما فات
حَبيبَتي ليْسَتْ كَباقي الجَميلات
هِيَ أميرَةٌ على كُلّ النّساءِ والفاتِنات
روحُها تَسْمو بِمَحاسِنِ الصِّفات
هِيَ إسْتِثناءٌ لِما كانَ وَما هُوَ آت
ثوبُها مُطرّزٌ بِحَكاوي الأجْدادِ وَالجَدّات
خُيوطُهُ مِنْ خُيوطِ الشَّمْسِ والحَريرِ والنَّجَمات
مَرْسومٌ عَليْهِ خارِطَة الوَطنِ مَعَ البُيوتِ والحارات
وَقُلوبٌ وَصِبْيَةٌ يَلْعَبونَ بِالسّاحات
شعرُها كاللّيل يَحضُنُ دفئ الأمْسِيات
عِطرُها شذى الحَنّون يُزيّنُ الرّوضَ والطّرُقات
وجْهُها إشراقة ُبَدرٍ في اللّيالي الحالِكات
لوْنُها مِنْ تُرابِ الأرضِ أصْلُ الكائِنات
حَديثُها صَوْتُ قيثارَةٍ تَصْدَحُ بالنّغَمات
ضِحْكتُها تَغْريدُ عَنْدَلٍ وَصَوْتُ جَدْوَلٍ وَنايات
عَيْناها رَبيعُ بِلادي تَرْقُصُ مِنْ حَوْلِهِ الفَراشات
رِمْشها كَالسَّيْفِ يّحْرُسُ العُيونَ وَالوَجَنات
سِحْرُها إشراقةٌ مِعَوَلٍ وَفَلاّحٍ يَزْرَعُ الأرْضَ جَنّات
ثَغرُها حَبّاتُ العِنَبِ تَقْطُرُ نَبيذاً يَمْلؤ الكاسات
صَدْرُها هِضابُ مَرْمَر شامِخات
قدُّها غُصْنُ رُمّان يَتمايَلُ مَعَ النَّسَمات
خَطوُها غزالُ المَها يَخْتالُ في الخَطوات
رِضابُها شَهْدُ الشّهْدِ غِذاءُ المَلِكات
وَما بّقيَ مِنْها فَوْقَ كُلِّ الوَصْفِ وَالعِبارات
عِنْدَما أُعْطيها تَقولُ يا حَبيبَ القَلبِ هات
هذِهِ حَبيبَتي عُذراً إنْ قَصَّرْتُ بِوَصْفِها
لأنّها أرْوَعُ مِنْ كُلّ الكَلِمات ….
أضف تعليقك