الحاج محمد صالح أبو ليل(أبو سمير) من أبناء قرية الجماسين الذين عاشوا النكبة والرحيل..ومن رجالات عشيرة الجماسين الذين يشار إليهم بالبنان ..عاش حياة الرحيل في مخيم بلاطة ، عرف بسمو أخلاقه وكرمه وحبه للناس ، عاش حياته على ذكرى البلاد يتذكر بياراتها ورجالها ، ويتذكر حكايا الختيارية ، يتفقد هذا وذاك ، ويذرف الدمع حينما يذكر قرية الجماسين ، عمل في جامعة النجاح موظفا لسنوات طويلة ، وبعد التقاعد كان يقضي وقت فراغه بصناعة التمر الهندي والخروب والليمون وخاصة في شهر رمضان المبارك، أبو سمير كما يعرفه الجميع صاحب الابتسامة الجميلة والترحيب الحار لكل من يلتقيه ، يسأل عن الصغير والكبير ويتفقد المرضى والغائبين.
يرحل اليوم مودعا الزمان والمكان ، ويوارى الثرى بعيدا عن قريته الحبيبة قرية الجماسين المدمرة ، ولسانه حاله يقول ( إن رحلنا فإنكم عائدون )، نودعك بقدر ما كنا نحبك وبقدر ما كنت تحب الناس فإلى جنات الخلد فقيدنا الغالي ..