فئات التدويناتاحلام ، خاالدة غوشة
احلام الحاسة السادسة
تسألون عن الحاسة السادسة؟؟؟؟
وجميعنا نشعر بأن لدينا إحساساً بحدوث الشيء قبل حدوثه…….
اسمحوا لي بهذا الرأي الشخصي انه لا وجود للحاسة السادسة بالمفهوم الذي نفهمه….فدعوني خطوة بخطوة أقول لكم استنتاجاتي التي لطالما
بحثت بها واهتممت بها بشكل شخصي.
بعد وجود حواسنا الخمس التي لمسناها وكانت شيئاً ملموساً لنا وتستجيب للتشريح وللعلاج بين أيدي الأطباء والمختصين.
بعد أن علم كل من يؤمن باليوم الآخر وأن حواسنا ستشهد علينا.
كيف نقول ونثبت وجود حاسة سادسة بعد الحواس التي خلقها الله لنا.
ولماذا نسميها سادسة؟
وإن كان هناك حاسة بعد الحواس الخمس أن لكل حاسة اسماً،،، فمن يقدر ان يقول ما اسم هذه الحاسة السادسة؟
لن تجيبوني ولن يجيبني أي طبيب نفسي أو عالم بالنفس لأنني حاولت مرارا أن اسأل كل من شعرت أنه مختص بعلم النفس،،،ما اسم هذه الحاسة وإلى ماذا تتبع،،،فلا مجيب على هذا السؤال وان كان هناك جواباً يكون ((أن الإنسان يدرك الحدث قبل وقوعه))،،،،أي فسروا لي (الماء بالماء).
فيا أعزائي، حين يكون الجواب اكبر من الشيء المرئي والملموس يكون الجواب واقعاً محسوسسأ لا مرئي، لكن كل ما هو لا مرئي وغير ملموس في حياة البشر يعيدنا لنتذكر أن الروح مليئة بالخفايا والقوه الخارقة دون تسميات،،،فلا يمكن أن تلتقط الزئبق بيدك ولو أنك لمسته لن تستطيع التحكم به.
فلنقل أننا جميعا نعرف الفصول الأربعة،،،وهي فصول مرئية محسوسة لها اسم يتبع لكل فصل من الفصول.
ولكن إن أمطرت الدنيا في فصل الصيف والشمس ساطعة وغير متوقع هطول الأمطار نقول أن بعضاً من الغيوم اختزنت بها أمطار وحان الآن موعدها ورغم أننا لم نتوقعها…..وهذه هي حالة ما يسمى بالحاسة السادسة….كما يطلق عليها الاسم الذي لم اقتنع به يوما بحياتي.
لكنكم تنتظرون وجهة نظري ومعتقداتي وان قلت أنا هو إيماني بأن هذه الحالة ما هي إلا صور مخزونه في ذاكرة النفس البشرية من الأحلام،،،ولا يستطيع دماغ النفس البشرية تذكرها لأننا حين نحلم لا نذكر جميع ما نحلم به وأحيانا لا نذكر على الإطلاق أي صورة لان هذه الأحلام تسكن في خلايا ذاكرة الإنسان ولا تنضج لنتذكرها، تأخذ الوقت المحدد لها ولا تخرج إلا حين يقترب وقوع الحدث، أي لو أريد التشبيه مثل الطفل يستغرق أشهراً حتى يكتمل ويخرج للحياة وقبل ولادته بأيام نشعر باقتراب موعد الولادة ولا نقدر أن ننفي أن المر أة حامل من بداية حملها ،،،،ولا يمكن أن ننفي أن الأحلام تختزن في خلايا ذاكرة النفس البشرية،،،فالروح أكثر معرفه من النفس ولذلك أخفى الله سرها عنا وهذا لأنها مليئة بالمعرفة والأسرار، فلا ننسى أن الروح تكون من أمر كن فيكون.
فالأحلام التي تعود علينا في شعور وقوع الحدث قبل وقوعه هي فكرة موجودة مبصرة من رحلة العتمة.
قد يكون الحلم المشلول موجوداً في النفس ولا يستيقظ بالذاكرة إلا بالقوة المتحركة أي بوجود الحقائق على أرض الواقع حين يتم وقوع الحدث.
وأيضا هذه الأحلام لا تخلو من مس الشيطان في رحلة الحلم المشلول الخامل.
لا شك أن الإنسان يحسب ان هذه الحالة من شعور الحدث قبل وقوعه أو بأنك مررت في هذه التجربة في السابق، بأنك إنسان في حواسك الخمس تدرك كل الإدراك انك لم تفعل ولم تمر بهذا من قبل في الواقع، إلا انك رأيته وبنفس شكل الحدث بالتفاصيل مر في السابق.
فكثير من الناس يقولون ان هذه الجملة سمعتها في نفس الطريق ونفس الجلسة لكن لم يكن بالواقع،،،،إذن يا عزيزي أين شاهدت وكيف مررت بهذا إذا أنت مدرك انك بجسدك وحواسك لم تمر بهذا؟
فلا شك ان رحلة الروح والأحلام هي التي خزنت لك هذه الحادثة، وقد آن الأوان لوقوعها، لذا قد اكتمل نمو الحلم في خلايا ذاكرتك وأعلن عن انك مررت بهذا سابقا….وتقولون ان الأحلام عبث……….إن الإنسان المؤمن يدرك أنه لم يكن شيئا.
إذن من أين جاءت هذه المعلومة جاءت إلى ذاكرتك؟
هذه ليست بأعجوبة في حياة الإنسان،،،بقدر ما هي قدرة الله، واختزان الأحلام التي لم نذكرها في غفلة الإستيقاظ من نفحات الروح الحارسة للجسد والمرافقة له في نفسه على مسافة أكبر من تحرك الجسد وقدرته.
فالروح هي التي تقدر على الاتصال في اللامرئي وتضعه في النفس البشرية من أحلام بكل مسمياتها.
فيا أعزائي، ما الذي يمنع الأحلام ان تسكن وتغفو في ذاكرة النفس البشرية.
دعوني أوجه لكم سؤالاً،،،ألم تلاحظوا بأن يوماً واحداً يمكن أن نشعر من خلاله بوجود الفصول الأربعة؟
نرى الدنيا مشمسة جدا وحارة وبعدها بساعة أو أكثر أو اقل رياح قوية ،،،،أوراق الشجر تتساقط،،،،نسمات لا تخلو من طعم نسمات الربيع،،،،برق ثم رعد،،،ثم زخات المطر ثم تساقط الثلوج كله في يوم واحد.
لا تقولوا أنكم في حياتكم الماضية لم يمر هذا اليوم عليكم والشعور بالفصول الأربعة في يوم واحد.
إذن نعود للخالق حين نقول الخالق، فكل ما بعده مخلوق،،،وما قدمه وأوجده لنا مخلوق فهو الخالق لأننا ندرك من هذه الآية بأن كل شيء يستجيب إلى أوامر الله لأنه مخلوق، ولو كان الشيء الذي علمه وسره بقي عند الله…فلا شك أنه مخلوق وهذه الآية تدبروها جيدا.
بسم الله الرحمن الرحيم
{يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَئِكَةُ صَفًّالاَّيَتَكَلَّمُونَ إَلامَنْ أَذِنَ لَهُ الْرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا}
وهنا ندرك أن الله سبحان هو الآمر والناهي ولا يتم شيء إلا بإذنه حتى الروح ………..
مهما تعلمنا فلن نتعلم إلا ما وهبنا الله وسيبقى قليلاً إلا أن الروح أيضا من خلق الله.
فالكون كله في الأرض والسماء من خلق الله، وما نعلمه وما لا نعلمه وما نراه وما لا نراه هو من خلق الله، لذا لو تمعنا وانتبهنا بكل روحانية إلى سورة الفاتحة تبدأ { الحمدُ لله رب العالمين} ونرى ان هناك في السورة{ إياكَ نعبد وإياك نستعين}
إذن هنا كل ما خلقه الله يعبده ويستعين به، وإن كانت الروح أيضا تستعين بالله فتأخذ الأمر من الله، لذا كانت الروح بكل ما خلق الله لتكون قدرته في أمره للروح كن فيكون من كل أمر، فحكمته وقدرته فوق كل المعادلات الحسابية لدقتها.
البرق ،،،الرعد،،،الجبال،،،،إلى آخره………………..
جميع ما في الخلق يسير بأمر الله للروح في كن فيكون.
فالروح التي خلقها الله لتسيِّر الكون وما عليه،،،ولو تفكرنا في الروح والإيمان المطلق بالله وحكمته بوجودها لعلمنا أنها هي التي تكلل نومنا بالأحلام.
فإذا أراد الإنسان أن يكرم نفسه عليه أن ينزه روحه في التقرب إلى ألله والتفكر في عظمته.
في حقيقة الشرح عن هذه الحالة يكون الإنسان ينظر ولا يبصر الحدث،،،يصغى له ولا يسمعه.
فجميع حواس الإنسان حين يمر بهذه الحالة تراه يجدد نوماً عميقاً لعودة الحلم المشلول في ذاكرة النفس…فذاكرة النفس هي ذاكرة الجسد لأنها ستلاحقه يوم الحساب،،،إما ليندم ندماً ما منه نجاة،،،،أو يفرح بدخوله رحمة الله وأي رحمة بعد رحمة الله يوم الحساب؟،،،،مهما ضنت عليكم الدنيا بالرحمة اطلبوا من الله أن يؤجل لكم رحمته ليوم لا تنجون منه إلا برحمته.
فهذا الحلم يكون مستوراً تحت نقاب مظلم في النفس.
ولو مررت أيها الإنسان بعد ما قرأت هذه الصفحات في هذه الحالة التي سبق وأسميتموها الحاسة السادسة،،،حاول أن لا تنجرف في الحدث بقدر ما تستسلم لروحك لأنها قريبة منك لتعيد لك كل ما رأيته، عسى أن تصل أكثر من هذا وتتذكر أكثر،،،فربما يكون التذكر مهماً جدا لك ويدلي لك بمعلومة مهمة جدا تنفعك لدنياك أو لآخرتك.
مثال على هذه الحالة
أحد الأشخاص من ((قراء الجزء الأول))
يقول:
أنني أملك الحاسة السادسة بشكل قوي جدا، سأروي لك ماذا حصل معي في أحد الأيام.
كنت في جلسة عمل مع ثلاثة أشخاص من رجال الأعمال، لكي نتفق ونمضي على الأوراق الرسمية للشراكة بعمل معين، حول مائدة عشاء في أحد المطاعم الفاخرة.
يقول: تذكرت المائدة في هذا المطعم، وحتى شكل الطعام والأشخاص والأصوات حين يضحكون، بطريقة معينة، وبدأت أسأل نفسي هل أنا احلم ام هذا واقع رأيته؟ لقد حصل هذا في الماضي لكن كيف؟ ومتى؟ لا لا ماذا؟؟؟وجاءني إحساس ان العقد يجب ان لا يتم وسأكون أنا الخاسر الوحيد من بينهم،،،كل هذا وأنا أفكر وأتكلم مع نفسي، حتى أن أحد الأشخاص ممن كانوا حول المائدة سألني ما بك؟
اجتبته لا شيء لا شيء.
ولكن بأسرع من لمح البصر لا أدري كيف تم الإمضاء منا جميعا على العقد.
وإذ أنا بعد عام أكون الخاسر الوحيد بينهم، وجلسنا على نفس الطاولة لكن بشجار ولا حول ولا قوة خسرت كل ما وضعت من مال في هذه الشراكة.
طبعا يا أعزائي، هذا مثال مهم وأنا متأكدة بأن لديكم صوراً شبيهة بهذه الحالة لكن تختلف من شخص لآخر.
لو أن هذا الإنسان استرسل بروحه للحظات واتبع ما وراء بصيرة حلمه المشلول المخزون الذي خرج من وراء النقاب المظلم للنور،،،لاستطاع أن يتريث قليلا قبل الشراكة والإمضاء.
لكن أعود فأقول لكم إذا ما زلتم تسمونها الحاسة السادسة أنها بلا هوية ولا انتماء، ولكل ولادة أصل فأين اصل هذه الحاسة السادسة ((غير مهم)) على الأقل اجعلوها تعود عليكم بالمنفعة، وهنا أقول أن الروح في الإنسان هي الشيء غير المرئي وغير الملموس والأحلام بكل تصنيفاتها ومسمياتها غير ملموسة،،،، لذلك أيد الله الرسل وبعض الناس الصالحين بروحٍ من عنده لكي تكون الحارس والملهم لهم بالثبات في كل أمر، وكما ذكرت بالصفحات السابقة عن الروح ومسمياتها ووجودها في النفس البشرية.
بسم الله الرحمن الرحيم
{رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلقَى الرّوُحَ مَنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلاَقِ}
بسم الله الرحمن الرحيم
{ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِى قُلُوبِهِمُ الإْيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ}
وهناك مثال آخر((قصة حقيقية))
في يوم من الأيام كانت هذه الشابة العروس تتسامر مع جارتها من إحدى نوافذ المنزل، وجارتها في الطابق الأسفل وأخذهما الحديث…..إذ بجارتها تقول لها إني أرى دخاناً من نافذة مطبخك، أسرعت العروس بعد أن تذكرت أنها وضعت الزيت على النار لتعد طعام الغداء.
تقول: أنها ملأت وعاء من الماء لتسكبه فوق الدخان الذي يخرج من حرارة الزيت، إلا أنها تقول قد تذكرت بأن هذا المشهد حصل من قبل، ولكن قد كان الاختلاف أن كامل المنزل احترق، فتركت وعاء الماء واستنجدت بجارتها وهي تبكي لا تعرف ماذا تفعل والمنظر يتكرر أمام عينها.
وحين جاءت الجارة لمساعدتها وضعت بشكيراً رطباً فوق الوعاء الذي كان مليئاً بالزيت تفادت حادثة الحريق.
ومن ثم تنبهت العروس أنها لو وضعت الماء فوق الزيت لزاد الحريق.
حين تحدثت معي هذه العروس هاتفيا عن ما حدث معها، انتابني الفضول وطلبت منها ان تحدثني عن نفسها أكثر إذا لم يكن لديها مانع.
ولم أسالها إلا لاهتمامي بهذه الأمور…..عرفت من حديثها وتعريفها البريء البسيط عن نفسها أنها من عائلة ونعم العائلات بالدين والأخلاق وأنها رزقت بزوج صالح بالأعمال والنوايا….وعرفت أنها إنسانة ترضى بكل ما قسم الله لها من قسمة في المال وغيره.
فهنا أيضا يا أعزائي لم يكن ما تذكرته العروس إلا حلماً قديماً وهذه العروس مطمئنة النفس راضية مؤمنة قد توقفت للحظات وشاهدت كل الحدث ومن هنا نقول (( قدر الله ولطف))
هنا نطق الحلم الذي جاء في ليل مظلم وامتلأ بنور النجاة…فمن كان يستغفر الله ومؤمناً به يحمِه الله من شر ما قدره.
سيدنا يونس عليه السلام كان في ثلاث ظلمات،،،ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت،،،ولولا انه من المؤمنين المسبحين المستغفرين لما نجاه الله من الظلمات الثلاث.
فيا ابن آدم……….لماذا إذن سيحاسبنا الله على أعمالنا الماضية؟ أليس لأن الحاضر هو نتيجة الماضي.
نتيجة الغد هي اليوم…….. ونتيجة اليوم هي الأمس.
فلا فجر قبل ظلمة الليل،،،حتى الإقلاع عن المعاصي لا يصلح إلا بالندم قبل التوبة.
ولن يرحمك الله قبل ان ترحم نفسك.
ورؤية الحدث قبل وقوعه لم يأتِ عبثا ولا ذكاء منك….فيا ابن ادم …من أنت لتقول بأنك ذكي؟؟؟؟؟
فأنت مخلوق وكل ما فيك مخلوق فإن أحسنت إيمانك بأعمالك ونياتك سيمن الله عليك ويرزقك من نوره، ونور الله يشمل كل الرضا والنجاة والفطنة.
ومن رزق بنور الله يقول الحمد لله، هذا ما شاء ربي وليس ذكاءً مني.
لان الذكاء ينسب للجسد المادي وحين يصاب الإنسان بشلل في الدماغ على سبيل المثال سيختفي هذا النسب له بالذكاء ،،،لكن ان كان من العباد المؤمنين المحسنين المخلصين سيبقى نور الله يرافقه في مرضه وتخرج روحه مطمئنة.
فنور الله يلازمنا بالدار الدنيا والدار الآخرة.
فيا أعزائي القراء إن قلتم أنني اهذي بكلماتي،،،،اعتبروني أقول لكم سلام الله عليكم،،،لأن الإنسان في الحياة مقيد بسجن الإيمان أو محرر بالحريات.
فالمؤمن مقيد بسجن الحياة لأنه يقول هذا حلال وهذا حرام أحببت هذا لله وتركت هذا لله.
أما الإنسان اللامبالي فهو حرٌ طليق لا قيود حوله يفعل ما يحلو له ولا ينظر لله والله أيضا ينساه ان لم ينسه في الدنيا ينساه في الآخرة كما الإنسان في الدنيا نسي الله وكل عمل يقربه لله.
والآن قبل ان اقفل هذا الباب تأملوا أحلامكم التابعة لمسمياتكم لهذه الحاسة السادسة….ستنشدون زوايا أحلامكم المشلولة حين تصحو من مكانها….تذكر جيدا كيف ترفع رأسك إلى السماء لتنحني بروحك لله ويرزقك من نوره في أحلامك القادمة.
فاجعل حرارة ضميرك أعلى من حرارة حواسك حتى نفسك تحكم أحلامك بنفحات الروح.
فاعلموا أنه سيأتي يوم وأرواحكم تحكم أنفسكم.
التّماسُّ مع الأموات
تقترب أيها الحالم في رحلة نومك إلى التماسّ مع من سبقونا لدار الحق (الأموات) وتحاورهم وتقترب منهم، وأحياناً تراهم دون أن يتكلموا معك كلمة واحدة وهذا ما يزعجك حين ترى الميت دون أن يتكلم معك إلا أنك تقدر أن تعرف أنه يخفي
أمرا مزعجاً أو مفرحاً لا شعوريا لأن روحك التي التقت معه وليس أنت.
وكثير أيضا ممن يرون في أحلامهم الأموات ويتكلمون معهم من خلال النظر إليهم دون النطق ويستلمون الرسائل من الأموات، ويتسغرب الإنسان حين يستيقظ ويذكر رؤية الميت وكيف تكلم معه دون كلام ولكنه فهم ترجمة هذه النظرات….وأنت فقط تستطيع أن تفسرها وكأنها حبر سري وأكثر الرسائل السرية هي التي تأتينا من الأموات….وهي تفسيرات عبقرية بين الحالم وروح الميت.
أنها رؤيا مليئة بالحنين والشوق،،،وهذا التّماس بالحنين والأشواق تكون فيه رؤية الحق ولو كانت لمحة عابرة.
كل أرواح السابقين تلجأ للنظر إلى الحياة الأولى،،،ولكن نحن نحتال على أنفسنا ونقول جاءنا الميت في الحلم ولكن هنا تظل أنفسنا تبحث عنه لمعرفة الحق والموت.
رؤية الأموات في أحلامنا هي نوع من الخير الذي يتركه لنا الميت من ميراث ولكن لا نستلمه إلا من خلال أحلامنا بعد موت الإنسان،،،فكم نتألم على من نفتقدهم إلا أننا نسعد حين نراهم في أحلامنا، فأرواحهم لن تتوه عن أرواحنا يا أعزائي ولن تتخلى عنا وخاصة الأرواح الطاهرة الطيبة.
ربما كثيرا ما اكتسبنا أموراً جديدة ومهمة من لقاء أرواح الأموات في أحلامنا،،،رغم ان كل ما نكتسبه كنا نجهله من هذه الروح في الحياة ونحن على مقرب منه قبل الموت.
فما يلبث الموت يختطف من نحب إلا ويعود بروحه لنلتقي مع روحه وهي متشكلة في جسده لتعلق هذه الروح بالجسد وهي التي لازمته منذ بداية وجوده.
لا تستغربوا، أنها رؤية حقيقية يا أعزائي، لأننا جميعا في لحظة النوم يتوفى الله أنفسنا، فأرواحنا تتلاقى مع الأحياء والأموات لأنها أرواح تتعلق كلها بالأجساد كما نحن نيام على أسرتنا، ولكن أرواحنا ترحل هنا وهناك، وأيضا الأموات جسدهم قد فني ولكن أرواحهم مسجونة بالفضاء تشرف على الآخرة وعلى الدنيا حتى يوم الحساب ويوم القيامة.
وكم من الحالمين حين يرون الميت في أحلامهم يدركون أنه يتكلم معهم وأن هذا الشخص هو ميت! ألا تشعرون بهذا الأمر كم هو مهم؟ أنت بروحك ترحل وتلتقي بروح الميت إلا أنك في لقائك بهذه الروح تدرك أنها هذه تعود لشخص قد أصبح من الأموات،،،وكثير هم من يخافون حين يرون الميت في حلمهم ،،،هذا لشكوكهم بأن الميت يريد أن يأخذهم عنده ،،،لا يا عزيزي، ليست روح الميت هي التي تأخذك إلى عالم الأموات، بل الله وحده هو الذي يأمر بالقبض على روحك ولا ينتهي عمرك إلا حين ينتهي أجلك، مهما خفت من الموت سيأتي موعده حتماً.
التقاء أرواح الأحياء وأرواح الأموات بالأحلام ،،،اشتياق روحاني يتم إشباعه من خلال توفي الأنفس.
فالإنسان لا يقدر أن ينسج كل خيوط رحلة نومه بما يرى أرواح من سبقونا.
روح الميت حينها تنسج دوائر الرؤيا أمام عين الحالم على شكلها الطبيعي المألوف لدى الحالم لشكل الميت قبل رحيله عن الأرض،،،هذا الشوق ولقاء أرواحهم الشيء الوحيد الذي لا يستطيع المكتشفون وضعه تحت المجهر ومتابعته….لأن الإنسان يحتاج لأول الخيط وآخره ليتم عقد الخيط والاختبار لفك هذه العقدة المربوطة لأننا نعلم بدايتها ونهايتها…فالميت لا نقدر أن نمسك له أول خيط ولا آخر خيط لأنه رحل من بين أيدينا تماما فما نراه بالحلم ونلتقي فيه الروح التي عجز الجميع عن فك رباطها على الأحياء فكيف على الأموات.
ورغم كل هذا التباعد وعدم التقاط الخيوط إلا أننا ما زلنا نرى الأموات في أحلامنا…
إذن من هنا علينا أن نُخرجْ أيدي المكتشفين وكل أجهزة المختبرات، ويبقى لنا الإيمان المطلق في الله وندرك وجود الروح وإنها مليئة بالخفايا والأسرار المحجوبة عنا فمهما علمنا لا نعلم إلا القليل.
أينما استدرنا بوجوهنا،،،سنرى أن بذور الغد آتيه من أعماق الظلمات وتنبت في بزوغ الشمس من جديد.
فالله أخرجنا من بطون أمهاتنا لا نعلم شيئا،،ومن ثم جعل لنا السمع والبصر وكل ما انعم علينا به من خيرات.
وتبدأ الحيرة تغزو أنفسنا لو ذهبنا إلى قبر الميت،،، لوجدنا جسده أصبح باليا وما تبقى منه إلاّ بعض العظام.
وأيضا انظر إلى نفسك حين تذهب إلى فراشك لشعورك بالنعاس والتعب ،،،تنام وأنت لا شيء بيدك.
أي أنك لا حول ولا قوة لك، روحك بيد الله وجسدك ينتظر أن تُرَدَّ روحه.
ومن هنا ندرك ان الميت أيضا روحه أصبحت بيد الله ممن سبقونا فهي تكون في الفضاء تلتقى مع من تعارفت عليهم في الأرض ومع من لا تتعرف عليهم بالأرض، بالضبط كما أنت ترى في أحلامك أناساً لم تذكر أنك التقيت بهم لأنه تم اللقاء بين أرواح فقط ولكن أرواح متعلقة بالأجساد، إن كان من الأموات أو من الأحياء، لذلك صوّر الله لكل خلق صورة لتتعلق الروح حسب الصورة التي صورها الله في خلقه من أي نوع من أنواع الخلق.
الأرواح تدري وتعلم ما لا تدركه الحواس وتعلمه.
إن السؤال المهم في هذه الأحلام برؤية الأموات هو:
من يأتي للقاء بأرواحنا؟ الأموات تأتي لتتلاقى مع أرواحنا أم الأحياء في رحلة أرواحنا حين النوم هي التي تبحث عن أرواح من سبقونا من الأموات؟
سؤال مهم جداً يا أعزائي حاولوا الإجابة عليه دون النظر إلى أسفل لدقيقة واحدة فكروا بإلإجابة.
والآن هيا نرى كم قارىء إجابته أجابه قريبة لإجابتي.
روح الميت هي التي تأتي وتبحث عنا،،،وهذا لتعلقها بالجسد وهو التعلق الرابع كما ذكرت في (الكابوس).
ولو أنها فارقت الجسد المادي بقوله تعالى {وَمنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُون }
لأن الميت قد سبق الإنسان الحي في سنة الحياة بأنه قد مر بمرحلة الموت وقبضت روحه ونفسه ذاقت الموت،،،أما الحالم الحي قد مر في مرحلة واحدة وهي الحياة الأولى ولم تقبض روحه تماما رغم توفي الأنفس بالنوم.
لذا هم السابقون ونحن اللاحقون، إذن هم قد سبقونا ليس فقط بالموت بل سبقونا في خوض طريق جديدة كانت مقدرة من الله ومن ثم نحن نلحق بهم ونسلك نفس الطريق.
فأنت الإنسان الحالم لا تعرف الطريق للوصول إلى مكان أرواحهم، رغم ان الفضاء واسع فهم يدركون أكثر بأرواحكم، ولا تنسوا أن الأرواح تتلاقى وتتآلف كما في الحياة، فالتخاطر بين الأرواح يقرب الطرق والمسافات في الفضاء للقاء بين روح الميت والحي.
لذا رؤية الميت في الأحلام هي رؤية الحق، لأن روح الميت هي بيد الحق ودار الحق فلا نقدر ان نقول أنها أضغاث أحلام أو صور وهمية،فلقاء الأرواح ببعضها بين الميت والحي شيء لا يحتاج للفكر بقدر ما تحتاج الروح للسجود لله وانخفاض النفس للحق والحق كل الحق من الله والموت حق وأرواح أمواتنا هي بيد الحق.
فلا تنسوا دعاء الرسول عليه الصلاة والسلام ((إنْ أَمْسَكْتَ رُوحِي فارْحَمْهَا وإنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا)) قد سبق وذكرته في الصفحات الأولى ببوابة المفتاح.
الله سبحانه وتعالى يأذن بأمره للروح بأن ترسل وتتلاقى مع أرواح الأحياء والأموات .
وهذا أيضا مهم جدا ان تتمعنوا في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام
( ان الأرواح جند مجندة تلتقي في الهواء فتسأم فما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف)
هكذا نعلم ان رحلة روح الميت بعد موته هي أكثر معرفة من الحي،فالميت لا يستطيع العودة والتصحيح من أعماله أو يقول لنا هكذا الموت ويصفه لنا…إلا أنه يظل يلتقي بأرواح الأحياء.
وأخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديثه أن الميت إن كان لديه ولد صالح يدعو له بالمغفرة سيساعده بعد وفاته وأيضا يقدر الحي أن يقضي ديناً عن الميت ويحج عنه ويعتمر عنه، أمور قد تساعده في دار الآخر ة وتصله كلها لأنه ما زال تعلق روحه بجسده تصل إلى أقاربه من الأحياء، ولو تمعنا في هذا أن الميت لا يقدر أن يعود إليكم، الله بإذنه يتقبل العمرة والحج وقضاء الدين ان قام احد أبنائه بقضائه عنه من هنا الولد الصالح قد يؤثر ويقدم الخير عن والديه بعد موتهم.
وأكثر التّماسّ بين أرواح الأموات والأحياء تأتي إلى الأقارب، للولد أو البنت أو الحفيدة، حتى نتسلم منهم رسالة إننا ما زلنا إحياء نقدر ان نغتنم وجودنا بالحياة ونكثر من عمل الخير، واعتقد أن رؤية الأموات هي نعمة من الله علينا حتى يقرب لنا الشعور بالموت بأنه لا عودة بعده إلا يوم البعث.
وأكثر ما يهمنا للتوصل أكثر للعلاقة بين الأموات في الأحلام والأحياء لنتذكر أهم دعاء استغفار وهو ( استغفر الله لذنبي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات)
أذن الذي ما زال حياً يقدر أن يساعد الأموات حتى بالاستغفار لأن ديننا دين رحمة، فوالله لو تمعنا وتدبرنا نعمة الله ورحمته لسجدنا العمر كله حمداً وشكراً لله على رحمته التي وسعت كل شيء، لكن عقولنا لا تدرك كل شيء فقط نحسب أن كل شيء هو التطور والتكنولوجيا وكل ما تراه العين،،،ولكن ما تشعره الروح لهو أكبر وأعظم من كل الدنيا وما فيها.
والله أعلى واعلم أنصح بكل من يرى في أحلامه الأموات أن تسلم الرسائل منهم جيدا ويستغفر لهم،،، لأنه سيأتي يوم يكون في نفس الحال يأتي إلى غيره من اللاحقين لأنه سيصبح من السابقين.
وكثير من الأموات يحثوننا على عمل شيء في أحلامنا لكن هيهات أن نتسلم هذه الرسائل.
بإمكاني أن أكتب لكم الكثير من الأحلام التي كانت تحث الحالم على أمر هام جدا في الحياة،،،
وكثير ممن استلموا الرسائل واتبعوها جيدا قد نالوا الخير منها.
ولكن اعذروني فلا أحب أن أضع أحلاماً تخص الأموات والأحياء في الكتاب لأنني متأكدة أنكم لستم بحاجة لأن أكتبها لكم،،،جميعنا نلتقي مع أرواح قد سبقتنا إلى دار الحق فمن كان مؤمنا بالله واليوم الآخر يعرف قيمة هذه الأحلام .
وحين نذكر أن الله يأمر بالإحسان… علينا أن ندرك أن الإحسان قد ينال السابقين إلى دار الحق حتى نجد من يحسن لنا بعد موتنا….ورغم أن القلم مرفوع عن النائم حتى يستيقظ .
والله أعلى وأعلم دائما وأبدا.
أحلام المريض نفسياً
أحلام الإنسان الذي تعرض لمرض نفسي وإن كان لم يطرق باب الأطباء، إلا أنه يعاني من اضطرابٍ في نفسه وكآبة لا يدري مصدره لعمق التداخلات في الرفض والاستجابة لما يجري من حوله في الماضي والحاضر وقد يؤثر هذا على الغد لذات النف
س البشرية في هذه الحالة.
وهنا تدخل أحلامه في هيكل لا حدود للتعرف عليه سوى السؤال المتكرر في اضطرابات في نفسه لينال شيئا أو يتوصل من خلال أحلامه بأن من حوله لا يدركون ما في نفسه من هواجس وتخبطات.
يعتبر أحلامه هي الملجأ الوحيد للتعاطف مع كل اضطراب وكآبة تعصران نفسه.
فكل أحلامه أثير حي من روحه لتفرز الحلول وتخرجه من ذاك الاضطراب.
أحيانا تنحصر أحلامه في البكاء،،،هذه الأحلام لا تعود عليه بكلمات ينطقها بشفتيه بقدر ما يعتبرها أسراراً لذكريات قديمة، ويكرر صورها في اليقظة بشكل دائم ليزداد في قوقعة نفسه المختبئة بكل هواجزها ممن هم حوله.
فالحالم هنا يلتمس من أحلامه كل الحاجة ليعرف حاجاته قبل أن تولد في أعماق نفسه ينتظر قوة خفية تمحو كل الماضي، لأنه يعتبر الماضي العقبة في التقدم،،،فلا يرى النور من خلال ما اختزن في نفسه من منغصات الحياة التي لم يحتمل تكرارها في حياته.
لكن من هذه النقطة تشكل أحلامه كل الحرية له في الانطواء والتقرب من نفسه للبحث عن العزلة أو عدم شعوره بأن من حوله قادرون على فهم ما يجول بنفسه للغته الخاصة الداخلية المحصورة بين الصمت والخيال.
فكل ما في أنفسهم يلعب دوراً كبيراً في أحلامهم بالبحث في كل ما يجدون فيه لذة من عذاب النفس واللوم.
لكن في واقع حياتهم ونهارهم،،،لا أذن تسمع نداء بحثهم هذا…لذلك يعوضون هذا بأحلامهم…التي تشكل لهم طوق النجاة للغد.
لذا نجد الطبيب النفساني يقوم بتحليل ما في أعماق نفس المريض.
وإن تمكن الطبيب من التوصل لأحلام المريض قد يحصل من خلال أحلام المريض على أهم خيوط الشفاء.
وإن ابتعد المريض عن سرد أحلامه يبدأ الطبيب في التعمق بنفس المريض ليخرج منها كل الماضي ويركز على الفشل الماضي في حياة المريض.
وإن فشل الطبيب في الدخول إلى هذه النفس المحصنة بالصمت وهذا يحصل كثيراً،،،يكون خيار الطبيب هو إعطاؤه الأدوية المهدئة……رغم أن المريض النفسي والمكتئب المنزوي يا أعزائي بينه وبين نفسه نراه هادئاً لا يتكلم ،،،فهو ليس بحاجه للحبوب ليزداد عزله وهدوءاً،،،نجد أن تناوله لهذه الأدوية زاده هدوءاً وابتعاداً عن الناس أكثر، وإن فعلت هذه الحبوب شيئاً فإنها فقط جعلت المريض لا يتصارع مع نفسه في فترة صلاحية الدواء للوقت الزمني لكنه لم يخرج شيئاً من أي اضطراب موجود بالنفس التي احتفظت بما يؤلمها.
ولو تمعنا في أحلام المريض نفسيا لوجدنا أنها تخرج كل ما في نفسه هذا لأنها تشكل صورة واضحة عن كل ما يخفيه أو يخجل منه لأنه حين اختزن هذه الأحداث الماضية أعتبر نفسه لا يقدر أن يقف أمامها فجعل لها المكان في نفسه كي لا يراها غيره.
ونلحظ أن المريض نفسيا يرفض أحلامه بالليل ويستيقظ كثيراً من النوم بشكل مستمر…لكن سرعان ما يحاول أن يسترجع هذه الأحلام ويعود للتمسك بها لأنها تجعل منه البطل أمام أي مشكلة أثرت عليه.
فمناجاة أحلامهم تتموج في أنفسهم في سكون أذهانهم خوفا من بقاء أفكارهم بالظل ليلا نهارا.
ولا يكشف هذا سوى الحالم وحده لأنها أمور خاصة قديمة تتعلق بماضي الحالم.
من خلال أحلامهم تطل الدنيا بجمالها عليهم،،،وأحزانهم تسجل بتوترات في يقظتهم.
فالنوم والفراش يشكلان للمرضى نفسيا الأمان أكثر من التعامل مع الناس.
يعتبرون أحلامهم هي الحياة الصريحة والحياة هي الحجاب وغير المعقول.
وينظر المريض إلى تخبطات نفسه من خلال أحلامه بنظرة أوسع وأفضل من السير بين الناس والحديث معهم….يعتبر نفسه من خلال الحلم يواجه كل ما حوله
فلا بد أن أحلامهم ترفع لهم كل تأملات نفوسهم أكثر مما حصلوا عليه في الحياة…..وأحيانا تنحدر بهم إلى كل خيبتهم في الواقع.
وترافق أحلامهم جميع الأمور التي أثرت في نفوسهم،،،لذلك تصبح أحلامهم الأم الحنون عليهم التي تخرج لهم كل ما في أحزانهم ولا يترددون في مناقشتها في أحلامهم والتعامل معها.
فضعف الإيمان بنفوسهم جعلت أحلامهم لا تحلق فوق سحابات النور.
قلة القدرة لديهم وقلة الصبر وعدم الرؤية لأبعد من أنوفهم تجعلهم يشعرون بانتهاء الفكرة قبل أن تولد،،،فلا أمل لديهم ولا ثقة.
أحلامهم مفتاح النجاة أو الأكثر بحثا عن الأمان…فاقرب شفاء لنفوسهم التقرب من القوة الخارقة لنفوسهم وهذه القوة لا تأتي إلا بالتقرب من الله وهذا أمر يصعب أن يدركه إلا المسلم الذي يؤمن أن في القرآن الكريم ما يشفي القلوب ويهدىء من روع النفوس وتقلبها…حينها تساعدهم أحلامهم على التقرب من النهار الجديد والتعامل معه.
في أعماق أحلامهم رغباتهم التي تسكن الصمت من وراء الغد والماضي.
وستبقى ثقتهم بالأحلام عظيمة لأن كل الخفايا تظهر لهم وتطرق باب نومهم.
فما اقترب النوم منهم إلا وأعطاهم صورة الموت على شكل سعادة أو عذاب الأنفس،،،،وهذا سبب من أسباب تقربهم من فكرة الانتحار…لكن لا أحد يدري عن أحلامهم التي تشكل لهم المتحدث الوحيد والعالم الوحيد الحاصل على كشف أسرارهم وهم يدركون هذا جيدا…وأعود فأقول كثير منا يمر بهذه الحالة دون أن يصل إلى طبيبٍ نفسي، فلا تستغربوا أن تجدوا نسبة لا بأس بها تشكل لكم صوركم في لحظات ماضية أو حالية في هذا الباب، وقد كنتم تعتقدون أنكم على ما يرام، فالكثير منا يعتمد الحياة المادية دون الروحانيات ….وهنا الروحانيات ما هي إلا الأمان والثقة بالله كيف تؤمن بالله وتتوكل عليه في كل شيء سوى من روحك فكثير لا يدرك معنى الروحانيات …يحسبها عالماً بعيداً عنه …فكيف هذا وجميعنا توجد فبنا الروح؟
وكل منا فيه مرض نفسي ينشد في أحلامه أشد طرق الوحدة.
وهنا الذي يعاني من قلة الأمان في النفس يعتبر الحياة مليئة بالفراغ المرعب.
فأحلامهم تكمل لهم حاجاتهم المقيدة في نفوسهم.
رغم إدراكهم أنه سيأتي نهار جديد يعيدهم إلى عالم الصمت والسكينة ولكثافة الضباب حول كل ما يرونه في واقع حياتهم نجدهم غير قادرين على رؤيته بوضوح إلا من خلال أحلامهم…المتأججة في التعمق بنفوسهم.
أحلامهم غير محدودة في فترات نومهم…فهم لا يرون عظمة نفوسهم وقلة حيلتها إلا من خلال أحلامهم التي تريهم حقيقتهم دون تفسيرات كاملة،،،فكيف يفسرونها كاملة وهم بالأساس يهربون من المواجهة في النهار؟
ولا ننسى أن الأحلام تترجم في النفوس لتصل للعقول في اليقظة….وليستلمها الحالم ويستوعب ما فيها من حكمة عليه أن يمسك بخيوط أحلامه بقوة إدراك وسلام مع النفس ومع من هم حولنا في الحياة.
إلا أن التكدر في نفس الحالم يجعله يقف كسولاً يائساً لأنه أصبح فاقد الأمل.
وتكون أحلامهم لسبب وضعهم النفسي وعدم ثقتهم بقدراتهم تجعل أحلامهم أضعف حلقة في كيانهم للاستفادة منها.
ولا ننسى أن الإنسان الذي يعاني من مرض نفسي (حتى الآن أقول عنه مرض نفسي) ينكر كل أحلامه في النهار ويحاول إخفاءها فهي تابعة لحقيقة ما يضمر بنفسه،،،وأكثر إنسان قد يوصلنا إلى معنى الأحلام هو الذي تعرض لمرض نفسي، إن استطعنا وأخذنا كل أحلامه وحللناها خلافاً لحياته الواقعية….وكأنهم يُنكِرون شتاءهم في صيفهم
ولكن شتاءنا لا ينكرنا مهما حصل منا ولا صيفنا ينكرنا في شتائنا يعود لنا كل فصل ويمحو ما قبله ويختزن ما بقي من آثاره في نفوسنا من أحزان وأفراح.
فهذه الأحلام التي تحيط نوم المريض نفسيا قد تساعده على الضياع من نفسه أكثر والكسل وعدم العطاء.
لذا أنصح الجميع ممن يمرون في هذه الحالة ،،، بأن يقنعوا نفوسهم بأنها لا يمكن أن تصل لهذه المرحلة إلا لقلة إيمانها وثقتها بأن الله قادر على كل شيء ،،،فلا تعتقدوا بأن قلة حيلتكم دفنت حقوقكم،،، ومن هذه الجملة الصغيرة ستجدون هنا النقطة الرئيسية التي تجعلكم تصلون لهذا المرض ،،،والحقيقة بأنه ليس المرض الذي يحتاج للدواء.
الصرع والجنون هو الذي بحاجة إلى الطبيب والأدوية بالتصرفات العنيفة والصراخ وغيرها من المظاهر.
أما النفس فهي ملك الإنسان علاجها وسلامها وراحتها بيد صاحبها فليبحث عن طريق سلامتها!!!!!!!
وكل هذا يتم حسب عقيدة الإنسان ودينه،،،وأيضا في صحبته، وأحيانا يصاب الإنسان يصاب بكل هذه التناقضات، لم ير من حوله من أصدقاء واختلاف في وجهات النظر، وحتى أفراد العائلة نجد كل فرد له تطلعاته،،،لذا تجد الهواجس والعذاب يقع على النفس، ولا بد هنا من العوم في نفسك لخروج كل ما هو غير مناسب لطبيعة نفسك فلا تترك كل الاقتراحات تتبع لنفسك حتى لا تصل للهروب منها.
فالنفس خلقت للعبادة لا لتكون معبودة، فلا تعبد أي نفس من حولك،،،فالطريق واضح رغم وجود الضباب، ولا بد للضباب أن تملأه قطرات الندى لتضفي برودة على النفس بعد حرها المتأجج من المداخلات الخارجية.
فزيادة إيماننا في نفوسنا هو الذي يحث نومنا بوحي نفحات الروح لنقول أنها أحلامنا بكل نوعيتها وشكلها.
فكيف لكم أن تروا ما هو أدنى من النفس الطيبة إلا إذ كنتم في علوٍ شاهق من الإيمان وبعد شاسع عن الرفض لقضاء الله عما حل بنفوسكم التي ظلمت روحها في نفحاتها.
هنا الحالم هو الإنسان الذي يقرر أي نفحات ترسلها روحه في سر نفسه.
فلمَ لا نبلغ كاملاً بالمستطاع في إيماننا، ونعرف حقيقتنا التي أصبحنا نتنكر لها في ظل التطورات والحضارة التي أنستنا العراقة والأصالة الحقيقية لنفوسنا ولم وجدت.
إنَ ما يبدو لكم ضعيفا فيكم فهو الحلم الذي لم ترسله روحكم لنفوسكم.
فالمسلم ليس بمريض نفسيا ودواء النفس قربه في قلبه ومنزله وصلاته.
فاغتنم كل ما أعطاك الله في دينك وارفع رأسك أيها المسلم وقل……….
أنا من شهد أن لا اله إلا الله وأن محمداً رسول الله .
فهذه أكبر شهادة من الله أن نفسك لن تصاب بأي مرض ما دامت تعني هذه الشهادة وما يترتب عليها من إيمان وأفعال.
وعلى المسلمين أن يعلموا وأعتقد أنكم تعلمون أن نسبة الانتحار والأمراض النفسية لدى الغرب أكثر منا…ألا يكفي هذا لتعلموا أن النفس لا تمرض وهي في سلام مع الثقة والإيمان بالله والرضا بقضائه وقدره؟
التأثيرات الخارجية في الأحلام
تتسحب التأثيرات الخارجية إلى أحلامنا بتسارع نبضات القلب،،،وتتضاعف اهتزازات أرواحنا في رحلتها.
هنا يكون الحالم مجذوباً بقوة خفية ما بين رحلة روحه والتقاط حواسه من التأثيرات الخارجية لتختلط أحلام النائم بالواق
هذه التأثيرات الخارجية في منامك توحي إليك بأنك تُدركها تارة وتهملها تارة أخرى .
وحين تستيقظ من نومك وتُردّ روحك لك تكتشف أن بعض ما رأيته في الحلم هو موجود من حولك ما زال عمله قائماً، مثال( كسماع أغنيه أو مشاهدة فيلم أو شقاق ونزاع بين أفراد العائلة أو طعام معين من رائحته أو أمور كثيرة قريبة من حولك )
ودعوني أبدأ من الآن بمثال حي من بعض الأمثلة الموجودة لدي من قراء خفايا الحياة الجزء الأول.فهذا الحلم الذي سأقصه عليكم هو اقرب شيء لتوصيل الفكرة.
((الحلم هو))
كانت متكئة على إحدى الكنبات في غرفة الصالون في منزلها.
وكان معها في المنزل أخوها الكبير وأخوها الصغير، في غرفة الجلوس، وكانت تشعر بإرهاق كبير ومن كثرة الإرهاق غرقت في النوم العميق على الكنبة.
وقالت أنها استغرقت من الوقت ثلاث ساعات في نومها، كان حلمها بأنها رأت نفسها بين رفيقاتها في الجامعة، وتتجول معهن في ساحات الجامعة وتلهو وتلعب وتمازحهن كعادتها.
وتقول أنها في لحظات سريعة أصبحت ترى كل صديقاتها ممثلات في السينما أنهن بطلات فيلم.
وأصبحت هي متفرجة عليهن مثل الجمهور.
وكان الفيلم الذي تشاهده فيلم دراما لأن بطلة الفيلم كانت تريد أن تنتحر أمام القطار، ولأنها لا تحب الدراما… قررت أنها لا تريد أن تكمل الفيلم التي أجبرت عليه وعلى مشاهدته إلا أنها ترفض النهاية.
وحين استفاقت من النوم وردّ الله روحها ، تلفتت حولها وبدأت بالتبسم وهي تنظر إلى إخوانها.
وسألها أخوها الكبير: ((ما بك مثل البلهاء تبتسمين لوحدك إنك نائمة ثلاث ساعات، أكيد أنك صاحية مبسوطة بعد ثلاث ساعات، على كل الأحوال فاتك الفيلم، شاهدنا فيلماً جميلاً وأنت نائمة والآن انتهى الفيلم حين استيقظت)).
قالت لي: حين أنهى أخي كلماته هذه لا أدري أصبحت اضحك بصوت عالٍ من كل قلبي….وقالت لإخوانها ((وأنا أيضا شاهدت فيلماً في حلمي بس كان فيلم دراما مصري مش أجنبي، أنتم شاهدتم فيلماً أجنبياً وأنا فيلم دراما مصرياً)) .
وعلى الفور قال لها أخوها الكبير أروِ لي ما كان في حلمك وهو يضحك…وإن قلتي لي سأشرح لك قصة الفيلم الأجنبي.
وبدأت تروي لهم حلمها بتفاصيله من قبل الفيلم حتى بدأت تشاهد الفيلم،،،وقالت لي أن إخوانها نظروا إلى بعض بتعجب كبير كأنهم يكذبونها أو يشكون أنها كانت نائمة.
فسألها أخوها من هي بطلة الفيلم من الممثلات المصريات التي أرادت الانتحار؟
قالت أنها فاتن حمامة وأنت تعلم أنني لا أحب تمثيلها لأن فيه دراما وأحزان.
فأجابها أخوها الكبير لو قلت لك أنك شاهدت قصة الفيلم الأجنبي ولكن بالعربي تصدقيني؟ لأن الفيلم الأجنبي كان دراما وبطلة الفيلم انتحرت أمام القطار.
وقالت لي الفتاة أنها طلبت من أخيها أن يحضر لها الفيلم حتى تشاهده لأنها تأثرت جدا بما قال أخوها وإخوانها تأثروا جداً بحلمها.
من هنا سأتحدث عن الحلم الذي تداخلت فيه التأثيرات الخارجية للقارئة الحالمة.
هذه الفتاة لا تحب الأفلام الأجنبية على الإطلاق هي تقول هذا.
ولكن حين رحلت روحها بعد نومها بقيت على تعلق واتصال في الجسد بالشكل الطبيعي إلا أنها حين جلست على الكنبة كانت تريد الجلوس فقط ولا تريد النوم ،،، فبقيت في نفسها الصور المتعلقة بروحها لجسدها، وأيضا أعلمكم بأن مكان الجامعة لا يبعد عن منزلها أكثر من أربع دقائق فقط….فرحلت روحها وبقيت قريبة ملازمة كل ما حول الجسد من آخر مكان جاءت منه الفتاة على ارتفاع بسيط من جسدها.
هنا نلاحظ أن أحلامها في تلك اللحظة اخترقت مشاهدة الفيلم ووصفته بعد استيقاظها ، فاستطاعت أن تذكر تفاصيل الحلم لأن حلمها برحيل روحها كان قريباً من حولها .
مثال آخر بسيط، كثير من الناس المحافظين على صلاتهم حين ينامون بالنهار أو الليل تراهم يقولون أننا حلمنا أننا نصلي وحين يستيقظون من نومهم يجدون أن موعد الصلاة قد حان لأن أرواحهم تريهم بعض الأمور التي تتأثر فيها أرواحهم من خارج غرفة أحلامهم .
ونقول أنها تأثيرات خارجية تخترق رحلة الأحلام.
وأيضا كثير منا يحلم أن جرس المنزل يقرع وحين يستيقظ بعد دقائق قليلة يقرع الجرس لأن الروح تتأثر بما يلحق الجسد الذي تتعلق به فهنا ندرك أن الأحلام لها خصائص كثيرة وفوائد كثيرة…
وكم من الأمهات يحلمن أن أطفالهن يبكون أو أن هناك حريقاً في المنزل وحين يستيقظن بعد دقائق يبدأ الطفل بالبكاء أو يشعرن أن رائحة غاز بالبيت وقد اقترب الأطفال من الغاز وكثير أمثلة ستتذكرونها لوحدكم.
وهذه الأحلام التي ترافقها التأثيرات الخارجية ،،،،هي أكثر لإنسان متيقظ في حياته ومن صفاته أنه يتنبه لكل شيء من حوله،،، وللتفسير أكثر هم أناس عاطفيون أكثر يتأثرون بالأحداث التي حولهم التي تخصهم أو تخص غيرهم .
والآن كثير منكم من الممكن أن يصنف نفسه حسب هذه الأحلام…فأقول لكم أن أحلامكم تملؤها التأثيرات الخارجية.
فالروح أيضا يا أعزائي لا ترحل عن الجسد إلا وهي مدركه ما يجول بخاطر نفس الحالم.
أنت لا تعرف بما تفكر روحك ولكن روحك تعرف ما في نفسك وفكرك.
فأرواحنا تسكنها قوة خفية بأمر الله …لأن الإنسان مهما حاول أن لا ينام لا يقدر إلا وأن يهرب لأقرب مكان ليستلقي بجسده ومن ثم ترحل روحه فلا بد للروح أن ترحل عن الجسد مع التعلق به.
والروح ليست بحاجة لإذن من الجسد المادي لترحل عنه حتى وهو مستيقظ.
لهذا مثال بسيط يحصل مع الجميع.
إنسان يجلس بين أصدقائه أو زملائه أو تراه يقوم بأي عمل…تراه فجأةً ابتعد بعقله بعيداً…وإذا سألته ما بك يقول لا أعرف، سرحان لكن لا أعرف بماذا؟
ومن هذه النقطة المهمة التي انتم الآن جميعكم قلتم صحيح هذا لكن ماذا يعني؟؟؟
سأفتح الآن مباشرة بعد هذا البوابة (بوابة أحلام اليقظة)
هيا بنا يا أعزائي.
أحلام اليقظة
هذه الأحلام تأتي إلى عيوننا وتستحضرها أرواحنا مثل نسمات الهواء التي تمر من جانبنا دون أن ندري أصول اتجاهاتها….ونشعر بنسماتها وعبيرها وأحيانا بأنها تخنقنا وتعطينا خفقان القلب ونقول الجملة المعهودة بين البشر (قلبي هاوي)
فكأس الحياة الذي يشربه الإنسان ممزوج بالمرئي واللامرئي،،،،بالمفهوم واللامفهوم،،،في المعقول واللامعقول.
حقائق أحلام اليقظة هي أفكارنا من مخيلة أنفسنا وما فيها من أمنيات معقولة ولا معقولة.
تهيئ لك هذه الأحلام في اليقظة برحلة الروح التعمق في أمنياتك وأهواء نفسك الخفية الدفينة بين جدران ذاكرة النفس،،،وبسبب رغبات نفسك الدفينة رغم أن هذه الأحلام تكون أحيانا غير معقولة،،لكن لو عدت إلى نفسك لتمنيت أن تكون معقولة وتنفذ على أرض الواقع،،،لكن الحس المنطقي في عقولنا يرفضها،،،لعدم قدرة الإنسان على القيام بفعلها.
فمهما كانت أحلام اليقظة مدروسة في عقولنا ونقدر أن نصفها وصفا دقيقا إلا أنها لا تنفذ على أرض الواقع،،،،فمصدرها من تمنيات النفس بعمل الشيء اللامعقول .
إنها أحلام اليقظة فوق حدود طاقة النفس والجسد وإن استعانت النفس بالجسد إلا ان النفس هنا تقوم بدور أقوى من الجسد وتعلم النفس أن أوامرها للجسد قد لا تتوافق مع أمنياتها وأحلامها.
إن كانت أحلام اليقظة حسنه أم مليئة بالإجرام.
وإن تأملت بالإنسان الشارد الذهن والفكر ، فهو يكون في حالة أحلام اليقظة،،،أنظر إليه بتمعن وإحساس روحاني لتعرف ان عينيه شاردتان كأنهما تلاحقان خطاً مستقيماً يمتد كلما استمر في الشرود حتى لا يضيع طريق هذا الخط .
وترى شفتيه كأنهما تريدان التكلم،،،وإذا لمست ذراعه أو ناديته قد لا يستجيب لك من المرة الأولى،،، وكأنه يريد أن يصبح طائرا حتى يتمكن من التمسك بهذه القوة الخفية التي تأخذه لرؤية ما هو غير مرئي وغير معقول.
فهذه المواصفات تكون أحلام يقظة من النوع الحسن والطيب.
أما الاختلاف بين أحلام اليقظة الطيبة والخبيثة،،،تدركه من ملامح الحالم
الحلم في أحلام اليقظة الخبيثة تراه بعينين شاردتين، مثل العين القناصة في انكماشها إغلاق الجفون حول عدسة العين،،،وشفتاه مغلقتان تماما وإن نظرت إلى فكه تشعر انه محكم إغلاق فكه تماما بقوة،،،هذا الحالم تعلم انه قد جاءته أحلام اليقظة المليئة بالحقد والإجرام،،،وأيضا يشعر أنها غير معقولة وهو غير قادر على تنفيذها ويعتبرها مجرد تمنيات لا يمكن تحقيقها.
ومن هنا أحيانا تكون أحلام اليقظة بنوعين، لو حاول أن يقص على من حوله من أحلام اليقظة التي اعتبرها خيالاً سرعان ما يبدأ من هم حوله بالاستهتار به ويتم إغلاق الموضوع وعدم التكلم فيه لأنه مجرد خيال بنظرهم.
لكن يا أعزائي هذه الأحلام قد تصيب البعض بتحقيق ما جاءه من أحلام اليقظة رغم أنها غير معقولة،،،مثل المكتشفين حين يصرون على البحث فيما جاءهم من أحلام اليقظة التي صورت لهم ما تم كشفه وقد تعود عليهم بتحقيق ما حاءهم، وأيضا مثل علوم السحر حيث لا يتم تحقيق أي منها إلا إذا أراد الله.
وأحيانا إذا تمعنا ببعض الأحلام من النوع الثاني وهي أحلام اليقظة المليئة بالحقد والإجرام،،،نرى أنها تحققت وأصبحت بكل بشاعتها وغير المعقول منها على أرض الواقع فالحالم التقط منها حسب أهواء نفسه الخبيثة وحاول تنفيذها رغم بشاعتها، من هنا ندرك أن أحلام اليقظة لن تخلو من التنفيذ على أرض الواقع لتصبح فعلاً واقعاً في حياة الفرد الحالم وتأثر به أفراد غير حالمين .
وهنا يقال أن الإنسان قد دبر وخطط لفعل ما فعل وأحيانا إن كان اكتشاف شيء قد عمم الخير على المجتمع يقال إنه ذكي وفي الحالتين إن كانت شراً أو خيراً يقال أنه أحكم تنفيذ خطته ولكن ما خطته سوى أحلام يقظة استلمها الحالم وبدأ بتنفيذ القوة التي أدرك أنه قادر عليها.
لكن والله يا ابن ادم ما هو بذكائك أو بقدرتك إلا أن الله شاء أن يصور لك هذه الأمور ولكن انت اخترت منها ما شئت لتنفيذه ليعود عليك في النهاية إما خيرٌ وإما شرٌ من نتيجة ولكل فعل نتيجة حسابية عند الله.
ولا تخلو هذه الأحلام أيضا من توجه الشيطان نحوها والاقتراب منها وتكون من فعل الشيطان.
ولا ننكر أن في بعض آيات القرآن الكريم ما يدل على أن الإنسان يتعلم من الجن السحر،،،ورغم أن الجان لا يرى لكن أحلام اليقظة تمتلىء في عبور الجان في نفوسنا والوسوسة لها،،،ويوجد رجال من الإنس يستفيدون من رجال الجان في بعض الأمور ويأخذونهم أولياء لهم، لأن أحلام اليقظة مليئة بالأمور المليئة بالقوة الخارقة لحدود فكر الإنسان.
ولو نظرنا إلى أحلام اليقظة التي تعود على المخترعين والمكتشفين بالعلم والتطور لوجدنا أنها نفذت على الواقع أيضا بإذن من الله، فالله يأمر الروح بإرسالها ليري الحالم، وَيُعَلمه ما لم يعلم.
ولا ننسى أن الله إذا أراد أن يُهلك قرية أمر مُترَفيها بالفساد عن طريق الأمر، والأمر يجب أن نعرف أنه يأتي من كن فيكون فالأرواح يأمرها الله كذا،،،، كن في الأمر،، تكن في التنفيذ.
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَاوَزِينَةَ وَيَخْلقُ مَالاَتَعْلَمُونَ}
ومن هنا نعلم بأن الله سبحانه وتعالى عالم الغيب والشهادة، إن الإنسان سيتوصل لاكتشاف الكثير الكثير، وأيضا الله هو الذي يُعلم الإنسان ما لم يعلم، لكن الله وضع لنا في نفوسنا ذكرى هذه الأحلام جميعها وخاصية أحلام اليقظة هي الفكر والتأمل حين يأذن لروح الإنسان بكشف خطوط طريق اكتشاف أي شيء كان الله قد يَعلمه وقد قَدَره.
وطلبي أيها القراء أن تتدبروا سورة النحل كلها بكل حرف فيها وتطلقوا العنان لروحكم وفكركم لتكتشفوا الكثير من أسرار هذه السورة وكيف أن أحلام اليقظة هي التي ستصاحبكم في تدبركم لهذه السورة فنحن المسلمين أولى الناس في القرآن الكريم وعلمه وأسراره وتدبره….وهذا لا يعني أن لا تتدبروا جميع آيات القرآن فمن أصدقُ من الله قولاً؟
ومن منكم أراد التقرب وفهم معنى أحلام اليقظة فليتدبر سورة النحل تدبراً ما بعده تدبر….ونسأل الله أن يرزقنا بركات آيات سورة النحل إن كنا من أُولي الألباب.
تحلم بأنك تحلم
هذه الأحلام هي صحوة النفس بأن تحلم بأنها تحلم، وتكون النفس تقوم بدور القوة وأنها مخيرة في هذا الحلم،،،إما أن تستسلم له أو تعود للجسد المادي وتبدأ بتحريك الحس العصبي، لأن النفس هنا تكون لا تريد ان تكمل رحلة الروح التي أرسلت