يوم الارض الخالد


والواقع غير ذلك على الإطلاق ، أي نعم يحملون الجنسية الإسرائيلية ، فهم بهذه الجنسية يحق لهم الصمود والبقاء على أرضيهم وفي بيوتهم ، وبدونها سيطردون إما إلى خارج فلسطين أو بأحسن الأحوال إلى الضفة الغربية أو قطاع غزة ..
أما عن الجنة التي يتكلمون عنها جعلت الفلسطيني في أراضي 48 كالعبد يعمل ليلاً ونهاراً كي لا تطرق شركات الجباية الإسرائيلية بيته في أخر الشهر وتصادر محتوياته بحجة أنه لم يدفع ضرائب “الأرنونا ” ضريبة الأملاك على البيوت و مقدارها سنوياً على أقل تقدير ألف دولار حسب مساحة العقار ” أو ضريبة التلفاز والتي تقدر سنوياً 300دولار، أو التأمين الوطني والصحي ، أو رسوم المياه والنفايات والكهرباء والتي أصبحت من مسؤولية شركات جباية يهودية يصعب التفاهم معهم بعد أن سحبت من مسؤولية البلديات والمجالس المحلية بحجة الإصلاح وخطط الإشفاء
صراحة يشعر الكثير من عرب الدخل بأنهم يعيشون بالإيجار في بيوتهم؛ هذا أن كانوا يملكون بيوتاً ، ففي ظل سياسة منع التوسع التي تفرضها إسرائيل عليهم أصبحوا يعانون من مشكلة في السكن والى ارتفاع كبير في أجرة البيوت المؤجرة إضافة إلى سياسة هدم المنازل بحجة عدم الترخيص..
أما عن الحرية المزعومة فحدث بلا حرج !!
العربي متهم ومشبوه أينما ذهب وحل ، فإن زار قريب له بمناطق الضفة الغريبة ينتظر بالساعات على الحواجز ولا يسمح له بالمرور إلا بعد الفحص والتدقيق ..
وإن سافر إلى الخارج فهذة حكاية طويلة !!
بمطار اللد “بن غوريون” يخضع لأبشع عمليات الفحص والتدقيق ولا يفرق بين مسؤول عربي من الداخل أو حتى مواطن بسيط، الكل مشبوه ومتهم ..
عرب الداخل يعانون من مشكلة في تعاملهم مع محيطهم العربي !!
لدى سفرهم للدول العربية والتي تربطها علاقات سلام مع اسرائيل ” مصر والأردن ” يعاملون وكأنهم يهود ، ويلاقون أسوء صور الاستحقار والمهانة ، فيعرفون على أنفسهم بالخارج أنهم من الضفة وغزة كي يتجنبوا سوء المعاملة ، وإلى جانب المهانة هناك تميز واضح ضدهم
فكأنه لا يكفيهم ما يلاقون من عنصرية في دولة العنصرية التي يعيشون بها ،فإن زار أحدهم القاهرة وأراد زيارة الأهرامات على سبيل المثال لا الحصر يدفع رسوم دخول خمسون جنيهاً ؛ بينما المواطن العربي أو المصري يدفع جنيهاً واحداً ، لاحظوا الفرق !!
فأولئك العرب بصمودهم بأرضهم وبدافعهم المتواصل عن المسجد الأقصى كونهم يستطيعون الوصول إليه ، ومن خلال مظاهراتهم المتواصلة من يوم الأرض الخالد ومروراً بهبة أكتوبر عام 2000 و مظاهراتهم التي لم تنقطع طيلة العدوان على غزة حتى اليوم أثبتوا ولا زالوا أن انتمائهم لفلسطين لا يمكن لأحدٍ أن يزاود عليه ،فمن يزواد على إنتمائهم لفلسطين يزاود على إنتماء ووطنية كل من :
محمود درويش
من تعلم وعاش و ونزح من فلسطين 48 سنة 1972
توفيق زياد
إميل حبيبي
سميح القاسم
الشيخ الجليل حارس المسجد الأقصى بعد الله عزوجل الشيخ رائد صلاح
عزمي بشارة المفكر العربي المشهور
أحمد الطيبي “العربي الفلسطني”
والقائمة تطول وتطول
ومن لم يسمع عن أولئك فليسأل التاريخ من هم وجوه فلسطين !!
وأختتم بأبيات للشاعر الكبير توفيق زياد من قصيدة هنا باقون :
كأنّنا عشرون مستحيل
في اللّد، والرملة، والجليل
هنا.. على صدوركم، باقون كالجدار
وفي حلوقكم،
كقطعة الزجاج، كالصَبّار
وفي عيونكم،
زوبعةً من نار.
هنا.. على صدوركم، باقون كالجدار
كقطعة الزجاج، كالصَبّار
وفي عيونكم،
زوبعةً من نار.
هنا.. على صدوركم، باقون كالجدار
نجوعُ.. نعرى.. نتحدّى..
نُنشدُ الأشعار
ونملأ الشوارع الغضاب بالمظاهرات
ونملأ السجون كبرياء
ونصنع الأطفال .. جيلاً ثائراً ..وراء جيل
إنّا هنا باقون
فلتشربوا البحرا..
نحرسُ ظلّ التين والزيتون
ونزرع الأفكار، كالخمير في العجين
برودةُ الجليد في أعصابنا
وفي قلوبهم جهنّم حمرا
إذا عطشنا نعصر الصخرا
ونأكل التراب إن جعنا.. ولا نرحل!!..
وبالدم الزكيّ لا نبخلُ..لا نبخلُ.. لا نبخلْ..
هنا .. لنا ماضٍ .. وحاضرٌ.. ومستقبلْ..











لكم محبتي
سامح ابو وديع