أنا يا ناس من أسرة فقيرة
وحَمولتنا من العِيَل الصّغيرة
لا تِحْسَب يوم مالَك يشتريني
لو اقْضِي العمر نايم عا حصيرة
ألا يا هذهِ الدّنيا السّخيفَة
…. أذلَّ زمــانُكِ الناسَ الشــريفَة
لقد أعطيتِ خيـرَكِ للبغايا
………وجوّعتِ المُصابرةَ العفيفَة
وأرذلُ مارقٍ يرتــادُ قصـــراً
………. وأشرفُهــُم تظلّله سقيفَة
وأكبــرُ جاهلٍ بلغَ الأعـــالي
…… وأذكاهُم يفتشُ عن وظيفَة
شَبابُ اليومِ ضاعَ الدِّينُ فيهم
…..وأخلاقُ البناتِ غدَت مُخيفَة
بليــغُ القولِ ننثُــرهُ هبـــاءً
…. ولغوُ البعض تنشره الصّحيفَة
تربّعَ فوقَ عرشِ الغابِ كلبٌ
…… وأكبرُ أسْدِها قد صـارِ جِيفَة
وأقذرُ تافـــهٍ قد راحَ تيهــاً
……يسبُّ الطُّهرَ والناسَ النظيفَة
فيا ربَّ العِبـادِ إليــكَ أشكـو
…… كرامَتَنا التي صارت خطيفَة
فعفوكَ ثم لطفكَ يا إلهــي
…… لظى الأقدارِ أنزِلْهـــا لطيفَة
*** قراوة بني زيد/ ليلاً
…
فكم سنةً يا أخي
كان يلزمُنا كي نفيقَ من الإنقسام البَغيضِ
ومن دمِنا المُتمرجح في زرَد المشنقة؟
وكيف نسيتَ لظى طائراتِ العدوّ
التي حَرَثَتْ دمَنا ؟
وتذكرتَ تاريخَ قابيلَ
مِن أزَل المَوتِ والتفرقة؟
متى يا أخي نستعيدُ المَسيرَ على قدمين
لنخرجَ من هذه المحرقة؟
لغزة بحرٌ
ونهرٌ لضفتنا الشاهقة
ولكنّ أشجارَنا ظامئاتٌ
وأغصانها لم تعد مورقة
متى يا أخي نستعيدُ الحياةَ
وترجعُ أيامُنا مُشرقة؟
….
…قراوة بني زيد/ فجراً