جميل ان تتنازع المؤسسات الرسمية والاهلية الى التغني بالصحافة الفلسطينية، لمناسبة اليوم العالمي للصحافة، وجميل ايضا الحديث المنمق عن تاييد ودعم حرية الصحافة في الاراضي الفلسطينية، ولكن اين نحن الصحافيين من عبارات الثناء والمديح هذه ؟؟ واين نحن من الصحافة العالمية التي يجب ان نحتفل بيومها طالما ان نشاطاتنا النقابة ارتبطت اصلا بالانشطة العالمية، مثلما نشهده من تدخلات من الاتحادين العربي والدولي في اتحادنا الاعلامي العام؟..
الغريب اننا لا زلنا، في فلسطين والوطن العربي بشكل عام، نركز اهتمامنا على اتحاداتنا الاعلامية من الناحية الشكلية، ونبتعد كثيرا عن حقيقة ان طبيعة تشكيلة هذه الاتحادات او النقابات انما تعكس بالضرورة شكل الاعلام المحلي في كل بلد من حيث المضمون.
فمثلا قمع مجموعة نقابية تتنافس للفوز بمقاعد اي من النقابات العربية، له علاقة مباشرة من الناحية الثقافية بطبيعة القمع العام للحريات الذي يعيشه بلد ما، ولنأخذ كافة الاتحادات الاعلامية الموجودة في كافة البلدان العربية لنجد انها ارتبطت بشكل او باخر مع النظام السياسي الموجود ولم تختلف الية تشكيلها عن النظام الثقافي والاجتماعي القمعي السائد، حتى اتحاد الصحافيين العرب يتم تشكيله بذات الطريقة.
في اليوم العالمي للصحافة، انتهز هذه المناسب للقول باننا بحاجة الى تطوير ذهني وتقني ومهني نعكسه على اتحاداتنا النقابة الصحافية، قبل ان نحاول التغني باننا نجحنا في عكسه على المجتمع باسره او على الرأي العام.
وليس صحيحا بالمطلق ان قمع الحريات الاعلامية هو السائد في الوطن العربي، وبالمقابل ما هو صحيح بالمطلق ان كثير من الصحافيين يعلقون على مفهوم “قمع الحريات الاعلامية” فشلهم المهني في التعاطي مع مهنة الاعلام ( مهنة البحث عن المتاعب)، بل ويتنافسون للتخلي على دورهم كسلطة رابعة لصالح التقارب مع السلطات التنفيذية في كل بلد.
من اراد ان نصل الى العالمية في المجال الاعلامي، كي نحتفل في هذا اليوم مثلنا مثل الصحافة السويسرية او السويدية، عليه العمل على توسيع الهامش الموجود مهما كان ضيقا، بحيث لو ان كل عمل من جهته على توسيع هذا الهامش لاقتربنا كثيرا من العالمية التي نتغني بها.