أرض الدّيار
يناير 10, 20120 views
شقشقَ الفجرُ
وأشرَقتِ الشّمسُ على أرض ِالدّيار
تبسّمَ الوالي وقالَ
حمدا ًللأصدقاءِ وجَيشي َألمِغوار
ورجالُ الامن ِ
ومَن يَقبضُ بالدّولار
ما عادَت المَشاكلُ مُنذ ُزَمن
والكرسيّ مَحفوظ ٌمنَ النّوائِبِ والأخطار
جلسَ مَزهُوا ًفي حَديقةِ القصرِ بَينَ الأزهار
قالَ آتوني بِقهوةِ الصّباح
وقائِمَة الأخبار
هذا أوّلُ سَطرٍ لا يَعنيني
والثّاني ليسَ على ديني
أمّا أخبارُ الجار قد تُواتيني
إذا حَلقوا لهُ فالأمرُ حَتما ًسَيأتيني
إهتزّ مِنَ الرّعبِ وتملكهُ العَجَب
حتّى صارَ كالقِط ِبِلا ذَنَب
قفزَ عَنِ الكرسيّ وحَطّ مرّة ًأُخرى
مَسحَ على شارِبَيهِ وتملكه العجب
تحَسّسَ رَقبتهُ وتَصَوّرَ بَعدَ حين ٍأمرا
يوم لا ينفع الرجاء ولا العتب
ما عادَ نَيرونَ أو الحجّاجُ أو حتّى كِسرى
وما لطش من الخزينة والذهب
إحمَرّ وَجههُ وتصَبّبَ مِنهُ العَرَق
وابتلّ بِنطالهُ حتّى الغَرَق
صاحَ وَلم يَعُد عِندهُ صَبرا
أينَ المُستَشار ..
إهتزّ القَصرُ مِنَ الصّياحِ وأيقَظ مَن بالدّار
سَمعَ الحاجِبُ صِياحَه ُوأعلنَ الطوارِئ في الدّيار
جائهُ المستشارُ مُهرولاً.. مَولاي
قالَ الوالي ..أصَحيحٌ ما أقرَأ بالأخبار
ألنّاسُ في هَياج ٍوتَحدّي في الجِوار
وأنتُم غافِلونَ أيّها الكسالى
أخافُ أن تَعصِفَ الرّياح ُبأرضي والكرسيّ
وتَقترِبَ منّا النّار
أحرُسوا الأبوابَ والحُدود َجيّدا ً
وأقيموا مِن حَولِنا الأسوار
قالَ المُستشارُ ..
لا بأس َعليكَ يا مولايَ
فأنتَ في مأمَن ٍوظلك في كل ّالأمصار
لأنّ السُجونَ مليئةٌ بِكلّ الأشرار
والشّعبُ يُحبّكَ والجُندُ والمُخابَراتُ
والأجهزَةُ وكلّ الشّطار
أنتَ الوالي والوَطنُ والشّعبُ
وصاحبُ الدّار والقرار
الكلّ يَفديكَ يا مولايَ
حَفظكَ المَولى مِن كلّ المِحَن
نَحنُ أيتامُ مِن غيركَ كثَوب ٍبلا بَدَن
تَبسّمَ الوالي وأصدَرَ مَرسوما ًوقرار
وزِّعوا النّياشينَ في كلّ الأمصار
وتحَسّسَ الكرسيّ ونامَ على أمَل
أن لا يَلحقَ بِهِ الأعصار
وأن لا يأتيَ يَومٌ يلوذُ بِهِ بالفرار ..
إستَيقظ الوالي وكانَ الوَقتُ بَعدَ العَصر
جلسَ يكتُب وَصيّتهُ بِصيغةِ الأمر
إذا ما قضَيتُ وانتَهى بِي َالعُمر
إدفِنوا الكُرسِيّ مَعي
وأجلِسوني عَليهِ في القََبر
فأنا عَبدٌ الكُرسِيِّ في الحَياةِ والمَماتِ
ومَدى الدَّهر …!!
سلمت يداك ايها العم الكريم
أضف تعليقك