“لين وعبير” تنتزعان دموع النواب البحرينيين على أر ض غزة
“لين وعبير” تنتزعان دموع النواب البحرينيين على أرض غزة
"لين وعبير" تنتزعان دموع النواب البحرينيين على أرض غزة
لقاء جمع الوفد البحريني مع أهالي وأطفال الأسرى في مقر وزارة الأسرى بغزة، اختلفت فيه مراسم الاستقبال والحفاوة المعتادة لأي وفد رسمي، ليس لشيء ما سوى لطبيعة اللقاء الذي جمع الضيف الزائر مع أهالي الأسرى “المكلومين” الذي لا يستوجب فيه المحافظة على البروتوكولات الرسمية، بل تصبح فيه العواطف والأحاسيس الكامنة سيدة الموقف.
وقابل أهالي الأسرى الوفد البرلماني البحريني أمس، حاملين صور أبنائهم القابعين في السجون الإسرائيلية، التي تحوي قرابة 4900 أسير فلسطيني في ظروف معيشية سيئة للغاية.
معاناة متفاقمة
وقالت والدة الأسير رامي عودة والمحكوم بالسجن لمدة (12 عاماً): إن محكمة الاحتلال تحاول فرض عامين جديدين على حكم ابنها الأصلي أو دفع غرامة مالية قدرها 4 آلاف دولار”.
الوالدة المكلومة استنجدت بوفد البرلمان البحريني الزائر، مستعرضة له معاناة نجلها الذي فارق بيته وطفلته، دون أن تتمكن من رؤيته حتى يومنا هذا.
عقب انتهاء كلمة والدة الأسير عودة، خرجت الطفلة “لين” نجلة الأسير عماد الدين الصفطاوي، أمام الوفد وقالت بصوتها المليء بنبرات الطفولة: “أنا لا أعرف أبي، ولا أعلم عن أخباره أي شيء”، مشيرة إلى أن الاحتلال اعتقل والدها منذ أن كانت على رضيعة.
وأضافت: “اعتقل الاحتلال والدي وأنا طفلة صغيرة لم أتمكن من رؤيته أو اللعب معه، إضافة إلى أنني لم أزره منذ سنوات وما زال الاحتلال يحرمني من الزيارة”.
اختنقت كلمات لين في حنجرتها قبل أن تنطلق كالرصاصة لتصيب آذان الوفد البحريني قائلةً: “كبرت اليوم، وكبرت معي أحلامي دون رؤيتي لأبي بجانبي”، وبدأت دموعها تنسال على وجنتيها حزنًا على فراق والدها الذي قضى أحد عشر عامًا من أصل ثمانية عشر عامًا في تلك السجون التي لا تعرف حقوقاً للكبار أو حتى للصغار.
وفجأة، تركت لين الميكروفون لتعود لأحضان والدتها التي حضرت اللقاء، ليعقبها بعض الكلمات من رئيس المجلس البحريني خليفة بن أحمد الظهراني :”لا حول ولا قوة إلا بالله”، في حين انهمرت دموع أعضاء البرلمان على إثر المشهد.
وانسالت الدموع على وجه النائب محمد بوقيس، الذي استوقفته “فلسطين” عقب تمالكه للموقف ليقول: “إن القلب ليتفطر ألمًا وحزنًا على حال الطفلة لين ووالدها القابع في السجون الإسرائيلية”.
وأبدى أسفه وحزنه على واقع أهالي الأسرى وأبنائهم في السجون، متهماً (إسرائيل) بـ”الإجرام”.
كما لم يتمالك النائب جاسم السعيدي حبس دموعه دون فضفضتها أمام أهالي الأسرى وأبنائهم، ليعلن عن تقديمه مبلغًا مالياً بقيمة 20 ألف دولار لأهالي الأسرى.
كما أهدى النائب حسن بوخماس مبلغاً مالياً بقيمة 10 آلاف دولار، كما تبرع رئيس الوفد بـ50 ألف دولار.
مشهد حي
اللقاء الذي خيم عليه الحزن والبكاء، تخلله عرض فيديو لشهادات الأسرى، ومعاناتهم المتفاقمة بفعل ممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحقهم، حيث كان من أبرز تلك الفيديوهات قصة الطفلة عبير السكافي ابنة الأسير يوسف المحكوم بالسجن 4 مؤبدات.
ويختتم مقطع الفيديو بجنازة الطفلة عبير، بعد صراعها مع انهيار عصبي أصابها وقت زيارتها لوالدها في سجون الاحتلال، نتج عن عدم تمكنها من معانقة والدها، بفعل لوح زجاجي يفصلها عن والدها، كما يفرض الاحتلال في زيارة الأهالي.
وكانت قصة الطفلة عبير، سبباً آخر لعودة انهيار الدموع من أعين النواب عقب مشاهدتهم حكايتها وهي مصابة بمرضها الذي أرقدها طريحة الفراش حتى توفاها الله برحمته.
وقبيل مغادرة الوفد الزائر، استوقفت “لين” النواب لتعتذر لهم عن مشهد البكاء، وتنشد لهم إحدى الأناشيد الوطنية التي أهدتها لوالدها القابع خلف السجون، قائلة: “مكتوب على جبينك بطل يا ساكن الزنازين… مهما جرى ومهما حصل كله فدا فلسطين”.
وفي ختام اللقاء تدافع النواب لالتقاط الصور التذكارية مع “لين”، مقدمين درعًا خاصًا من مجلس النواب البحريني.