تأبى الذاكرة إلا أن تحمل في طياتها كل ما ينطبع ألما وفرحا و أحداثا تتداخل مع بعضها لتنسج قصصا تحكي مسيرة إعوام أو اكثر من الزمن صانعة ً تاريخاً وتراثاً يبقى خالداً بآلامه وأماله .. ولكن ذاكرة المخيم لم تختزن في طياتها سوى محطات الألم والمعاناة وشتى أصناف القهر والعذاب ، التي رسمت بالدموع والآهات عبر أعوام لا تختلف عما سبقها من الأعوام وأيام النضال والصمود الفلسطيني في وجه الاحتلال الإسرائيلي فلا تزال طرقاته وبيوته وحاراته تستذكر القمع والإرهاب والدمار الذي مارسه جيش الاحتلال في المخيم ولا يزال يمارسه ولكن بأساليب مختلفة .
مخيم بلاطة محطة من محطات الوطن الفلسطيني لم يعرف في كل أعوامه بدءاً بالنكبة ومرورا بسنوات الاحتلال سوى الخيمة والدمار والرحيل ..لم يعرف سوى الدموع التي ترافق الأحبة الذين عاشوا يوما ما هنا ورحلوا عن هذه الدنيا مودعين الأهل والمكان والزمان ..فما شهده المخيم من أحداث طوال سنوات الانتفاضتين لهو شاهد على مسيرة هذا المخيم الصامد وأهله المرابطين .