هذي حديقةُ بيتِنا بالزّهْرِ رانخةً
يفوحُ العِطر مِنْ ليمونِها
فيها صباحُ اللهِ تحرسُه الجَوافا …
والأسْكَدنيا بالأريجِ ترُشّ حارتَنا
فتملأها أغاني
فيها حَصَى الْبانِ المُشَنْشَلِ
من أكاليلِ الجبال
ونرجسٌ بَلَغَ السَّحابَ بِعِطْرِهِ الأخّاذِ
من أزلِ الدهور
وأَفِرُّ مِنْ وَجَعي
لأرشفَ مِنْ غَضَار الميرميّةِ
علّ مَغْصَ القلْبِ يهدأُ
أو يُباد
…
وأفرّ من مَغْصِ البلادِ
إلى جبالِ الرّيح
علّ سَريرتي ترْتاحُ
مِنْ لؤمِ العِباد..!!
أُمّي على النّبْعِ القَديمِ
تراقبُ الزمنَ الحَرون
أمّي على عَيْنِ البلابلِ
تحرسُ الخوخَ المُدَنْدَشَ في الْجَنائِنِ والغُصون
مَنْ يُسْعِفُ الآنَ الوَحامَى غَيْرُ أُمّي
أمّي تُقَدّم خوخَها الحُصْرُمَ
شاياً للحَبَالى الزّائراتِ ديارَها صَيْفاً
فَتَفْغَمُ كُلُّ حُبْلَى صَحْنَ خَوْخٍ لاذِعٍ
فتقول أمّي:
بالسّلامةِ تنهضينَ مِنَ الوِلادَة يا ابْنَتي
ويعود صَيفٌ آخرٌ ..
ويكونُ خوخٌ آخرٌ ..
وتَجيءُ آلافُ الوَحَامى الزائرات
وتظلُّ أُمّي وَشْمَ راياتِ البلادِ
ونورَ قِنديلِ الحصاد