ألفارس الأسمر
نوفمبر 20, 20120 views
حتماً سيعودٌ ذلكَ الفارسُ الأسمرُ محملاً بالأشواقْ . يحملُ على مِنكبيهِ مِعولهُ ومنجلهُ ليشقَّ الأرضَ لأنَّهُ يحنُّ إلى يوم التّلاقْ . سنينُ الغربةِ لمْ تُجْدِهِ نفعاً بلْ زادتْ في بُعدهِ حُباً ولوعة واحتراقْ . لم يَجِدْ في الغربةِ غير الجوع والخنوع والتَّشريدِ والنِّفاقْ . وليالي حمراءَ كلها ضياعٌ ومتاعٌ وعِناقْ . وأعمالٌ شاقّةٌ وناسٌ بلا قلبٍ أو إشفاقْ . كم اشتاق إلى موْقدِ الحطب وحبيبتهُ نجوى وأمسياتُ السَّلوى والحلفُ بالطلاق . يتخاصمونَ حيناً وفي أغلبِ الأوقاتِ هُم في وفاقْ …- لكنْ لماذا غادرتَ يا هذا أرض الوطنْ . وهِمتَ في القارّات تبحثُ عن عدنْ . وتلوم الأيام وتعتب على الحظ والزَّمنْ . لماذا ودَّعتَ المأساة إلى حُضنِ المِحنْ …- لا تلومني يا أخي فأنا تعلمت . وحتّى منَ الجامعةِ تخرَّجتْ . كمْ أُحبّ بلادي ونفسي لها ولعطائِها نَذرتْ . وبحثتُ كثيراً عنْ عملٍ حتّى أنّني إسْتجديتْ . لكنْ غير الصَّد والبطالةِ والمهانةِ ما لقيتْ . وحلمتُ كثيراً وتمنَّيتْ . أضافوني إلى أرقام البطالة حتّى ساءتْ بي الحاله . جُعْتُ في بلدي وبالوطنيّة كفرْتْ . آااهٍ يا وجعي كم على مصير هذا الوطن وفي غربتي بكيتْ . قِلّة يعبثون بهِ كريشةٍ في مهبّ الريح . وهوَ يصرُخ منْ هوْلِ الألم مفجوعٌ جريحْ . كل الآذانِ أصبحت مُغلقة مثل الأفواه إنْ شكتْ أوْ تحرَّكتْ بِحاجةٍ إلى تصريح . كمْ أنتَ مظلومٌ يا وطني وكمْ أنتَ قذِرٌ يا ظالمي ووقحٌ وقبيحْ . عُدْتُ حتّى أطلب حقّي بالحياه وأتمرَّد على قيدي وحيرتيْ . هذهِ أرضي أنا وطني بيتي وديرَتي . سأشقُّ الأرضَ بِمعْولي وأزرع الأملْ . فأنا أعشق مَع الحياةِ العَملْ . لمْ أعُدْ أحنُّ إلى المقهى وأحزَنُ إن إنتابني بعضُ الكسلْ . قطارُ الحضارةِ يسير وأينَ نحنُ منْ تقرير المصير . خُبزُنا مُستورد حتّى الدّواء والحصيرْ . آااه يا وجَعي أتسائل متى سيُعلنُ النَّفيرْ . ونكون شيئا بينَ الإُمم إلى المجدِ والعلياءِ نَطيرْ . رُبَّما بعدَ قرونٍ حينَ نُطلقُ الاتكاليةِ ويَكون الحاكم للشعب نَصيرْ …
نشرت في جريدة القدس بتاريخ 17/10/2014
أناقة مكان .. وأناقة حرف
حباكـ ربي بالأكثر
كل الشكــــــــــــر
أضف تعليقك