مَنْ يَنْبِشُ القُبورْ؟
مَنْ يَصْلبُ الْحَلّاجَ في دِمائِنا
مِنْ غابرِ الُعُصورْ؟
..
مَنْ كَفّرَ الرّازيَّ والكِنْديَّ والطّوسِيَّ
مَنْ بالحقدِ يشْوي ابنَ الْمُقَفّعِ
ثُمّ يَرْمي لَحْمَهُ للوحْشِ والطيورْ؟
..
مَنْ قال أنّ ابنَ المُنَمّرِ فاسِقٌ
ومَنْ ألقى أبا علائِنا في المَحْبَسِ الكبيرْ؟
..
ومَنْ قضى أنّ ابْنَ رُشْدٍ كافرٌ ؟
مَنْ كَفّر ابنَ الفارِضِ العاشقِ
مَنْ قالَ: ابنُ سينا عِلْمه مأجورْ
..
…… أقول:
” داعِشُ ” في دمائنا
مِن غابرِ الدّهورْ…!!
الْمَوزُ والقُرودْ
وَالرّشْقُ بالماءِ لكلّ مَنْ يحاولُ الصّعود
لِيَجْلِبَ العُنْقودْ
فترْضَعُ الأجيالُ خوفَ الفِكرةِ الجديدة
وتستمِرُّ دورةُ التلقينِ في أمّتِنا:
“الشيخ والمريد”….!!!
هاتي رذاذَ الرّوحِ كي أحيا
وقُومي نقّبي عدسَ العشاءْ
قومي نخبّئ في ظلام البئر قبل رحيلنا
عطشَ السماءْ
ماذا تبقّى يا حُميدةُ..؟
عنقود باميةٍ منشّفةٍ بوجه الريح
يرقص في العراءْ
ماذا تبقّى ..؟
قوسُ رمّانٍ تدلّى في طريق العين
يَنْشَغُ كالدماء..!!
ماذا تبقّى..؟
دَلْوُ صَبّارٍ وتفّاحاتُ شامٍ
واجماتٌ في المساء
قومي فَلَمْ يذرِ الزمانُ على طريق العين
غير الجاثمين على (محطّات) البكاء
…………………… عقبة فالح/ مِنْ “ليل أيوب الطويل”
في بلادي
كُلّ شيءٍ فاسدٌ:
من عُلْبة السّردين… حتى البرلمان..!!
……………. عقبة فالح/ قراوة بني زيد، ليلاً
في حزيرانَ تأتي الطيورُ إلى قمحِ قلبي
لتنقرَ وشْمَ الزّمانِ على شاهقاتِ الطُّلول
..
في حزيرانَ لمّا تفيض البيادر حُباً وحَباً
أطيرُ إلى قمرٍ دافقٍ بالصهيل
..
في حزيران تأتي جميعُ الظباء ِإلى نبع قلبي
لكي تستحمّ بقطْر النّدى في الحقول
…….. عقبة فالح/ قراوة بني زيد، عصراً
…. وحينَ يموتُ الفقيرُ بقرْيتِنا
يذبحُ الأغنياءُ ثلاثين جَدْياً
عَشاءً لكِلّ المخاتير والأغنياء
……………. عقبة فالح/ قراوة بني زيد، فجراً
في دمشق…!!
أشتهي الموتَ حين أرى الياسمينَ المُدلّى
على سور مقبرةِ الخيل يندِفُ عطراً
………………عقبة فالح/ قراوة بني زيد، غُروباً
ليتني كالغمام الشريد:
ألقي حمولةَ عمري وأمضي..
لا أحنُّ إلى بلد
ولا أتوقُ إلى أحد
………..عقبة فالح/ قراوة بني زيد، ليلاً
أقول:
مرّ الجرادُ فجأةً واستوطنَ السهول
وعاث في عرائش الأعناب والأرطاب
وخرّب الحقول
وحامت الغربان في سمائها
ودنّست سحائب الطلول ….
أقول: لتخْرِج الأرضُ إذَنْ أثقالَها
وتهلك المغول ……………..
عقبة فالح/ قراوة بني زيد، فجراً