حسام عزالدين:
في مجزرة الشجاعية، وفي الصور الاولى التي بثها من صورها لتنتشر مثل النار في الهشيم، غيبت المشاهد المؤلمة حديث المصور، والتي اعتبرها اكثر ايلاما من الصور ذاتها، حينما تصل الحالة الى البحث عن من بقي فيه النفس.
فقد قال المصور، الذي كان منهمكا في التصوير ، لشاب وصل الي سيارته لمنطقة المجزرة، وهو يحمل طفلة متوفاه ” في واحد هون طيب في نفس” ،، ” خذ الطيب ابداللك، هيوو هون وهي فيه نفس ” ، وهذا ما تم بان حمل السائق الجريح والطفلة الشهيدة الى المشفى، وكذلك وجد المصور وسيلة على مقدمة السيارة ليتفادى عودة طائرات الاحتلال.
بمعنى ان الحالة الدموية التي وصل اليها اهل غزة اوصلتهم الى نسيان من لفظ انفاسه الاخيرة والاهتمام بمن بقي لديه النفس في محاولة لإسعافه قبل ان تعود طائرات القتل من جديد.
كل الاحترام والتقدير للمصور، الذي لا اعرفه، والذي تعامل بإنسانيته وقدم ما يمكن ان يقدمه من مساعدة في ظرف مثل هذا الظرف المؤلم، وهذه دعوة للصحافيين من اجل توثيق احاديث الناس ايضا اضافة الى الصور، لان الاحاديث تحمل في طياتها معاني مؤلمة اكثر من الصورة في بعض الاحيان.