بنتوب عن أوجاعنا وأحزاننا؟
…. لا ما أظن الدهــر يوم انتوب
إحنا الصبر ينبت على جدراننا
…. ويشفق علينا من القهر أيـوب
وتذرف دموع الشوق يوم فراقنا
…. ويمسح دموعه بثوبنـا يعقوب
والدم يجري نهر فوق ترابنا
…. شلال دم من النبي المصلوب
أيلول لمّ العنب والمُسطاح…ودّع كروم التين والجَمْعة
وعند الصّبح بيقول: يا فتّاح.. ارزق عبادَك طيّب الطلعة
أيلول بادودِة وزيت اطفاح .. ورُمّان حِمْري يْعَرّم القَصْعَة
وراعي على شبّابته صَدّاح… يْوَرّدْ شِياهـُه فَــيّـةِ النبعة
أيلول تمْر وجوز مع تفاح….. وزيتون قرّب بِنتظرْ فزعــــة
ومُهرة تْغُبّ المَيّ مِن ضَحضاح..وزهرة على وجناتها دمعة
أيلول غيمة للسما تجتـــاح ..تطوي مِنِ شْهور السنة تسعة
وغَبْرة خريف وغثْبرة ورياح.. ونسمة برِد وجه الصبح لَسعة
أيلول زهرة عِطرها فــــوّاح ….من أسكدنيا تْظلّل التِّرعــــة
وإمّي تسوّي أقراصها وترتاح…حتى تْقيت أولادها السبعة
أيلول صوت المدرسة الـْ ما راح ..من ذاكرتنا مَذهب وشِرعة
عِلم وأدبْ وفنون تملا أقــــداح …وقرآن طاهر يرفض البدعة
أيلول يا مبلول رعدك صــاح … نِزل المَطر غطّوا لـَ هالقرعة
ترخص إلك يا موطنــي الأرواح.. جِمعة ورا جمعة ورا جمعة
أيلول يختــــم موسم الأفـــراح.. ويقول انتظروا إلي رجعـــة
إن جفّتْ الدنيــــا وظلامك لاح …من هالقلِب خذلك أكم خُزعة
رأى الرّحمنُ سِرّاً في فؤادي
…. وكانَ السِرُّ يَستدعي طبيـبا
همَمَتُ بدعوةٍ تشفي مصابي
… لعلّ اللهَ يجترحُ القلوبــــــــا
فجاءَ دواؤُه مِن غير سُؤلٍ…
… وكنتُ أظنه لن يستجيبـــــا
أنا العاصي وأنتَ ملاذُ قلبي
… ومن يسعى لعطفِكَ لن يخيبا
اعدْتَ القلبَ يخفقُ مِن جديدٍ
… بحبِّك كاد قلبي أنْ يذوبــــا
وجاء الصوتُ مِن أعلى سماءٍ:
…حبيبُكَ لم يخُن يوماً حبيبـــا
وقال ليَ الطبيب: خُذِ الدواءَ
وسبّح باسم ربك كي تطيبــا
دواءُ القلبِ ذِكرُ اللهِ فجراً
وظهراً ثمّ عصراً والمَغيبـــا
أيلولُ شاتيلا المضمّخ
بالدّمِ المَهدورِ قهرا
أيلولُ عَنقاءٌ تحلّقُ فوقَ صبرا
أيلولُ فجرا
يَخرجُ الثوارُ من جرشٍ إلى بيروت قسرا
أيلولُ ظُهرا
يقذفُ العربيُّ في الأقصى
على (شارون) أحذيةً وصخرا
أيلولُ عَصرا
ثورةُ النفقِ العظيمةِ
مِن دَم الفرسانِ حينَ تفيضُ نهرا
أيلولُ في (مْيونَخٍ)
يخطّ رجالنا آياتِهم سطراً فسطرا
أيلولُ في نابُلْسَ
زيتونٌ ورمانٌ يرش الأرض عطرا
أيلولُ كنعانٌ وفينيقٌ وعاصورٌ
وكرملنا الذي أهدى لكلّ الكونِ زهرا
أيلولُ كانَ وما يزالُ دَمَ الفلسطينيّ
من أزلِ الوجودِ إلى القيامةِ
يقذفُ المحتل جمرا
…
…قراوة بني زيد/ مساءً