إلى بلاد ابي فًطرس
نخبة مثقفة من شباب الداخل الفلسطيني في رابطة مداد _كفربرا اعادوا الحياة لبقعة منسية من اهم واجمل بقاع هذا الوطن،،
نجحوا وبفضل الله بأن ينظموا رحلة إلى ضفاف نهر العوجا ، اعادوا من خلالها الحياة والضوء لتاريخ يكاد يُنسى ويكاد يسقط من الذاكرة الفلسطينية المعاصرة ، ضحكت اليوم الارض وهي تلامس أقدامهم وتراقصت معها مياه نهر العوجا ، وقبلتهم حجارة بيوت لا زالت تعزف لحن الحنين ،،
المدون والباحث عُمر عاصي ابن كفربرا كان مرشدنا في الرحلة فاجئنا بقداسة واهمية هذه البقعة الساحرة من بلادنا فلسطين ، اعاد بذاكرتنا لسنوات وعصور ولت اختارت هذه البقعة لتكون جزء من ذاكرتها ،،
عن أصل التسمية ذكر عمر ،،
أَهْمله الجَوْهَرِيُّ وصاحب اللِّسَان وهو اسْمُ رَجُل ومنه نَهْرُ فُطْرُسٍ هكذا أَوْرَدَه أَبو تَمّامٍ في أشْعاره وكذا أَبو نُوَاسٍ حيث قال : وأَصْبَحْنَ قَد فَوَّزْنَ مِن نَهْر فُطْرُسٍ … وهنَّ على البَيْت المقَدَّس زُورُ طَوَالِبَ بالرِّكْبَان غَزَّةَ هاشمٍ … وبالفَرَمَا منْ حاجِهِنِّ شُقُورُ
ويقال : نَهرُ أَبي فُطْرُسٍ وهذا هو المشهور وهذا النَّهْرُ قُرْبَ الرَّمْلَة من أَرْضِ فلَسْطينَ مَخْرَجُه من جَبَلٍ قُرْبَ نابُلُسَ ويَصُبُّ في البَحْر المِلْح بَيْنَ مَدِينَتَيْ أَرْسُوفَ ويَافَا به كانَتْ وَقْعَةُ عبد الله بن عليِّ بن عبد الله بنِ عَبّاسٍ ببَنِي أُمَيَّةَ فقَتَلَهُم في سنة 132 ، ورَثَاهُم عَبْدُ اللهِ العَبْليّ مَولاهُمْ في قَصَائِدَ منها : وبالزَّابِيَيْنِ نُفُوسٌ ثَوَتْ … وأُخْرَى بِنَهْرِ أَبِي فُطْرُسٍِ أُولئك قَوْمٌ أَناخَتْ بِهِمْ … نَوائِبُ مِنْ زَمَنٍ مُتْعِسِ
وقال المُهَلَّبِيُّ : ويُقَالُ : إِنّه ما الْتَقَى عليه عَسْكَرانِ إِلا هُزِمَ المَغْرِبِيُّ مِنْهما
من المُصادفات العجيبة في بلاد ابي فُطرس .. ان اهم المعارك الفاصلة التي وقعت بين الكنعانيين وبني إسرائيل .. وذلك عام 1050 قبل الميلاد .. وقعت في منطقة آفيق رأس العين .. العجيب ان الشرارة الاولى لحرب 1948 اشعلها شباب عرب ابو كشك بالقرب من قرية فجّة .. القريبة كذلك من نهر ابي فطرس !
قرية مويلح ( عرب الجرامنة ) هي من اكثر القرى تميّزاً حولنا .. في مسارنا سوف نرى آخر ما تبقى منها .. ابناء هذه القرية وصلوا بعيداً .. منهم من اصبح وزيراً في الحكومة الاردنية ومنهم من صار قياديا في منظمة التحرير ومنهم من شارك دلال المغربي في عملية هرتسليا ومنهم من اصبح مدير بنك ومنهم من صار مديراً لوكالة انباء .. ولا زال هؤلاء يحتفظون بلقب لاجئ من قرية عرب المويلح .. هؤلاء كان يفترض ان يكونوا جيراننا !!
نبتة النوفار ( الزنبق المائي ) هي نبتة نادرة جداً جداً في بلادنا وهي من اهم ما يميز نهر العوجاء .. وهناك بركة كبيرة جداً ينمو فيها وسوف نمر عليها .. إبن الجوزي في كتابه ذم الهوى ذكر هذه النبتة لعلاج العشق
ابن كفرقاسم رامي عامر وخلال المسار اخبرنا معلومة عن بيت صادفناه في المسار وقال :
باسل ابو كرم عاصي ابن كفربرا فاجئنا أيضاً بحجم المعلومات الموثوقة التي يعرفها عن المنطقة وقد أثرى مسارنا بما اضاف ، أبو كرم اخبرنا عن بيت البطون الذي يصادفنا في المسار وعن تاريخ هذا المبنى الشامخ حتى اليوم ، فحسب ما ذكر ابو كرم فإن هذا البيت اول بيت بني من الباطون المسلح في فلسطين في عشرينات القرن الماضي من شركة بلستينا لإنتاج الباطون المسلح وقد استخدم لأغراض زراعية في حينها ,,
انتهى المسار باستراحة مطحنة ابو رباح ، وابو رباح كما افدنا هو رجل من رجال فلسطين قبل النكبة ،كان ذو جاه وسلطة ،وكان يمتلك هذه المطحنة التي تعمل على مياه نهر العوجا وكانت له علاقاته مع يهود بلدة ملبس (بيت حتكفا حاليا ) وكان له احترامه عندهم ،وقد تحولت المطحنة اليوم لاستراحة .
من قلبي سلام لكم يا فرسان ابي فُطرس ،، أسعدتم قلبي وكحلتم عيوني فلتكن هذه البداية ولتستمر ،، علنا نعيد للوطن لونه واسمه الذي احب .