
في اليوم الأول من دراساتي العليا في أحد المدن الأوروبية من تسعينيات القرن الماضي، ذهبت متوشحاً الكوفية الفلسطينية، وكانت مفاجأتي كبيرة حين شاهدت ردة فعل الطلاب وكأنهم رأوا مخلوق فضائي من كوكب آخر. إقترب الجميع وسألوا إن كنت فلسطينياً، ولم تنتهي أسألتهم وإبراز إعجابهم بالفلسطينيين حتى مساء ذات اليوم حين دعوا أصدقائهم للتحدث مع الفلسطيني. بعد مرور ما يزيد عن خمسة عشر سنة، إنتابني ذات الشعور بالدهشة حين تقدم أحد عازفي الموسيقى في أحد شوارع مدينة أوروبية أخرى سائلاً إن كنت فلسطينياً بعد أن شاهد الكوفية الفلسطينية، وما أن عرف أني فلسطينياً وإذا به يُظهر قدراً كبيراً من التقدير والاحترام لنضال الشعب الفلسطيني. تساءلت حينها: أهي الكوفية؟ ما هي تلك القوة التي تحافظ على نفسها، رغم ضخامة المتغيرات السياسية وعظم التطورات الميدانية لتبقي هذا القدر من التقدير في قلوب الناس حيال القضية والنضال الفلسطيني.
Read more…
fadielhusseini Home Page, مقالات

كنت ومازلت من المؤمنين بما أسموه الربيع العربي: إنتفاضة شعوب، ثورة أمة، ورغبة جارفة في تغيير أمر واقع مُقيت. ولكن ما أن مرت السنين، بات أكثر الناس كارهين، متشائمين، مترددين، بل وعازفين عن الإقرار بأن رغبات الشعوب قد تتعرض لإنتكاسة أو تراجع أو حتى وهن وتيه. أما في نظر المترددين، لم يؤخذ في الحسبان صدق رغبات المحتجين، وجسارة المنتفضين، بل وإستكثروا أن يكون يوماً لدى المواطن العربي قرار بنفض غبار الذل وتغيير الأمر الواقع المهين، فكانت الحجة الأسهل والأكثر رواجاً بـأنها نظرية مؤامرة خارجية حيكت بدهاء، منذ لحظة بدايتها – أي حين أحرق بوعزيزي نفسه في تونس، إلى يومنا هذا، دون أية أخطاء تُذكر، إلى أن وصلنا للنزعات العرقية والطائفية وأحاديث سايكس بيكو الجديد وتقسيم المقسم أصلاً في عالم العربي بات أكثر من أي وقت مضى مفتت، ضعيف، وحزين.
Read more…
fadielhusseini Home Page, مقالات

شكل انتخاب ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية صدمة ليس فقط لمراكز صنع القرار في العالم أجمع، بل لكل المراقبين الذين رأوا في انتخاب هيلاري كلينتون أمراً محسوماً وغير قابل للنقاش. حدثت المفاجأة، وتبعتها تصريحات الرئيس المنتخب فوراً باستعداده للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي، ثم أعقبتها تصريحات إسرائيلية مفادها بأن العصر القادم هو العصر الذهبي للعلاقات الأمريكية الإسرائيلية، وأن فرص إقامة دولة فلسطينية باتت معدومة.
في خضم هذه التطورات، بدأ المراقبون في تقديم تحليلاتهم حيال ما يمكن أن تؤول إليه أمور عملية السلام والقضية الفلسطينية بأسرها، وكانت بالفعل أكثر هذه التحليلات متشائمة للغاية. وقبل البدء في تقديم رؤية جديدة، وجب هنا إبراز أهم التصريحات لترامب إبان حملته الانتخابية أو حتى بعد فوزه، والمواقف التي أثرت بشكل واضح على التحليلات والآراء المختلفة.
Read more…
fadielhusseini Home Page, مقالات

ظهر جلياً أن أكثر تبعات الربيع العربي تصب في مصلحة إسرائيل. زالت جيوش ودُمرت دول، كانت ترى فيها إسرائيل خطراً ولو نظري. تقاربت بلاد كثر في المنطقة مع تل أبيب، بعد أن إفترضت أن أخطاراً أخرى تستعدي التحالف أو حتى التقارب مع إسرائيل. ومع إكتشاف الغاز في شرق المتوسط، هرولت عواصم لإصلاح ذات البين مع إسرائيل في حين بدأت الأخيرة تقرع أبواب أفريقيا وغيرها من المناطق بعد أن إنشغل العرب في قضايا رأوها وجودية. صحيح أن إسرائيل سجلت نقاطاً كثيرة في الآونة الأخيرة، ولكن السماء الملبدة بالغيوم، تبشر بمطرٍ قريب قد يفرج عما في القلوب. فظهر طرف بغير علم يخدم القضية، يحمل فكراً، يطارد حلماً، ينشد تغييراً هو نيتيناهو بحكومته اليمينية. وفي بحر البحث عن الخيارات، إستلزم تقييم الأوضاع في دولة الإحتلال، فبمراجعة مواقف كتاب ومحللين إسرائيليين وأجانب، وبالحديث مع الكثير من الأصدقاء الأوروبيين والأمريكيين، بات واضحاً أن هناك تغيراً غير مسبوق في رؤية العالم نحو إسرائيل، وهي تطورات تستدعي إستغلالها بما يخدم الأهداف الوطنية الفلسطينية.
Read more…
fadielhusseini Home Page, مقالات

عُمان…هذا البلد، بدا وكأنه واحد من القلائل الذين نجوا من الفوضى التي إكتسحت المنطقة منذ حلول ما يسمى بالربيع العربي، وإستطاع أن ينأى بنفسه عن التوتر بل وحالة الإستقطاب التي أخذت المنطقة العربية بأسرها رهينة مع وتيرة متصاعدة وبشكل غير معهود. الدور العُماني بدا محايداً وسلمياً، ومغايراً بشكل واضح عن باقي الدول المحيطة حيال مختلف القضايا الإقليمية. أما وبالبحث في مكنون الحقيقة، نجد أن هناك دور خفي، فريد من نوعه لا يعرفه أكثر الناس، تقوم به عُمان بعيداً عن ضوضاء الإعلام وأحاديث العوام.
Read more…
fadielhusseini Home Page, مقالات
بحلول العام 2003، بدت تركيا رصيداً قيماً للاستثمار فيه من قبل القوى العالمية، كفاعل رائد في منطقة وُصفت من قبل الغرب بمناعتها وبطئها في التحول الديمقراطي. ولكن بقدوم الربيع العربي، تغيرت الأمور كثيراً، وبدأ الدور الذي رسمته هذه القوى لتركيا في التغير، بل والتراجع بشكل غير مخطط له، وخاصة بصعود قوة إقليمية جديدة إسمها: إيران.
Read more…
fadielhusseini Home Page, مقالات

منذ أن بدأت الثورة السورية، كان الدور الروسي سياسياً بشكل رئيس إضافة للدور التقليدي من دعم عسكري ولوجستي. عام بعد عام، بدا النظام السوري محاصراً أكثر فأكثر فزاد الروس دعمهم للنظام رويداً رويداً. وبعد مرور أربع سنوات من الأزمة التي يعانيها حليفها الأهم في المنطقة، ظهر وكأن القيصر قد ضاق ذرعاً، فقرر الدخول العلني كطرف رئيس في صراع مع أعداء النظام. وتساءل هنا المراقبون، هل تورط الروس في هذا التدخل؟ أم أنه جاء بتوافق دولي؟ أم أن الأمر مزيج بين هذا وذاك ويحمل أبعاد أعمق بكثير عما تبدو عليه ظاهر الأمور.
Read more…
fadielhusseini Home Page, مقالات

منذ أن ظهر داعش بشراسته وجرائمه المتتالية، وأخباره لا تفارق الصحف وشاشات التلفزة في كافة أرجاء الأرض. ولأن داعش لا يمت لدين الرحمة بصلة، ولكون جرائمه المشينة تعدت حدود تحمل العقل، دأبت التحليلات في المنابر الإعلامية العربية تحديداً بتناول أخبار هذا التنظيم بشيء من الإنفعالية التي تبعد كثيراً عن الموضوعية، ودون الخوض في تفاصيل هامة مثل بنيته وتشكيلاته وغيرها من التفاصيل التي قد تكون أكثر أهمية للقارئ ولصانع القرار على حد سواء، وهي أمور تحدد ملامح هذا الكيان، وتكشف عن مدى تعقيد تركيبته التي إستطاع من تكوينها في وقت قياسي مثير للكثير من الشك.
Read more…
fadielhusseini Home Page, مقالات
بحلول عام 2011، رأى الكثير أن تركيا قوة إقليمية صاعدة لا يمك تجاهلها أو التعامل معها، وتوجهت الأنظار إلى حزب العدالة والتنمية كرافع لتركيا وسبب رئيس لهذه النتيجة. إلا أن الربيع العربي أعلن بقدومه عن تغيرات جذرية في المنطقة، فبدأت حظوظ تركيا في التراجع رويداً رويداً في حين بدت إيران أوفر حظاً وخاصة بعد توقيع الإتفاق الدولي حول برنامجها النووي. لم تقف مفاجأت هذا الربيع عند هذا الحد، بل تعداه ليترك للمنطقة قوة صاعدة جديدة، أرقت مضاجع الجميع إسمها: داعش.
Read more…
fadielhusseini Home Page, مقالات

بلاد العرب….ما أن يتوقف صراع في بقعة، وإذ بصراع جديد يشب في بقعة أخرى، وما أن تهدأ ولو مؤقتاً نيران في بلد، وإذ بحريق كبير يشتعل في بلد آخر، وبدا وكأنه نظام إقليمي جديد، تتشكل ملامحه بمعطيات جديدة مختلفة عن سابق المعطيات، ويتحرك الفاعلين فيه، بشخصيات جديدة وآليات ومفرزات عديدة. كان بروز دور الفاعلين غير الدوليين أهم معطيات هذا التغير، وتدحرج دورها ليصبح مارق للحدود وعابر للبلاد، غير آبه بأحكام الواقع، الذي حكم المنطقة لعقود طويلة. Read more…
fadielhusseini Home Page, مقالات