كَشُجَيْرةٍ
نبتَتْ على جُلْمودِ صَخْرٍ
تَفْلُقُ الصّوّانَ مِنْ إصْرارِها
هيهات أنْ يَجِدوا طَريقاً لاقْتِلاعِ جُذُورِها
اليوم عِيدُ الْخَيلِ
عُرْسُ الليلِ
مِئْذنَةُ الصّهيل
….
اليوم يَنْجَبِرُ الزّمانُ
وَتلْحَقُ الْخَيلُ الأصيلَةُ بِالقَوافلِ
تقطِفُ النّجْمَ الْمُعلّقَ
في ذؤابات النّخيل
أقسمْتُ باللهِ العظيم
بأنْ يكونَ لخالقي أبداً وَلائي
أقسمتُ ألا اتبعَ الشيطانَ
أن أرْمي مَلذّاتي وَغاياتي وَرائي
أقسمْتُ أن أهَبَ الترابَ الحُرّ
في وطني دِمائي
فاصعد بروحي رايةً خفّاقةً
تمتدّ من أدنى التراب
إلى عنانِ سمائي
خُذْ مِنْ دَمِي وَهْجَ النّدى
وازرعْ على قِمم الجبال ندائي
واقطفْ شذا القنْدولِ من دَمْعي،
ورتّلْ في ليالي الْحَرْبِ عَزْف (فدائي)
وأنِرْ طريقَ الثائرينَ بشمْعةٍ
أشعِلْ لها قلبي وزيتَ دِمائي
يا أيها القَمْحُ المُخبّأ في دَمْي
خُذْني إلى دُوما
لأنمو سُنبُلاً في الصّخرِ
في الزّمنِ الرّعاف
…
وأرِقْ دَمِي
يروي زهورَ مَقابرِ الشّهداءِ
أيامَ الجَفافْ
…
وازرعْ عِظامي في رُبا الجلزون
باروداً لأعوامٍ عِجافْ
…
واٌمْدُدْ شَراييني بِغزةَ
كهرباءً لليتامى
…
وأنثر دُموعي في خَريف البحرِ
واكتبني شهيداً في أهازيجِ الزّفافْ
لتشتعلْ (دُوما) غداً سِراجاتٍ من الدّم وقناديلَ لظىً ..ولتظل فصائل (المقاومة) في كهفِها سِنينَ عددا ً وليظل أباطرتُها باسِطينَ ذراعيهم بالوصيد ..!!