ومضات السبت 27/10/2012
قصة الفتاة التي احتجزها والدها لمدة 11 عاماً في حمام بيته هي حكاية تتكرر. فمنذ ان سمعنا عن حكاية الفتاة التي احتجزها والدها فوق سطح المنزل وعثر عليها الجيش الاسرائيلي في اوائل التسعينات، الى تلك القصص التي تحدثت عن ربط الابناء والبنات في “زريبة” بين الحيوانات، الى قصص اشبه بقصص الخيال التي كنّا نقرؤها في الطفولة، كقصة الاميرة التي احتجزها والدها في برج واطالت شعرها حتى استطاع الحبيب تسلق البرج ليصل اليها. مها اختلفت القصص، رومنسية كانت ام منسية، في النهاية سيصل الناس الى المحتجزين. وفي اعتقادي تعود مثل هذه الحكايات الى ثقافة غرسناها في عقولنا بحجة “البيوت اسرار” ومن هذا المنطلق نعتقد ان علينا ان لا نتدخل في شؤون من حولنا حتى لو عرفنا ان جريمة قد ترتكب بحق احد افراد المجتمع، لان “البيوت اسرار”.
ما ان يشتكي مواطن من قضية معينة، يخرج علينا المسؤولون بقصة لا بد ان تنتهي بان “الحق على المواطن” وان الاجراءات التي تمت كانت وفق تقاليد العمل والاعراف وغيرها. في قصة “الساق والكرتونة” التي ذاع صيتها قبل ايام، انتهى الامر بالحق على المواطنة التي انهارت عندما رأت ساق جدتها تأتيها في كرتونة، فقد شرح بيان مجمع فلسطين الطبي ان “التصرف المتعارف عليه في مثل هذه الحالات هو ما تم” بوضع الساق المبتورة في كرتونة وارسالها “بواسطة مراسل تم تأهيله للعمل في قسم العمليات” وان ما جرى “لا يتعدى رد فعل انفعالي من قبل حفيدة المريضة”. اذكر انه قبل حوالي 17 عاماً، خضعت والدتي لعملية جراحية لازالة الزائدة الدودية، وعند انتهاء العملية خرج “مراسل” وطلب منا مرطباناً لنضع فيه بعض الالياف التي تجمعت حول الزائدة الدودية لفحصها. استهجنا في حينه هذا الطلب، وقلنا ربما ضعف الامكانات. فما بالكم بان يخرج شخص بساق في كرتونة ويقول “خذوها للدفن” دون ان يخرج طبيب ليتحدث عن نجاح العملية وتهيئة العائلة حتى لو كانت تعرف مسبقاً ان النتيجة هي بتر الساق. في المحصلة “الحق على المواطن”.
“لا استطيع وصف شعوري، هل انا فرحة ام حزينة” تساءلت ابنتي عند تسلمها بطاقة الهوية الشخصية “لا ادري كيف يكون شعور من يستلم هوية لاول مرة في اي بلد آخر، اعتقد انه سيسعد بذلك، اما انا فباستلامي الهوية يعني حرماني من زيارة القدس وحيفا ويافا واسدود والناصرة. انا حزينة”.
زوجتي متخصصة بالتخطيط الاستراتيجي، وكنت دائماً الومها على تكديس كثير من الكتب في البيت وفي المخزن التي لا نحتاجها مثل تلك التي درسناها في الجامعة من اقتصاد ورياضيات وغيرها. ولكنني وجدت ان تخطيطها فعلاً كان استراتيجياً لاننا نحتاج حاليا لهذه المراجع ودراستها مرة اخرى لنفهم ما يحدث في البلد من ارتفاع للاسعار اضافة الى احتياجنا لاجراء العمليات الحسابية لنعرف سعر الكهرباء والماء والهاتف لنقارنها بمعدلات استلهلاكنا.
ساقتبس هذا العنوان من قصة الراحل غسان كنفاني. خلال مراجعتي لاحد المراكز الطبية في رام الله، دخل رجل في الاربعينات من عمره، لم يبدُ عليه المرض، يلبس هنداماً عادياً ويلف رأسه بكوفية حمراء وعقال ويحمل سبحة في يده. “صدقة لله، اي شيء بيطلع منكم، انا عاطل عن العمل منذ فترة، الله يشفيكم من امراضكم يا قادر يا كريم”. بهذه الكلمات بدأ يلم الشواقل من المراجعين الذين عليهم دفع كشفية وشراء الادوية ليضيف عبئاً مالياً عليهم والله وحده عالم بحالهم. تذكرت حينها ذاك المسن الذي يدور في الحواري منادياً “جناين جناين” يطلب فيها العمل في تنظيف الحدائق، وقارنته بهذا الرجل الذي يمد يده بينما هو قادر على العمل. واول ما خطر ببالي “كعك على الرصيف” لماذا لا يبيع الكعك على الرصيف بدلاً من ان يمد يده متسولاً!
في مقابلة لوظيفة عمومية في احدى الوزارات، سألت اللجنة المتقدم خمسة اسئلة منها سؤالين بالانجليزية. السؤال الاول “ما رأيك بالربيع العربي؟”. السؤال الثاني “ما رأيك في المصالحة؟” السؤال الثالث “ما رأيك في الدولة 194″. اما الاسئلة التي طلب منه الاجابة عليها بالانجليزية “حدثنا على نفسك” و”ماذا ستفعل ان حصلت على الوظيفة؟”. الاسئلة الثلاثة الاولى لا تتعدى كونها تحقيقاً ليس له علاقة بالوظيفة لا من قريب ولا من بعيد، وخاصة ان الحديث يدور عن وزارة ليس لها علاقة بالسياسة وتوجهات القيادة لا من قريب ولا من بعيد، بل هي وزارة خدماتية.
عندما يوجه احدهم انتقاداً او ملاحظة لمسؤول حول قضية معينة، ينبري هذا المسؤول مباشرة الى نفي حدوث الشيء وكأننا لا نخطيء تماما مثل انف “ابو كلبشة”. حتى ان هذا المسؤول وقبل ان ينبري بالنفي، لا يعطي المسألة حقها من البحث وترى الاجابة جاهزة، ربما بسبب “الجاهزية” التي نتحدث عنها دائماً. لا اعرف اصل كلمة “ينبري” ولكنني احاول تفسيرها. فهي على وزن “ينفعل” وهذا واضح، فالرد السريع هو انفعال. واذا جردنا “ينبري” يكون جذرها “بري” اي “بريء” من الشيء. وهذه ايضاً اشارة الى ان المسؤولين يحاولون تبرءة انفسهم من الشيء قبل ان يدينهم احد. وفي تفسير اخر يمكن ان يكون معنى “ينبري” من “مبراة” اي “ينبري اللسان” من الحديث عن هذا الموضوع دون آذان صاغية!
الساعة الرابعة والربع صباحاً استيقظت على صوت عصابة من الكلاب الضالة تنبح تحت نافذة غرفة النوم. وبقيت تنبح الى ان صاح الديك. مشكلة الكلاب الضالة ما زالت دون حلّ لا تؤرق نوم الكثيرين فحسب بل وتعرض حياة المواطنين للخطر وخاصة الاطفال. في كل دول العالم هناك حلّ، ليس بالسم او اطلاق الرصاص، بل بجمعها وترحيلها. واعتقد انه لو قامت مؤسسة بطرح فكرة جمع الكلاب وتريحلها او تأديبها رأفة بها وبالمواطنين على احدى الدول المانحة، لوفرت هذه الدول الميزاية الكافية لمثل هذا المشروع الكبير الذي علينا ان لا نستهين باهميته. وسأكون اول من يعمل في هذا المشروع فربما يكون التعامل مع الكلاب افضل.
اسمع كثيرين يقولون “ايام زمان كانت احسن، حتى تحت الاحتلال كنّا عايشين افضل”. واتعجب من تحسرهم على ايام زمان تلك. منطلق حكمهم ان الحياة كانت اسهل، والتجارة افضل والاسعار ارخص والوضع الامني احسن، ويذهب بعضهم للقول “يوم السبت كان الاسرائيليون ومنهم مستوطنون يأتون الى اسواقنا”. وينسى هؤلاء انه منذ تشكيل السلطة الوطنية الفلسطينية وهي تواجه التحدي تلو الآخر، واكبر تحدٍ هو الاحتلال الذي يريد للناس ان يصلوا الى نتيجة مفادها “الاحتلال افضل”. وقد نسي هؤلاء، بقصد او بسذاجة، ان التحديات الاقتصادية التي تواجه السلطة الوطنية هي جزء من النظام الاقتصادي العالمي الذي يؤثر على الدول المانحة التي تقدم الدعم للفلسطينيين. وان ارتفاع الاسعار مسألة عالمية وليست محلية، مع اعترافي بانها مرتفعة بشكل كبير في بعض المدن عندنا، وان السلطة الوطنية الفلسطينية هي ليست بديلاً عن الاحتلال، وانما سلطة تسعى لبناء دولة مستقلة متحررة من الاحتلال.
الجأ الى المقبرة هروباً من الضجة، ففيها لا يتكلم احد غيرك، ان صحت اوبكيت او غضبت او حزنت، فانت هناك وحدك بين القبور، ان سمعوك فانت متأكد انهم لن يبوحوا بسرك. ربما هو المكان الوحيد الذي لا يزال الشجر فيه يكبر ولم يقطعه احد ليبني عمارة مكانه، وفي المقبرة الازهار متجددة، هذا ان لم يسرقها احد. في لحظة انسامجك وصمتك، يأتيك مترصداً بك، لم يطلب منه احد ان يكون هناك، فرض نفسه على البلدية وعلى الناس، يقتحم عليك خلوتك، يبدأ بالحديث “انا بسقي الورد كل يوم، وبدير بالي على القبر، مش بس هذا القبر، وكمان قبور قرايبكم، الله يرحمه” ويأخذ يكرر “الله يرحمه” وان تحركت خطوة، تبعك كخيالك، منتظرا منك ان تمد يدك في جيبك. فهو يعيش على احزانك ويستغل لحظة ضعفك العاطفية، ويقتنص الفرصة ليقبض ثمن ما لم يفعل وما لم يطلب منه احد ان يفعل. اين البلدية من كل هذا؟
تشكو ابنتي من ان اقرانها في المدرسة لا يلتزمون بالقاء القمامة في الحاويات الصديقة للبيئة التي تم تخصيص مجموعة منها للزجاج واخرى للورق ومجموعة للبلاستيك. وتقول “بيلقوا القمامة مهما كان نوعها في اي حاوية دون الاخذ بعين الاعتبار العبارات التي تقول للورق فقط او للزجاج فقط او البلاستيك فقط”. قلت لها “مليح منهم انهم بيلقوا الزبالة في الحاويات اصلاً، يا ريت اصحاب المحلات يتعلموا منهم”!
ما ان يبدأ الحفل او الفعالية او الفيلم او المسرحية، حتى تراهم يخرجون من القاعة محدثين ازعاجاً بعد ان تكون هواتفهم لم تتوقف عن الرنين. يأتون “رفع عتب” حتى يراهم المسؤولون في بداية الامر، ثم يخرجون وكأن مهمة تحرير فلسطين تقع على عاتقهم، ولذلك فهم مشغولون دائماً. من يأتي لحضور فعالية ما، لا بد ان يكون قد وضع في حساباته الوقت الذي سيمضيه هناك، ونصيحتي لمن لا يجد الا ربع ساعة ان لا يأتي اصلاً لان وقته ثمين!
بدأت الاحظ في الاونة الاخيرة استخدامات للرموز الدينية لم نعتد على مشاهدتها في السابق. وربما اكثر ما شد انتباهي الصاق صورة سبحة في نهايتها صليب على مؤخرة السيارة، ثم رداً على ذلك يقوم اخرون بالصاق صورة سبحة في نهايتها هلال على مؤخرة سياراتهم. لكلٍ الحق في ان يستخدم الرموز الدينية ولكن في مكانها الصحيح، حتى لا تستجد علينا ظواهر قد ترجعنا عشرات السنين الى الوراء.
• عن حفر حفرة في وسط الطريق لمد خط كهرباء او مياه او مجاري (بعيد عن السامعين) لقمت بردم الحفرة فور الانتهاء من مدّ الخط، ولما تركت الشارع محفوراً بانتظار ان يأتي احد ليعيد اصلاح الطريق. ولو كنت مسؤولاً في البلدية لقمت بمخالفة المسؤولين عن حفر الطريق ولما اعطيتهم “براءة ذمة” الا بعد ان يكونوا قد اعادوا الطريق الى ما كانت عليه مع التأكد من مواصفات الردم حتى لا تعود الحفرة مرة اخرى بعد اول مطرة.
• عن تنظيم احتفال ما لحرصت ان اضع الشخص المناسب في المكان المناسب. فلا يعقل ان انظم حفلاً لتكريم الامهات مثلاً وان اجلسهن في الصفوف الخلفية بينما يجلس المسؤولون الرجال في الصفوف الامامية، وان يرتكز الاحتفال على كلمة هذا الوزير ومسؤول ذاك الفصيل الذين اعتادوا على تكرار كلماتهم بتغيير بسيط حول المناسبة باستبدال “عيد المرأة” بمناسبة “عيد الام” مثلاً اما الباقي فهو ما نحفظه جميعاً عن ظهر قلب.
• واطلقت تصريحات صحافية تم تسجيلها، لما تنصلت منها لاحقاً، واتهمت وسائل الاعلام التي نقلت تصريحاتي بانها لم تتوخ الدقة وانها حرفت هذه التصريحات. ولو كنت مسؤولاً لما هددت وسائل الاعلام بمقاضاتها كلما دق الكوز في الجرة، فالاحرى ان احقق بما تتناقله وسائل الاعلام وتقديم المسؤولين عن الخلل للقضاء لا ان يكون ردي السريع هو نفي حصول الشيء والتهديد باللجوء الى القضاء لمحاكمة الاعلام. وعليّ كمسؤول ان افهم ان دور الاعلام ليس “مسح الجوخ” وانما المساءلة والمحاسبة والرقابة على ادائي.
• في هالبلد الواحد حرام يقول فكرة، لانه حرامية الافكار كثار، خاصة انه ما في عنّا قانون يحمي الملكية الفكرية. انا من شطارتي رحت حكيت اني ناوي افتح مطعم في الحارة لانه ما في عنّا محل بيبيع فلافل وفول وحمص والواحد لازم يطرق مشوار علشان كم حبة فلافل، وخاصة انه الفلافل صار سعرة في العلالي، وصحن الحمص او الفول بحق اوقية لحمة والتصليحة بطلت ببلاش. في يوم الصبح، ما بشوف الا هاليافطة مرسوم عليها فلافل وحمص وفول على باب محل في الحارة، بس صاحب المطعم والحق يقال شاطر، اطلق اسم عربيزي على المحل، لانه الحارة مثل ما بيقولوا راقية لازم الاسم يناسب الناس، يعني لازم الواحد يلوق لسانة ولا المطعم ما بمشي. شطارة.
• “برد بيقض المسمار وبيجمد في العين دموعها” هيك كانوا يقولوا في اغنية مقدمة لمسلسل اعتقد انه اردني بس مش ذاكر شو اسمه. وبذكر مرة زميل لي من لاوس كان يدرس معي في موسكو ما عرف يجاوب سؤال بالتاريخ صار يضرب على راسه ويقول “خولدنا” يعني برد. الزلمة مش عارف يفكر. بس مع هالبرد لازم الواحد يفكر في افضل طريقة يدفي حاله وبنفس الوقت يكون شاطر ويوفر مصاري. وانا ما لقيت احسن من السيارة، على الاقل في السيارة بتشغل الماطور والدفاية وبتصرف بس بنزين، لانك في الدار اذا عندك تدفئة مركزية بدك تصرف سولار او غاز وكهرباء في نفس الوقت. واذا عندك صوبة غاز، مهو الغز صار نار، واذا كهرباء نفس الشي ويا دوب عارف تدفي رجليك، اما الحطب حدث ولا حرج، غير الامراض اللي ممكن تصيبك، يمكن تولع فيك الدار. علشان هيك الشاطر اللي بقضي وقته في السيارة، دفيان، واذا ولا بد بينام هو وعيلته في السيارة. واللي ما عنده سيارة بحب اذكره وازاود عليه انه في الاف العائلات في غزة بيناموا في البرد، وما ينسى العمال اللي بيتهربوا لاسرائيل اللي بيناموا في الاحراش، يعني بلا قلة حيا، قال برد قال.
• لسانك حصانك ان صنته صانك” و”نطقك سعدك” هذول مثلين رائعات. بس المشكلة انه الواحد مرات بدو بتشاطر، وما بيلاقي الا الرد صاعين. من منطلق “اعطي الخبز لخبازة” قررت اني اعطي الحداده للحداد، يعني ما اتشاطر وابلش احاول ازبط شي واضيع وقتي وبعدين في الآخر اجيب الحداد. قلت يا شاطر اختصر الطريق من اولها جيب الحداد. ولاني شاطر، مثل كل الشاطرين، لازم ايدي على ايده. يعني اتأكد انه كل شي تمام، بالزبط مثل اللي بيروح عند اللحام وبيشتغل فيه وهو يعطيه تعليمات وبقول له “بلا معلمانية”. شو بدنا بالطويلة، انا ايدي على ايد الحداد والدنيا برد، وطبعا الحديد بارد. والشطارة انك تستغل الموقف. شفت في الصندوق اللي مع الحداد كفوف، قلت يا شاطر علشان اروح اجيب كفوف من الدار والبسها انا، لازم اخلي الحداد يلبس الكفوف. وبلشت امهد الطريق “الدنيا برد يا اخي والله ما انا عرف كيف بتشغلوا في هالربد”. رد الحداد “هذا برد هذا؟ اصلا انا شوبان”. “والله يا زلمة الحديد مع بارد، الواحد مش عارف كيف يمسكه، شايف معك كفوف في الصندوق، ليش ما تلبسهم”. اتطلع عليّ الحداد وعينيه بقدحوا شرر “هذول الكفوف للي زيّك، واللي ايدهم زي ايديك”. بلعت البهدلة وقلت اشطر شي اني انخرس وما احكي كلمة ثانية بلاش يقدحني كف يدفي وجهي وايده في نفس الوقت.
• والله يا جماعة كيف ما دورتها مش فاهم، مع اني ابو الشطارة، بس هاللغز حتى اليوم مش قادر افكه، بلكي حدا يساعدني، ويكن اشطر مني. بسمع تصريحات كثيرة كان اخرها لوزيرة التربية والتعليم العالي بتقول فيها انه احنا لازم “نواكب العصر والتطور التكنولوجي المتسارع ومواءمة اقتصاد المعرفة، وتمكين الطالب من اكتساب مهارات وكفاءات تجعله ينخرط في أساسيات العصر، ويتطلب منا هذا الأمر أن نواكب التطور التكنولوجي والمستجدات التي تطرأ على التعليم على مستوى العالم، والعمل على توظيف هذه التطورات في العملية التربوية”. وانا الشاطر كنت اول المطبقين لهذا الكلام قبل عشر سنين، وتعلمت في افضل جامعة بريطانية بستخدم تكنولوجيا المعلومات وبتقدم برنامج ماجستير كامل متكامل من خلال الدراسة عن بعد معترف فيه في كل انحاء العالم، اما عنّا لازم يا شاطر تحمل حالك وتغيب عن البلد سنة على الاقل وتثبت انك كنت عايش برا البلد سنة على الاقل علشان تعترفلك الوزارة بشهادتك، اللي اصلاً انتحرت وانت بتدرس عن بعد، وحافظت فيها على وجودك وصمودك في البلد، وما تركتها وعشت حياتك برا، وظليت هناك لانه طابت لك العيشة. والله يا جماعة ما بتروح الا ع الشاطر!
• انا يا جماعة قلبي بينشرح لما بشوف تدريبات رجال الامن اللي بتصير في الشوارع، وخاصة تدريبات النشامى الجدد، وبصراحة مش شايف انه في مشكلة في تعزيز الامن وصرف مصاري عليه، لانه شفنا وين كنّا وين صرنا في موضوع امن المواطن. ما علينا نرجع لموضوع التدريبات في الشوارع، قبل كم يوم تفاجأت في مجموعة كبيرة من افراد الامن مسكرين الشارع في كامل عتادهم ومن شطارتي فكرت اني راح احصل على سبق صحفي، الا هو تدريب في الحارة، طيب يا جماعة خبروا السكان مش علشان الكبار، علشان الاطفال بلاش يتفاجأوا. ومرات بكون سايق هالسيارة ما بلاقي الا طوابير تدريبية مسكرة الشارع في ساعات مش كثير بيكونوا موفقين في اختيارها، يعني مع دوام الموطفين في الصبح وبعد الظهر. لما يكون الشارع وساع مش مشكلة، بس لما يكون الشارع ضيق مشكلة. انا بشطارتي، لما يكون الشارع ضيق بسوق السيارة وراهم، بصير المدرب يلوّح لي في ايده اطلع اطلع. ولما يكون الشارع واسع وبحاول اطلع عنهم ما بلاقي الا السيارة المرافقة معهم بتسكر الشارع وبيصيروا يصرخوا عليّ. وبكل شطارتي لليوم مش ملاقي حل للمعادلة هاي، مع انه حلها بسيط انه التدريب يكون في ساحات وميادين خاصة، او اذا بدهم يطلعوا برا المقرات يحاولوا يتفادوا الساعات اللي بتكون فيها ازمة سير اصلاً.
• ابو القانون انا، وبضرب بسيف القانون، واصلاً ما مغلبني في حياتي الا اني بفكر انه الشطارة انك تكون دغري. وانا بفكر حالي شاطر. في يوم لفيت السبع دوخات علشان اصف سيارتي، بس كل المواقف مليانة، ومس بس هيك، الاماكن اللي ما فيها سيارة بتلاقي كرتونة او سلم او كرسي حاجز مكان. قصر الكلام، ازهقت وانا بلف، ورحت بكل ثقة وقفت في الشارع ورفعت كرسي كان حاجز محل. بلشت بدي اصف السيارة الا هالصراخ، شو القصة ؟ قال صحاب الدكان حاطط الكرسي لانه بدو ينزل بضاعة. سألته اي ساعة البضاعة جاي، رد “مش عارف في اي لحظة”. طيب يا رجل بدنا نصف، راسه والف سيف لا، لانه حضرته متوقع البضاعة في اي لحطة، وانا متأكد انه لا في بضاعة ولا ما يحزنون، بس الفكرة انه بدو يحجز مكان الصفة، اصلا هو كل يوم حاطط هالكرسي، سبحان الله كل يوم بدو ينزل بضاعة، ولو سالته عن حال الشغل، بيشكي وبيبكي. طيب اذا الوضع تعبان، ليش كل يوم بتنزل بضاعة. المهم اني مثل ما بيقولوا فقعت معي، وقلت له انا صافف ولما تيجي البضاعة بيفرجها ربنا، وعلشان أأكد الحكي، قلت له ما في قانون بيمنعني اني اصف وبيعطيك الحق تحط كرسي، وناديت ع الشرطي، اللي طنشني، بس محسوبكم راح للشرطي وقلت له القصة، راح اطلع فيّ وقال “ما دخلني، حلها مع الزلمة ودي”. قلت في عقلي يا حبيبي، حلها ودي، حالحكي لا بيجيب ولا بيودي. حاولت اطنش، الا جماعة محترمين بيقولوا لي، ارفع سيارتك بلاش الزلمة يعمل فيها اشي لانه شراني، رحت “اجر اذيال الخيبة” ورفعت السيارة لانه الشغلة ما بدها شطارة، والقانون قانون، بس مش في كل شي!